العبارة التي اصبحت مستهلكة في كل عام عندما يحل علينا شهر الخريف بخيره (وشره) احياناً ، ويستخدمها الصحفيون بقولهم (الخرطوم تغرق في شبر موية) ، تحققت في (المطيرة) التي فاجأت سكان ولاية الخرطوم امس ، وكالعادة فالولاية ومحلياتها السبع غارقة في سبات عميق ولم تحرك ساكناً والمياه تتراكم في اماكن معلومة لدى المحليات ولدى عابري الشوارع وحتى الشماسة الذين يمتطون الارض ويلتحفون السماء ، ففي الطريق من محلية شرق النيل بكل وحداتها المختلفة الى حيث الخرطوم مروراً بحلة كوكو ثم كوبر تتوقف بك السيارة وحافلات النقل العام دقائق ، لا لعطل اصابها ولكن تحسباً من ان تعبر مياه الامطار وتدخل الى حافلات النقل العام ، وسيارات المواطنين ، بل واحجمت العديد من الحافلات عن العمل بسبب كثافة المياه بالشوارع الرئيسية مما ادى لشح حاد في وسائل المواصلات خاصة من منطقة الحاج يوسف ، فشارع الاسفلت لا تستطيع ان تميزه من البحيرة حيث امتلأ عن آخره بالمياه ، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا تتجاهل وتتغافل المحليات الحلول الجذرية لهذه الشوارع الرئيسية ، فالحل واضح كما الشمس في رابعة النهار وهو فتح المصارف وتوسيعها بحيث تتناسب وحجم المياه المتوقعة وحجم المنطقة ، وهذا من شأنه ان يقلل عليها تكلفة الاستعداد لفصل الخريف - كما يسمونها ? . وستتكلف المحليات اليوم لايجار عربات لشفط هذه المياه ، فالسؤال للمحلية اذا جمعت هذه الاموال التي تصرفها على عربات الشفط الا تصلح كل هذه المصارف ؟ اصحاب المركبات يشتكون من اضرار تلحق بهم جراء تراكم هذه المياه في شوارع سيرهم ، وقال احد سائقي المركبات العامة بان المياه تؤثر على ما يسمونه (البوبينة) وتوجد داخل ماكينة العربية ، مما يؤدي لتعطل العربة ويحيلها الى صيانة مكلفة ومتعبة ، وكذلك تؤثر على اطارات السيارات ، هذا غير الضرر الذي يجده المواطنون الراجلون على اقدامهم . سائقو المركبات العامة والسيارات الخاصة وساكنو منطقة كوبر اشتكوا لصفحة (حضرة المسئول) من المعاناة التي يجدونها جراء تدفق السيل الجرار من مياه الامطار سنوياً ويناشدون معتمد محلية بحري النظر لهذه الاشكالية السنوية .