تجمعت السحب ليلا وبأصوات الرعد اسمعت وبوميض البرق اضاءت سماء العاصمة .. وانذرت ان خطبا سيحل ، ومع نزول أولي زخات المطر بدأت نتيجة امتحان الخريف في الظهور حيث تكرم المحليات او تهان فقد رسبت الولاية في اول اوراق الامتحان ، دوما تعد الولاية بأنها اكملت جاهزيتها لمقابلة فصل الخريف ، بيد ان الماء يكذب الغطاس ، ( الصحافة ) تجولت في انحاء الولاية التي صحت على صور الفشل المنعكسة على سطح المياه الراكدة في الشوارع والفسحات. في شهر مايو الماضي اكدت الخرطوم انها وضعت خطة إستراتيجية تهدف لتلافي سلبيات فصل الخريف الماضي وذلك بالتركيز على المناطق الأكثر خطورة وتقسيم المحلية لقطاعات نموذجية لضمان تجويد العمل، مؤكدة أن الخطة تستهدف حفر وتطهير ما يزيد عن ال«275» كيلو متر طولي من المصارف الترابية والمغطاة. وكذلك أعلنت محلية جبل أولياء عن بدئها في تنفيذ خطة فصل الخريف لهذا العام، موضحة بدء أعمال تطهير وحفر المصارف استعدادا لفصل الخريف. غير ان تصريحات اهل الحكم مضت ادراج الرياح .. جاء الماء وكذب الغطاس ومع اول وابل من زخات المطر تحولت المدينة الى برك من الماء والطين لعدم وجود المصارف في بعض المناطق ولعدم كفاءتها .. اتضح عدم فاعلية هيئة الطوارئ كما اتضح الافتقار للآليات كما كشف الواقع زيف الادعاء بفتح تلك المسماة مجازا بالمصارف ، حاول المواطنون الوصول الى اماكن عملهم بيد ان كميات المياه والطين حرمتهم من الوصول الآمن الى مواقف المواصلات ..هناك اختفت مواعين النقل لتشهد المدينة ازمة مواصلات حادة في الساعات الاولى من الصباح. في كل انحاء الولاية كانت الصورة لمطر الامس غرق الميادين والفسحات في الاحياء وتدفق المياه عبر شوارع الزلط التي تحولت بفعل عجز القائمين عن تطهير وتشييد المصارف الى منافذ بديلة لتصريف المياه ، تنازعت المياه مع المركبات السيادة على شوارع الزلط وخسر المواطن تلف احذيته واتساخ ملابسه ، في الكلاكلات كانت الاوضاع مأساوية واختلط حابل الماء بنابل النفايات ، لم يعد هناك مكان آمن لمرور المشأة ، لم يختلف الامر في العزوزاب والشجرة واللاماب والحلة الجديدة والديوم عن ما يحدث في معظم انحاء الولاية ، وفي منطقة وسط الخرطوم كانت المشاهد تعكس عدم وجود مصارف الامطار او عجزها عن تصريف مياه المطر ،تزاحم المارة مع الباعة المتجولين في سبيل الحصول على موطئ قدم واختفى شارع الزلط وغرق الى ركبتيه ، وفي موقف الاستاد عبر المارة خانق الاستاد وهو شريط ضيق من الحجارة المتناثرة بعد ان أغلقت مياه الامطار المدخل الرئيس لموقف الاستاد ، وفي داخل الموقف اختفت مركبات المواصلات العاملة في خطوط بحري وكوبر والكدرو وامضى الطلاب والموظفون والعمال دقائق طويلة ريثما يجدون ما يحملهم عن ارض الطين والوحل ، وفي صينية كوبر تحت جسرها كانت السيارات العابرة تتقاذف مياه المطر عاليا والى الداخل قليلا بين منطقة كوبر وكافوري كانت بركة كبيرة من الماء تتوسط الشارع الرئيس الى منطقة شرق النيل وبدت من على البعد وكأن السيارات تغرق رويدا رويدا ، على ان اكثر شوارع الزلط تأثرا بكميات المطر كانت المنطقة الواقعة في حلة كوكو امام معاهد وكليات البيطرة بعد حديقة القنطرة .. كانت السيارات تتقاذف المياه في كافة الارجاء وكأنها تشارك في احد مشاهد هوليوود ، لم تكن هناك مصارف تسمح بتصريف الماء عن الطريق بينما انهمكت اربع من عربات شفط المياه الحكومية في محاولة يائسة لانقاذ شارع الاسفلت ، ومع ضربة كل اطار مركبة على الماء يئز الاسفلت متوجعا معلنا عن تفكك الاسفلت من طبقة الاساس بفعل ضغط المياه. والشاهد ان وعود الولاية باكتمال استعداداتها لفصل الخريف جرفتها امطار امس وكشفت هوان المصارف التي صرف في تشييدها ملايين الجنيهات عن تصريف مياه (مطرة) متوسطة الهطول . ويبدو ان مشاهد الخريف بمنطقة امدرمان من المناظر التي يتضجر المرء من رؤيتها حيث تشاهد بأم عينيك الشوارع غير المسفلتة ومجاري المياه التي قامت المحلية خيرا بتنظيفها من غير سفلتتها وتغطيتها لكي تواكب التصاميم العالمية المتطورة التي تقوم بتسهيل تصريف المياه بطريقة منظمة ويبدو من تلك المشاهد ان المحليات لم تقم بواجبها تجاه المصارف التي اصبحت تؤرق مضاجع المواطنين عند الاقتراب منها غير ان قدوم فصل الأمطار قد يؤدي الي حدوث مشاكل لاصحاب العربات الخاصة والعامة منها كثرة الحوادث التي اصبحت لا تحصي و في كثير من الاحيان تؤدي الي حدوث اصابات لدي مواطني المنطقة.