فى خطوة مفاجئة قرر العديد من المرشحين للمقاعد التشريعية انسحابهم من السباق الانتخابى لما ارتكبته مفوضية الانتخابات من العديد من الاخطاء الفادحة فى حقهم الانتخابى بينما فضل باقى المرشحين مواصلة الانتخابات وعدم اعترافهم بنتيجتها بالرغم مما صاحبتها من اشكاليات وتعقيدات منذ انطلاقة عمليات الاقتراع في يومها الاول. واعتبر مرشح الدائرة 9 القومية ببورتسودان طه بامكار، ان انسحاب بعض المرشحين البالغ عددهم 4 مرشحين من السباق الانتخابى نسبة للتجاوزات القانونية الكبيرة لمفوضية الانتخابات فى غياب الرموز لبعض المرشحين وعدم تطابق اسماء الناخبين مع الكشوفات المعتمدة لدى المرشحين، الى جانب موجة عنيفة من التزوير انتظمت كافة مراكز الاقتراع، وغياب تذاكر الاقتراع للمرشحين من بعض مراكز الاقتراع، وغالبية العاملين بمراكز الاقتراع من منسوبى حزب المؤتمر الوطنى، كما اعتبر بامكار المفوضية جسماً غير محايد لادارة العملية الانتخابية، واضاف «وان قرار انسحابهم اتى باجماع كافة المرشحين مما دفعهم الى اتخاذ هذه الخطوة التى اتت رغم انفهم، وقال بامكار «ابلغنا المفوضية مرارا وتكرارا بهذه الاخطاء، الا انها للاسف الشديد لم تحرك ساكنا حتى الآن، وان قرار الانسحاب نهائى ولاعودة منه اطلاقا ولا يمكن ان نخضع جماهيرنا ونزور ارادتها كما زورها الآخرون ووصف بامكار الانتخابات بانها انقلاب اقتراعى. وقال المرشح المستقل محمد كرار، ان عمليات التزوير بمراكز الاقتراع اصبحت على مرأى ومسمع الناس ولايستطيع احد انكارها، فعليه اعلنت انسحابى وسحبت كامل وكلائى من المراكز، والذين ظلوا لفترات طويلة تمارس عليهم الضغوط من قبل كوادر المؤتمر الوطنى فى مراكز الاقتراع المختلفة. ومن جهته ابدى المرشح المستقل لمنصب والى البحر الاحمر عبدالله ابوفاطمة «للصحافة» استياءه من قرار مفوضية الانتخابات بتمديد فترة الاقتراع ليومين آخرين، وقال انه قرار لا داعى له واضاف «ان المفوضية اتخذت هذا القرار من اجل تجميل وجهها امام الضغوط والاحتجاجات العنيفة للمرشحين» وعليه فنحن سنمضى فى مسيرتنا الى الامام، وقال إنه يود أن يرسل رسالة واضحة لكل الذين يروجون الاشاعات بانسحابنا من السباق الانتخابى، وقال إنهم سيخوضون الانتخابات، واضاف «اذا فشلنا هذه المرة لن نستسلم وسنخوض الانتخابات القادمة ولا خيار لنا الا ان نأتى الى السلطة عبر صناديق الاقتراع وسنلقن اعداءنا درسا ديمقراطياً بليغاً». وقال الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل ابراهيم ابوفاطمة «للصحافة» لن نقاطع الانتخابات اطلاقا مهما كلف الثمن لأنه قرار الحزب واتخذ داخل مؤسسات الحزب، اما مايخص قرار المفوضية بتمديد ايام الاقتراع قال انه سيدخلنا فى المزيد من الاشكاليات والتعقيدات، وبالذات فى التكاليف المالية والخسارات التى خسرناها حتى الآن كبيرة جدا، واضاف «ان ما يؤسفنا ان هذه الممارسات الرديئة انها تمت من قبل مفوضية الانتخابات». وقال الامين العام للمؤتمر الشعبى بالولاية، بابكر عثمان عبد الرازق، «للصحافة» ان كوادرنا ظلت تتلقى التهديدات من قبل كوادر المؤتمر الوطنى ، وظلوا يلاحقونهم داخل مركز الاقتراع من اجل منعهم من ممارسة حقهم الانتخابى، الذى كفله الدستور واشار بابكر انهم ذهبوا اكثر من ذلك بالاساءة والاعتداء على كوادرهم، واضاف «ابلغنا المفوضية بذلك واتخذنا اجراءات قانونية فى مواجهتهم». وقد كشفت جولة «الصحافة» التي قامت بها امس لمراكز الاقتراع، ان عمليات الاقتراع مازالت تسير بوضعها الطبيعى فى كافة المراكز بالولاية بالرغم من الاشكاليات والتعقيدات التى صاحبتها حيث تتراوح نسبة الاقبال بصورة كبيرة فى بعض المراكز، وتضعف فى بعض المراكز الاخرى حسب كثافة سكان المركز الانتخابي. ومن الملفت للانظار تواجد مراكز تسجيل الناخبين التابعة لحزب المؤتمر الوطنى جوار مركز الاقتراع، حيث يعد ذلك مخالفة قانونية الى جانب منح شهادات السكن من قبل اللجنة الشعبية لبعض الناخبين وحرمان البعض الآخر منها، ومن الشكاوى التى وردت «للصحافة» من داخل مراكز تصويت «السباب» ان هناك ناخبين اقل من سن 18 سنة ادلوا بأصواتهم ويعد ذلك تجاوزاً قانونياً الى جانب طرد بعض وكلاء المرشحين من مركز الاقتراع ومنعهم حراسة الصناديق ليلا.