امس الاول اجرى الاستاذ حسن البطرى حواراً رائعاً مع صلاح قوش.قدم حسن صلاح للسودانيين كما لم يقدم قط. صورة مخفية رسمها المعارضون لصلاح، ولكن بالامس استطاع حسن البطرى ان يرسم صورة مغايرة له بحوار بسيط وأنيق. أطل صلاح من خلال الحوار كسودانى أصيل يهوى لعب الكوتشينة بل حريف فى الوست لا أظنه أحرف من ياسين عمر الإمام ، فلقد لعبت ضده وغلبنى. يشجع صلاح قوش المريخ ويغنى بين طيات السحاب مع الكاشف انت وانا وحدنا.أذكر فى دعوة صلاح لفنانين حين كان مديراً للجهاز سألنى أحد الممثلين قائلا«قوش دا جادى بحب الغنا والفن ولا بمثل علينا ساكت».اتضح بالامس ان صلاح كان هو نفسه لايمثل على أحد. حوار حسن -قوش من أمتع الحوارات التى شهدتها الساحة الصحفية مؤخراً، حسن دائماً قادر على الامتاع وقوش صنع الدهشة على الوجوه. أبو السيد ذكرى لاتموت من لم تسعده الحياة بالأنس مع استاذنا سيدأحمد خليفة فلقد فاته كثير.أبوالسيد أفضل أنيس وهو بحر من الحكايات والذكريات وله معرفة عميقة بأصناف البشر.خلال يومين قضيناهما سويا على بلاط سجن بحرى استمتعت بعشرات الحكايات والنوادر ، وعرفت ان الصحفى الحقيقى ليس أمتع منه فى سبر غور الحقائق والناس والحكى .رحم الله أبوالسيد ويجعل البركة فى اولاده. كلما دعانى الصديق عادل سيدأحمد لصالون سيدأحمد خليفة أجد نفسى اما خارج البلاد واما خارج الفورمة. ولكم أنا معجب بالجهد الذى يبذله عادل فى هذا المنبر الذى أصبح علامة فى ساحة الخرطوم السياسية. هذا المنبر المحترم لم تقوَ الاحزاب التى «تكورك» ليل نهار ان تجترح مثله. عادل رجل هميم وخلاق ومبادر صنع لابيه استاذنا سيد أحمد خليفة منبراً يليق باسمه وتاريخه .امل ان يستمر تدفق الافكار فى المنبر فما احوجنا لساحة حوار نسمع فيها بعضنا فتضيق دوائر خلافاتنا وتتقارب الرؤى ونمضى لآفاق أفضل من هذا العك السياسى الذى نخوض فيه ستين عاما ولم نزل.شكرا أبوالسيد طبت حياً وميتاً. حكايات استمتع هذه الايام بقراءة حكايات وفنون. حكايات تطورت مهنياً بشكل بديع ويبدو ان تراكم الخبرة لدى زميلنا الاستاذ الكردي اضافة لموهبته الصحفية جعلته ينجح فى التوصل لمعادلة ممتازة فى الصحافة الاجتماعية. استقطب كردى كُتاباً وكاتبات رائعات اخرهن المضيئة منى ابوزيد. هذا العقد النضيد من كتاب حكايات ليس له شبيه فى الصحف السياسية ، ففريق حكايات يضم نجوماًً مخضرمين«جعفرعباس والبونى» واخرين شعراء مبدعين« سعد الدين ابراهيم» اما صديقى فتح العليم فهو دجال ممتع ومدهش بحكاياته.حكايات صحيفة تقرأ بها ست أعمدة دون ان تشعر بملل بل المتعة وحدها تحيط بك.صديقى كردى قد تنجح الصحافة الاجتماعية بالهيافات ولكنك الان تصعد لتصنع صحافة اجتماعية راقية تصنع مجدها بالعمل الصحفى الجيد والكتاب الرائعين.مبروك. فنون مثل كردى هناك هيثم كابو الذى غامر مع ود البلال بصحيفة فنون ، وكثيرون تشككوا فى نجاح فكرة صحيفة فنية ، ولكن كابو فعلها ونجح. وسر نجاح كابو انه صحفى مجتهد ومبدع وجرئ. اتخمت الساحة بالصحافة الرياضية فسدت فنون فراغا مهما فى جسدها..ثلاثة أعمدة ابدأ بها قراءتى لفنون «لت عجن» لزميلى الاحداثى المبدع محمد عبد الماجد. وضد التيار لهيثم. ويبقى الود لامير عبد الماجد. امير خفيف العبارة وله قدرة على الالتقاط مدهشة، ميزة لاحظتها منذ ايام الصحافة ، وذو عبارة رشيقة وقادرة على مفاجأة القارئ ، دائما بمنعطف فكرة جديدة فى ثنايا العمود. اما محمد فشهادتى فيه مجروحة هو نسيج وحده فى الصحافة السياسية والفنية والرياضية.كابو يكفى قلمه مافجر من قضايا والعناية بهذا التنوع الجميل. وطن اللحوم أنا هنا هذا العنوان لصديقى محمد محمد خير الذى ينثر ابداعه على صفحات الغراء آخر لحظة.يهوى محمد التهام الديوك ولكن استثماراته فى الجزارات. يعانى محمد بحسب ما عبر من اثار حملة لمقاطعة اللحوم اذ اصبحت جزارته التى استثمر فيها شقى عمره خاسرة بفعل الحملة ضد اللحمة.كتب محمد فى مقال « الباز شهيدنا الاول » وقبلت هذه الشهادة لانها فى ساحة الصحافة ، ولكن بت الان اخشى عليه ان ينال الشهادة فى حوش العجول.!! قلت لمحمد مادام انك تحب الديوك لماذا لاتغير مجال استثماراتك لحيزها.فانكر ذلك الاقتراح مدعيا ان السودانيين لايعرفون قيمة لحمة الديوك ، وحده كمال حسن بخيت من يحب أكل لحم الناس والديوك «العبارة تخص محمد».شرح لى محمد فى ربع ساعة فوائد أكل الديوك مقارنة مع ضرر اللحوم التى يبيعها للناس!!.هدد محمد خير بانه سيرجع لمنفاه فى اقاصى الدنيا حال اغلاق جزارته بسبب الخسائر التى سببتها له الحملة. وبما اننى كنت اول المستقبلين لمحمد خير حين عاد بعد عشرين عاما من غربته فى كندا، اعلن الان استعدادى لوداعه بذات الحرارة التى استقبلته بها فلن يأسف احد على شاعر ودبلوماسى وحكاء ضل طريقه الى الجزارة او جزار ضل طريقه لمهن اخرى.اخشى ما اخشاه ان يبقى محمد بالسودان ليغنى وطن الديوك انا هنا.