إهداء: إلى الناشط في مجال الثقافة السينمائي صلاح عبد الرحيم. إليه... وقد أهدانا المجموعة فأسعدنا وبالتعرف على هذا العمل البديع. وإليه... وقد جمعنا هوى الثقافة والطريقة الواحدة. ٭ مدخل: وظيفة الكلمات هي الاشارة إلى الثقب الفراغ المعجمي الذي يولد نصاً كلياً لتعويض لامرئية تلك الكلمة المركزية، وجعل القارئ مضطراً لحل لغزها. ميشيل ريفا تير من الإصدارات التي صدرت حديثاً مجموعة القاص صابر جمعة بابكر القصصية «خمشة بريق موشى بالزبذ» الصادرة في طبعتها الأولى في فبراير 2012.. طباعة: الحضارة للنشر/ القاهرة.. تصميم الغلاف: ابراهيم محمد أحمد.. تصميم لوحة الغلاف: سيد بركة. والكاتب من مواليد أم درمان عام 1959م.. قاص.. ناقد.. عضو اتحاد أدباء السودان.. دورة 19861988م. واحتوت المجموعة التي جاءت في غلاف أنيق على «12» قصة. ويبرز من المجموعة حقيقة أن للكاتب صوته الخاص حيث يحاول التجريب في منجزاته الابداعية أو مشروعه الابداعي لأدواته الخاصة التي ترقد بين أعطاف النص متلونة بمظاهر الجدة والسعي لانفكاك من الشكل الموبساني للقصة (المعروف)... ٭ العنوان: وعنونات الكاتب: العنوان له أهميته التي أبانتها بعض الدراسات والاتجاهات النقدية والأدبية الحديثة، وباعتباره يفك شفرة النص ويملك القارئ مفتاح الدخول للنص. ومن المجموعة يتضح أن الكاتب عنون قصصه بعناوين رشيقة تكون بمثابة «مفاتيح» النصوص. وهي: امتزاج رومانسي... عزة... تجاعيد على خطوط العسجد المنهوك... تقرير شخصي لأوقات استثنائية... ميدوز.. انكسر المجداف... زينب والجدال... Phobia فانتازيا لأربع إصابات وحالة واحدة.. مسميات الشراشة والعذوبة... كمشة بريق مزخرف بالزبد... رؤيا... عزلة... أليفة... من يوميات سائق تروللي. ٭ النصوص وهذا التحاشد: حشد الكاتب نصوصه القصصية ببعض النصوص التراثية: التاريخية: والشخصيات والنماذج المستقاة من مقام الحاضر.. كما أن الآية القرآنية: هي الأخرى مما وظفه الكاتب بالنصوص... فأنت كقارئ تلتمس بقصة «تقرير شخصي لأوقات استثنائية» فيروز تغني... «.. أدرت الاستريو فانداح الرنين للجيني من حنجرة فيروز الشجية... حبيتك في الصيف.. حبيتك في الشتى». وبقصة «ميدوزا.. انكسر المجداف.. تلحظ قول السيد المسيح المشهور لأحد الحواريين. رياح الغدر والخديعة!! ثم ما ذنب هذا الكائن الذي أوشك أن يملأ الدنيا صخباً وضجيجاً وأن تنكره ثلاث قبل صياح الديك! كما تلحظ استحضاره لميدوزا الشخصية الاسطورية وانطباق الحال على الشخصيات: آرثر: رامبو: لوركا. أنت من هولندا لا من اسبانيا.. حضرت للسودان للمرة الثانية.. أعمل صحفية. عندما قرأت لوركا أحببته. أوه.. أمي تحبه جداً أيضاً./ قصة عزلة.. أليفة.. من يوميات سائق تروللي. كما أن من بين ما يلاحظه القارئ توظيف الكاتب للثيمة الثابتة والمتوارثة للحكاية الشعبية السودانية: «الخوف يلد الخوف» الذكرى تنجب الذكرى.. وقتذاك كان في السادسة من عمره يتسمع مع اخوته أحاجي جدته في الليلات القمرية ذات الصيف الحار والنسمات التي تأتي فجأة. حجيتكم ما بجيتكم خيراً جانا وجاكم. تتلو الجدة «حجيوة» من حجواتها المثيرة وخيال الصبية يسرح كروعة التكوين الأولى/ قصة فانتازيا لأربع إصابات وحالة واحدة. ٭ من خطاطات الكاتب المتنوعة: اتبع الكاتب بمنجزه القصصي بعض التقنيات الحداثوية ومثل تقنية الفلاش باك والعناوين الداخلية.... وهو الآخر حاول أن يخلق الصور الجديدة الخطاطة التي حاول القاص عيسى الحلو أن ينتخبها كتقنية ببعض القصص القصيرة التي كتبها وعن ايمانية بفاعلية هذه الصور وأثرها على القارئ (1) ص33 بالمجموعة جاء بقصة فانتازيا لأربع اصابات وحالة واحدة... كان ينتابه شعوران متضاربان: ضرباً من الرهبة وآخر من الدعة التي يحب أن ينام خلالها وعيناه تنسدان لا ارادياً وقبل أن يتقلص في محفة الكرى يحس بنفسه عشة خضراء.!! أما عن جانب استخدامه للاشارات والعناوين الجانبية فلنا في قصة «مسميات الشراسة والعذوبة» مثال لأمر.. حيث أخذت من العناوين إياها: العنوان: الفرس.