في العاشر من رمضان من كل عام درجت جماعة أنصار السنة المحمدية على إقامة إفطارها السنوي بالمركز العام للجماعة بالسجانة، وهو مناسبة تجمع فيها المسئولين والدعاة وقادة الجماعة ويخاطب فيها المسئولون الحضور في الشأن الدعوي والسياسي، على مدخل المركز يلتقيك قادة الجماعة بجلابيبهم البيضاء القصيرة وبابتساماتهم المرتسمة على وجوههم ترحيبا بالزوار دون تمييز بين مسئولين ودعاة ومواطنين، وقد لبى الدعوة هذا العام من المسئولين كثر على رأسهم عبد الرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية، وعبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، وغازي الصادق وزير الإرشاد والأوقاف ومولانا دوسة وزير العدل الى جانب نائب مدير جهاز الأمن الوطني، واللواء عمر نمر معتمد محلية الخرطوم بالإضافة للملحق الديني السعودي والقنصل السعودي وممثل سفارة سلطنة عمان بالخرطوم. وتلاحظ الوجود الحكومي الرسمي الكثيف، والغياب النسبي لقادة الحركة الإسلامية، وإن كان قد حضر منهم أفراد يمثلون جهات أخرى أكثر من تمثيلهم للحركة الإسلامية مثل البروفيسور محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان، والشيخ الصافي جعفر الأمين العام للمجلس القومي للذكر والذاكرين. وقد تناولت الكلمات التي ألقيت مختلف القضايا السياسية والدعوية، لكنها اشتركت جميعها في الدعوة لوحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف. الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية الدكتور إسماعيل عثمان أكد أن جماعته تقوم على فقه السلف الصالح وتؤصل له في الحياة المعاصرة، ومن هنا فإنها تدعو لتصحيح الاعتقاد ونبذ البدعة والعمل بالسنة، وشدّد على أن منهج الجماعة يقوم على نبذ العنف والبعد عن الفظاظة في تبليغ الدعوة فهي محكومة بضرورة تحري الحكمة والموعظة الحسنة، ومن هنا قرر أن الجماعة اكتسبت علاقة حميمة مع المجتمع لأنها تقوم على التحاور بالتي هي أحسن، ودعا إسماعيل إلى إقامة دين الله في الحياة العامة وحذر من المعاصي، ونادى ببذل المزيد من التكافل حتى يرتفع عنا البلاء والغلاء مشيدا بخصال التكافل والتعاون الكامنة في المجتمع السوداني، وأضاف أن الجماعة تقدم عمل الخير بالإضافة للدعوة؛ فهي تقوم بكفالة الأيتام وبناء المساجد، وأشاد بالمسلمين من وراء البحار الذين يمدون أياديهم بالخير لإخوانهم في السودان، معلنا أن الجماعة تكفل سبعة آلاف يتيم من شتى أنحاء السودان كاشفا عن توزيع خمسة ملايين جنيه سوداني عبارة عن دفعة الكفالة للثلاثة اشهر الأخيرة، مناشدا الحكومة بمراجعة الزيادات في الكهرباء، ومناديا بضرورة الوحدة لمواجهة الكيد ضد السودان. والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر أشاد بجماعة أنصار السنة المحمدية واصفا إياها بأنها تقدم المفيد من الحديث والبرامج ولها جهد متصل طوال العام في كل المواقع، داعيا إلى تقريب الشقة والمسافة بين جماعات العمل الإسلامي من أهل القبلة، ونادى بتجميع الصف لوحدة البلد. أما مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق فقد امتدح ما تقوم به الجماعة ووصفه بالعمل الصالح مؤكدا أنه حيثما سار في ولايات السودان وجد الجماعة بجهدها ودعاتها، مقررا أن الإسلام هو حادينا وديدننا في السودان مؤكدا أن نهج الصحوة (برنامج حزب الأمة) وبرنامج الشريعة (برنامج المؤتمر الوطني) والجمهورية الإسلامية (برنامج الاتحاديين) وإحياء الكتاب والسنة (برنامج أنصار السنة) هذه كلها توجه إلى الله تعالى ويمكن أن تلتقي، مشيرا إلى أن الاعتداء الذي نتعرض له لا يمكن مواجهته إلا بتوحيد الصف الداخلي، مستبشرا بأن الحوار مع دولة الجنوب يمكن أن يصل لاتفاق يقينا شر المواجهة التي لا نريد لها أن تكون. وتعليقا على مناشدة الرئيس العام لأنصار السنة بمراجعة زيادات الكهرباء أعلن أن اللجنة العليا قد جمدت زيادة أسعار الكهرباء وطلبت من الوزير البحث عن حلول أخرى.