يعد التهاب الكبد الوبائي النوع (ب) احد اهم الامراض التي تهدد صحة السودانيين وكشفت وزارة الصحة الاتحادية حالات من المرض في عدد من الولايات وأصدرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، موجهات حول حقيقة المرض وكشف المركز القومي لخدمات نقل الدم عن حالات من الفيروس تظهر خلال فحص الدم وسط المتبرعين ودعت الدكتورة سلمي بركات اختصاصي الجهاز الهضمي والمناظير والسكرتير المالي لجمعية اختصاصي الجهاز الهضمي السودانية في حوار مع الصحيفة الي الالتزام بالاجراءات الوقائية لتجنب التعرض للفيروس وقالت من الممكن الوقاية من التهاب الكبد عن طريق التطعيم بلقاح مضاد للمرض سيما في سن الطفولة. * حدثينا اولا عن طبيعة المرض ومدي انتشاره وخطورته ؟ = التهاب الكبد الفيروسي فئة (ب) مرض وبائي ينتج من فيروسات كبدية تصيب الكبد والالتهاب الكبدي (ب) يصيب بشكل وبائي أجزاء من آسيا وأفريقيا ومناطق من الصين لكنه يعتبر من الأمراض المنتشرة على نطاق واسع إذ أن ثلث سكان الأرض قد أصيبوا بالمرض أي ما يقارب 2 مليار شخص بينهم ما يقارب 350 مليون شخص مصابين بصورة مزمنة و يعتبر التهاب الكبد الفيروسي من النوع (ب) من أهم مسببات التهاب الكبد الحاد والمزمن في المنطقة العربية وعادة ما يسبب الفيروس التهاب حاد في الكبد وقيء ويرقان ويتعافي المريض تدريجيا في اسابيع او شهور ونادرا ما تسبب الوفاة و أكثر من 95% من البالغين يتعافون تماما بل تطور أجسامهم مضادات تحميهم من المرض في المستقبل لكن الإصابة المزمنة تحتاج عناية طبية كي لا تنتهي بالإصابة بتشمع الكبد والسرطان الذي يعتبر مرضا فتاكا وقلما يستجيب للعلاج وتتراوح نسبة التعرض للفيروس في السودان بين 47% الي 78% وتتراوح نسبة الانتشار بين 6.8 % في الوسط ونسبةالانتشار في دولة جنوب السودان حوالي 26% . * كيفي تنتقل العدوى من شخص الي اخر؟ = تنتقل العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) من الشخص أو حامل الفيروس إلى الصحيح عن طريق الاحتكاك أو التماس بدم وبذلك فإن العدوى يمكن أن تنتقل عبر اللقاء الجنسي مع شخص مصاب بالتهاب الكبد من النوع (ب )او استعمال ابر مشتركة أثناء اخذ المخدرات او استعمال ابر الوشم أو الحجامة غير المعقمة او استعمال فرشة الأسنان أو موس الحلاقة لشخص مصاب بالتهاب الكبد او نقل العدوى عن طريق نقل دم ملوث بالفيروس، وهذا الطريق لنقل العدوى قل كثيرآ بعد تقدم طرق الكشف عن الفيروسات في دم المتبرعين او تنتقل العدوى بالفيروس للعاملين الصحيين من جراحين وأطباء الأسنان وموظفي المختبر عن طريق التماس المباشر بالدم الملوث أو جرح اليد أو التعرض لإبرة ملوثة أثناء العلاج أو سحب الدم او من الأم المصابة بالفيروس إلى الطفل أثناء الولادة أو بعد ذلك أثناء الرضاعة و ينتقل المرض ل 5% من المواليد عن طريق أمهاتهم اللاتي يكنَّ حاملات للفيروس و لا تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد بمصافحة أو معانقة الشخص المصاب بالمرض أو حامل الفيروس المعدي أو الجلوس بجانبه. * ما المقصود ب حامل الفيروس ؟ = يقصد به الشخص الذي سبق له أن أصيب بالفيروس ولم يستطع التخلص منه، ويمكن أن يكون حامل الفيروس مريضا أو لا تبدو عليه أعراض المرض، ويعتبر حامل الفيروس مصدر خطر للأشخاص المحيطين، ولذلك لا بد من تنبيههم إلى ذلك وخاصة عند الرغبة في الزواج، لأن الفيروس ينتقل عن طريق الجماع، ويمكن منع الإصابة بأخذ اللقاح المضاد للفيروس، وكذلك إخبار الفريق الصحي المعالج، وخاصة طبيب الأسنان. * ماهي اعراض المرض ؟ = يمكن أن تمر الإصابة بفيروس الكبد من النوع (ب) دون أية أعراض، لكن في كثير من الأحيان يشتكي المريض من الإحساس بالتعب والإرهاق و ارتفاع في درجة الحرارة و فقد الشهية و آلام في البطن و غثيان وقيء واسهال و اليرقان، ويشمل: اصفرار البول، وتغير لون البراز إلى اللون الفاتح، واصفرار الجلد وملتحمة العين واختلال في وظيفة الكبد يظهر على شكل ارتفاع في إنزيمات الكبد و تستمر الأعراض أكثر من أربعة أسابيع وقد تطول إلى ثلاثة أشهر، وفي كثير من الأحيان تتطور إلى حالة مزمنة وخاصة عندما تحمل الإصابة الأولى في عمر مبكر (قبل سن العاشرة من العمر) . * ما الفرق بين الالتهاب الحاد والمزمن ؟ = يقال أن الشخص مصاب بالتهاب الكبد الحاد عندما يعاني من الأعراض التي سبق ذكرها، وتستمر الإصابة الحادة حتى أربعة أسابيع، يتعافى بعدها المصاب أو تنتقل إلى الطور المزمن، ويمكن أن يحدث هذا الانتقال سريعا أو يأخذ فترة طويلة ليتحول إلى حالة مزمنة ويعرف التهاب الكبد المزمن أنه حالة تدوم أكثر من أربعة أسابيع، وتكون فيه خلايا الكبد متأثرة بسبب الالتهاب الكبدي الحاد الذي لم يتعافى منه المصاب بعد ذلك ، ويقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب المزمن بعد الإصابة بفيروس الكبد (ب) 10-20% من إجمالي المتعرضين للإصابة ويمكن ألا يعاني المصاب بالتهاب الكبد المزمن في بداية الأمر من أية أعراض، لكن مع تقدم المرض يمكن أن تظهر أعراض تليف الكبد وهذا يحدث عندما تموت الكثير من خلايا الكبد، ويعجز الكبد عن تعويضها، وبذلك تقل كفاءة الكبد في أداء عمله ووظائفه ومن الأعراض التي يصاب بها الشخص في المراحل المتقدمة نقص في الوزن و تعب عام وإرهاق ويرقان و غثيان وقيء وضعف الشهية ويتطور تليف الكبد في بعض الأحيان ويصاب المصاب بفشل الكبد، وأحيانا أخرى بسرطان الكبد. * كيف يتم التشخيص؟ يمكن الكشف عن الإصابة بفيروس الكبد من النوع (ب) ومعرفة ما إذا كان المصاب لا يزال حاملا للفيروس وبالتالي ناقلا للعدوى أو أنه تخلص منه بسبب المناعة الذاتية بعمل تحليل للدم يبين وجود الفيروس ووجود الأجسام المضادة له في دم الشخص الذي تعرض للإصابة كما يمكن عمل تحليل لوظائف الكبد تبين مدى تأثر خلايا الكبد بالالتهاب في حالة التهاب الكبد المزمن. * والعلاج ؟ = ينصح المصاب بالتهاب الكبد بالراحة التامة في بداية المرض وبتجنب الأطعمة الدهنية حتى يتم الشفاء يمكن للمريض ان يتناول بروتينات حتى تتمكن الكبد من التحسن وبناء خلاية جديدة. لأ يتم وقف البروتين الا فى حالة الالتهاب الشديد و الذى يؤثر على وعى المريض كما لا يوقف الملح الا فى حالة الالتهاب المزمن والتليف فى الكبد و الاستسقاء وبالنسبة للحالات التي تمتد الأعراض فيها أكثر من ثلاثة أشهر وتتحول إلى التهاب مزمن أو حامل للفيروس، فليس هناك سبيل للشفاء التام حتى الآن، لكن تتم متابعة المرضى المصابين بالالتهاب المزمن، بانتظام وعندما يظهر عليهم تأثر وظائف الكبد يمكن إعطاءهم جرعات منتظمة من عقار مضاد للفيروسات أما في الحالات المتقدمة يمكن إجراء زراعة للكبد. * ماهي نصيحتك للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي (ب) ؟ = يمكن الوقاية بإذن الله من التهاب الكبد الفيروسي (ب) عبر التطعيم ضد الفيروس المسبب لمرض، وهذا التطعيم آمن وليس له آثار جانبية، ويعطى المريض على شكل ثلاثة جرع، بين الأولى والثانية شهر، وبين الثانية والثالثة خمسة أشهر، أما بالنسبة للأطفال فتعطى الجرعة الأولى عادة بعد الولادة مباشرة والثانية في الشهر الثاني من العمر والثالثة ما بين الستة أشهر إلى سنة و الابتعاد عن ارتكاب المحرمات وعن تعاطي المخدرات والكحول وتجنب المشاركة في استعمال ابر الأنسولين وأدوات تحليل الدم بالنسبة لمرضى السكر و تجنب استعمال فرش الأسنان وأمواس الحلاقة التي سبق استعمالها من أشخاص آخرين وتعقيم صوالين الحلاقة .