تنبأت سلطات الارصاد الجوى بأن يأتى خريف هذا العام مبكراً ومبشرا بمعدلات امطار عالية تقارب خريف ثمانينات القرن الماضي ، وتعتبر الامطار الغزيرة التى شهدتها ولاية القضارف امس الاول بجانب هطول امطار متفرقة مطلع هذا الاسبوع بولاية الخرطوم انذاراً مبكراً للمسؤولين سواء كانوا فى العاصمة اوالولايات بان امطار هذا العام ستكون على ذات وتيرة الاعوام الماضية المطيرة . . وفي كل عام مع اقتراب فصل الخريف تعلن فيه ولاية الخرطوم بعدد من التصريحات تغطي صفحات الصحف اليومية ، تبشر باستعدادها لمواجهة فصل الخريف بتشييد ونظافة المصارف والشوارع في محاولة لمنع تكرار حالات الغرق التى شهدتها بعض احياء العاصمة طيلة الاعوام الماضية وتلجأ المحليات الى الحلول والمعالجات الوقتية لمواجهة ظروف الخريف والمتمثلة فى حفر المصارف و شفط المياه واقامة السدود الترابية لحماية الاحياء القريبة من النيل والتي تجئ في معظمها في وقت متأخر بعد ان تتسبب فى انهيار عدد من المنازل الى جانب غرق شوارع الخرطوم بالمياه لسوء تصريف مياه الامطار وعدم كفاءة المجارى . «الصحافة» تجولت في شوارع ولاية الخرطوم وداخل الاحياء للوقوف على استعدادات الولاية لمواجهة فصل الخريف ولاحظنا خلال التجوال داخل شوارع الخرطوم ترك بقايا تطهير المصارف على الجوانب. واشارت وجدان عبد الرحمن التي تسكن جبره الى انه تم تطهير المصارف بجبره ولكنها أغلقت مرة أخرى لعدم حضور عربة النفايات وأخذ الأوساخ والتراب من جانبي المصرف مضيفة أن الميادين بجبره دائماً ما تكون مليئة بمياه الأمطار مما يساعد في توالد الناموس الا أنها اكدت ان الشوارع تصريفها جيد ولكن المجاري الرئيسية تمتلئ بمياه الأمطار وتصريفها سيئ نتيجة لسلوك المواطن الخاطئ برمي الأوساخ فيها. بينما تقول مها حميدة وتسكن بيت المال شرق ان المجاري بالحي لم يتم تطهيرها مشيرة الى ان المصارف التي فتحت أغلقت مرة أخرى لعدم التخلص من الأوساخ وتركها على جانبي المصرف وعزت عدم فتح جميع المصارف لحفر السكان لاحواض التخمير بالشوارع « السبتانك» ، مضيفة أن تلك « السايفونات » عطلت العمال عن فتح المصارف مضيفة ان الشوارع تمتلئ بمياه الأمطار في فصل الخريف مما يساهم في توالد البعوض والذباب. وقال المواطن ياسر عبدالمولى من سكان الحاج يوسف الردمية ان منزله يقع على شارع يفتقر لوجود مصرف مما يؤدى الى امتلاء منازلهم بالمياه ،مؤكدا انه فى خريف العام الماضى ولغياب المجارى تسببت مياه الامطار في انهيار بعض الاسوار وارتباك حركة سير المركبات العامة وتوالد الحشرات الضارة والبعوض والذباب . واضاف انه على الرغم من الاضرار التى تعرضت لها منطقتهم العام الماضى الا انها لم تخضع لاي معالجات . ذات السيناريو الذي عاشته أحياء الخرطوم لمسناه في أحياء أمدرمان و تكررت ذات المشاهد وكأنّ الخرطوم وأمدرمان وجهان لعملة واحدة ، ففي أحياء الثورة بالنص والشنقيطى والوادى شكا المواطنون مرّ الشكوى من فتحات الصرف وتكدس النفايات بها ويقول المواطن محمد علي أنّ عربة النفايات متغيّبة تماماً عن الحي وأحياناً تمر عبر الشارع الرئيسي فقط مما دفع المواطنين الى وضع أكياس النفايات في الشارع الرئيس ومع تراكمها المتزايد تساقطت في المصرف الرئيسي مؤكدا توالد الحشرات في الحي . عبدالكريم من سكان الثورة اشار الى أن المحليات تعمل بصورة روتينية بحفر المصارف الرئيسية بالشوارع ولكنها لا تحمل الأوساخ والاتربة من جانبي المصرف مما يتسبب في رجوعها للمصرف مرة أخرى . . ويرى أن أكثر الشوارع استقراراً في فصل الخريف امتداد شارع الوادي وذلك لحسن رصف الطريق ووجود جزيرة فاصلة بين المسارين وعلو الشارع وهذا ينطبق على شارع الثورة بالنص والشنقيطي . في حي السامراب ومدينة الحلفايا تحوّلت مصارف الأمطار الى مكبّات نفايات وشوّهت أكياس النايلون المتطايرة مداخل الشوارع وفاحت روائح النفايات المُتراكمة، المواطن عبد المنعم اكد ان تراكم النفايات خلق وضعاً بيئياً متردياً في المنطقة بسبب توالد الحشرات والذباب جراء تراكم النفايات التي فاحت روائحها وأصبحنا لا نستطيع العبور في الشوارع من شدة الروائح الكريهة الناتجة عن تكدس النفايات داخل الأحياء. بينما اشار المهندس محمد هاشم الى ان معظم الشوارع أصبحت تملؤها الحفر والأخاديد التى تؤدي الى تراكم وحبس المياه في منطقة واحدة مشيرا الى زيادة المعاناة سوء أعمال السفلتة بعد الانتهاء من اعمال الحفر، حيث يهبط مستوى المنطقة التي تم حفرها عن بقية المناطق الأخرى في الشارع نفسه .