خلف كواليس البرامج والسهرات والفترات المفتوحة بعيدا عن الاضواء وخلف الكاميرات، تعمل فى صمت مجموعة من الكوادر الاعلامية فى ايقاع متجانس ومن بينهم هؤلاء شريحة المخرجين الذين عادة ما تكون لبصماتهم ورؤيتهم اثر فى نجاح العمل التلفزيونى. وعبر هذه المساحة نسترجع ملامح مشوار واحد من المخرجين المتميزين بتلفزيون السودان، عرفه المشاهد منذ التسعينيات من خلال عدد من البرامج والسهرات «المجلة الثقافية» «عيون» «اوراق ملونة» «هذه مهنتي» «مرايا» « صباحك يا بلد» «مساء الخير» وغيرها.. التقيناه وكانت هذه المقابلة مع محمد مصطفى عبد القادر «كردش» التى خرجنا منها بهذه الافادات. ٭ صورة مقربة ٭ «كردش» لقب اعتز به لانه يعنى الشجاعة عن سر تسميته بكردش يقول: «كردش لقب اطلقه علي معلمي في مرحلة المدرسة الابتدائية لأنني كنت اشبه احد طلابه اسما وشكلاً وهو محمد مصطفى كردش وانا محمد مصطفى عبد القادر، وسار اللقب علي حتى بعد ان كبرت، وهو اسم له معنى ويعني «الشجاعة والكرم والجود»، وعندما ولجت مجال الاعلام وجدته مفردة سهلة وجاذبة ولها ايقاع، فكان توقيعي في كل برامجي من إخراج «كردش» ٭ مصم مكياج يحترف الإخراج بنجاح يستعيد بداية عمله بالتلفزيون وسر تحوله من تصميم المكياج الى الاخراج، فيقول «بدأت عملي في التلفزيون القومي منذ عام 1980م مصمم مكياج مع الخبيرة د. عايدة محمد علي في برامج الاطفال ثم الاعمال الدرامية، ومن ثم انتقلت الى ادارة الانتاج والدراما ومؤسسها الاستاذ أحمد عاطف في عام 1981م، ومن ثم انتقلت الى كلية الموسيقى والدراما في ذات العام، وعدت للتلفزيون في عام 1987م وتم تعيينى في ادارة التنفيذ منفذ برامج على الهواء، ومن ثم التدرج إلى اخراج البرامج الحوارية القصيرة وبرامج المنوعات، ومن ثم صقلت موهبتي في مجال الاخراج باخراج الفترات المفتوحة والمناسبات بالعمل المستمر». ٭ تجارب الاخراج الدرامي وعن تجربته فى مجال الاخراج الدرامى يقول كردش: «دخلت مجال الاخراج الدرامي وعملت مخرج مساعد لعدد من المخرجين في ابرز الاعمال الدرامية السودانية كمسلسل «العيون والرماد والمال والحب» من اخراج فاروق سليمان و «بيوت من نار والارض الحمراء» من اخراج صلاح سيد ومسلسل «سالم ود البشير» من اخراج الشفيع ابراهيم الضو» ٭ الامكانيات المادية من عوامل نجاح الإخراج وعن المعيقات التى تقف فى طريق الاخراج التلفزيونى يقول: «المرتكز الاساسي خلف التميز في الشكل والمضمون البرامجي وتفعيل النشاط الدرامي يكون على توفر الامكانيات المالية، وذلك لأن الامكانات المالية تسهم في التخطيط وتوفير مقومات الانتاج، وخلق بيئة عمل صالحة تخلق مناخ طيباً، الى جانب الاسهام في مواكبة التطور البرامجي على المستوى العالمي». ٭ التنوع والبيئة من معينات المخرج السودانى ويلخص كردش اهم عوامل التميز المتوفرة للمخرج السوانى في قوله: «هناك ما يميز المخرج السوداني عن غيره كالبيئة الوطنية التي ينتمي لها ويحاول أبرازها، واساليب العرض والايقاعات المميزة ومكونات الاضاءة والازياء، واختيار المخرج للسحنات في تقديم البرامج او في الدراما». ٭ توفر معينات العمل يخصم من إبداع المخرج ويدفع كردش تهمة عدم نجاح المخرجين خارجياً قائلاً: «هذا يعود لعدم توفر معينات العمل ومتطلباته التي تدير الإنتاج التلفزيوني في منظومة متكاملة، حيث تتوفر في الخارج المدن الاعلامية وجهات مصممة للأزياء الدرامية وتقنيات أخرى تسهم في نقل وتجسيد الحدث الدرامي والبرامجي، وبالتالي ضعف الامكانات من كاميرات وعدسات واسعة يسهم في تدني عمل المخرج، لاسيما عدم توفر الامكنة الصالحة للتصوير البرامجي، ونحن فى انتظار تحول حلم المدينة الاعلامية في السودان الى واقع، لأن ذلك يدعم جهودنا». ٭ موسمية حركة الإنتاج التلفزيوني وعن موسمية الانتاج التلفزيونى وتكثيفه خلال فترة خلال شهر رمضان والاعياد يقول«حركة الانتاج التلفزيوني مستمرة على طول العام في كل المجالات ، الا ان المواسم كفترة رمضان و العيد فتشهد نشاط وحراك اكثر لكثافة الانتاج الذي نسعى من خلاله جذب المشاهد في منافسة للفضائيات الاخرى » . ٭ الاهتمام بكل التفاصيل سبب توتر المخرج وعن العصبية التى تميز شخصية بعض المخرجين يقول ضاحكاً: «وجود العصبية شيء طبيعي لانه لا بد ان يكون حريصاً على ادق التفاصيل دون ان تنقص اي منها، واي خلل او نقصان في العمل او الترتيب يخلق توتراً ينتج عنه تصرف لاارادي من المخرج للحفاظ على انسجام ايقاع العمل، حتى لا تكون معالجات ما بعد التصوير في عملية المونتاج كثيرة». ٭ إخراج البرامج المباشرة والمسجلة وعن المقارنة بين اخراج البرامج المباشرة والمسجلة يقول: «بدون شك العمل على الهواء مباشرة عمل صعب جدا يصعب التحكم فيه». ٭ تراكم التجارب الإخراجية ويكشف كردش عن أبرز الاسماء التى ساهمت فى نضجه المهني بالقول: «كل الزملاء تجاربهم مفيدة بالنسبة لي، ومن أبرز التجارب التي استفدت منها تجربة احمد عاطف وفاروق سليمان وصلاح السيد وابراهيم الضو، الى جانب عبادي محجوب والفاتح البدوي وقمش وعيساوي وشكر الله خلف الله وصالح مطر ومحمد سليمان دخيل الله وغيرهم» ٭ توقيع أخير رسالتى لكل العاملين في مجال الاخراج تتمثل في تضافر الجهود والتئام الشمل والاهتمام بورش العمل وتشكيل حراك دائم يسهم في تجديد حركة الإخراج البرامجي.