تتعامد الشمس اليوم، الأحد، على الكعبة المشرفة، وهو التعامد الأول الذى يحدث خلال السنة الشمسية الكبيسة الحالية، حيث تشرق شمس مكة اليوم فى تمام الخامسة و38 دقيقة، وتستمر فى حركتها الظاهرية إلى أن تتوسط السماء وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة، في توقيت أذان الظهر. ويلاحظ الموجودون فى المسجد الحرام اليوم اختفاء ظل الكعبة المشرفة وظلال جميع الأجسام، حيث يكون ظل الزوال صفراً، وتتم في ذلك التوقيت مشاهدة الشمس فى المناطق المجاورة للقطب الشمالى وقارة أفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا والأجزاء الشرقية من الأمريكتين. وكشف الدكتور معاوية حامد شداد أستاذ الفلك بكلية العلوم بجامعة الخرطوم، عن فوائد عظيمة تعود على الدول الاسلامية والسودان من تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، وقال ل «الصحافة» أمس إن الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة اليوم في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا و17 دقيقة و35 ثانية، وتتعامد ايضا على الكعبة المشرفة يوم الخامس عشر من يوليو القادم في تمام الساعة الثانية عشرة و27 دقيقة، مبيناً ان التعامد يحدث في أية منطقة تقع بين مدار الجدي ومدار السرطان، موضحاً أن التعامد يحدث مرتين فى العام أثناء حركة الشمس من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوباً قادمة من مدار السرطان فى شهر يوليو، وتكون الشمس في كبد السماء وثقل أشعتها موجه الى الكعبة. وقال إن الشمس سبق أن تعامدت على القصر الجمهوري بالسودان يوم الثاني من مايو الحالي في تمام الساعة الثانية عشرة و47 دقيقة، واختفت ظلال الأجسام، وستتعامد على القصر الجمهوري أيضاً في التاسع من أغسطس القادم في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس وخمسين دقيقة. وقال شداد إن تعامد الشمس على الكعبة ظهر اليوم يحل اشكالية تحديد القبلة بدقة التي يعانيها المسلمون كثيرا في العصر الحديث، وعاناها المسلمون قديماً ايام الفتوحات الاسلامية الاولى، خاصة القادمين من بلاد المغرب وتونس والجزائر الذين كانوا يصلون جهة غانا وساحل العاج. وقال شداد ان تعامد الشمس على الكعبة ظهر اليوم يمكن أن يستفيد منه سكان السودان في تحديد قبلة المساجد، مشيراً إلى ان عدداً من المساجد الكبرى بالخرطوم بها خلل في تحديد القبلة. وناشد شداد الاستفادة من تعامد الشمس ظهر اليوم، وقال أن أي ظل سيكون أثناء التعامد عكس مكةالمكرمة. وقال يمكن تحديد القبلة بدقة عن طريق «ميزان المويه» الذي يستخدم في بناء المنازل، او استخدام اي جسم ثقيل مربوط بخيط او النظر الى ظل اي عمود منتصب وقائم بصورة صحيحة وغير مائل يميناً او يساراً بطول ثلاثة امتار، او النظر الى ظل مآذن المساجد، ويكون اي ظل في تلك اللحظة يقع في اتجاه معاكس لمدينة مكة، وعليه يتم تحديد القبلة بصورة دقيقة جداً. وقلل اختصاصي الفلك السوداني الدكتور أنور محمد عثمان من خطورة الظاهرة الكونية، موضحاً أن تعامد الشمس اليوم على الكعبة المشرفة ليس معجزة خارقة أو حادثة غريبة مخيفة، بل ظاهرة طبيعية عادية تتكرر مرتين في العام. وقال ل «الصحافة» إن الشمس تتعامد على مناطق كثيرة داخل وخارج السودان، وقال إن الظاهرة تصاحب بارتفاع في درجات الحرارة. وحذَّر د. معاوية شداد من النظر المباشر لقرص الشمس، سواء فى توقيت التعامد أو فى باقى أيام السنة، من خلال التليسكوبات والمناظير غير المزودة بمرشحات ضوئية، نظراً لأن هذه الأجهزة تعمل على تركيز أشعة الشمس، وأخطرها الأشعة فوق البنفسجية التى تتسبب فى حرق شبكية العين وفقدان البصر.