أمتدت الأزمة بين مواطني حلفا ووالي كسلا محمد يوسف على خلفية الاحداث المتوالية التي ظلت تشهدها المدينة منذ العام الماضي، والتوترات الساكنة بين الاهالي وقيادات الولاية بسبب عدم اقدام الاخيرة على التدخل السياسي والتنفيذي حفاظاً علي النسيج الاجتماعي. وبحسب ما جري في مجتمع حلفا من احداث عقب اطلاق الرصاص علي مواطنين عزل في العام الماضي واصابة اكثر من خمسة مواطنين في القرية 21 وبعد رحيل امرآة داخل مستشفى حلفا عقب عملية جراحية بسبب الاهمال بجانب استقالة معتمد حلفا عبد الجابر مرعي وقبل كل ذلك الاحتكاكات القبلية بين الرشايدة والحلفاويين والتي كادت ان تفتك بنسيج حلفا الاجتماعي في ظل عدم التزام بوعده بالوصول الى المدينة لتهدئة الاوضاع حينها. لذا فان كل هذه الأشياء مجتمعة أثارت حفيظة وغبن ابناء المدينة ، حيث حذر معتمد حلفا السابق والقيادي البارز بالمؤتمر الوطني طارق توفيق من انفجار الشارع الحلفاوي بفعل الأزمات المتوالية وتجاهل الوالي للقضايا الأساسية لمواطني حلفا، مشيراً الي أن المدينة لها قضية حقيقية، الا أن الوالي رفض الجلوس مع قيادات حلفا لأكثر من ثلاث مرات، ووصف توفيق ما يقوم به الوالي تجاه مواطني حلفا بالعداء السافر بعدم حضوره ومشاركته في قضية الشكرية واللحويين، مشيراً الي أنهم أبلغوا المركز بما يجري من قبل الوالي. من جهته ، أكد الأمين العام للجنة العليا لقضايا حلفا المحامي وجدي صالح عبده بان الأحداث المتوالية التي شهدتها حلفا مؤخراً ناتجة عن الغبن والظلم الذي يحس به مواطنو الولاية، وعد صالح ما اقدم عليه مواطنو المدينة في السابق اتخاذا لوسائل التعبير السلمي. وجدد المحامي وجدي تمسك اللجنة العليا لقضايا حلفا بمطالبهم و في مقدمتها اقالة الوالي للحفاظ علي وحدة نسيج الولاية الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومن ثم الحفاظ علي وحدة البلاد ، مشيراً الي أن الوالي لا يتعامل علي قدر المساواة مع مكونات الولاية وعلي وجه الخصوص أهالي حلفا والمحلية، ووصفه بالحاكم الذي لا يكلف نفسه بعد أن تأكد بانه يعمل ضد مصالح مواطنيه متجاوزاً منهج الراعي والرعية وهو من أساسيات وواجبات الحاكم تجاه رعاياه، وطالب المركز بالتدخل العاجل بعد ان وضح بأن منهج الوالي ينبني علي موقف أهالي حلفا منه تجاه قضايا سابقة، ليظل يعمل ضد مصالحهم . وكشف وجدي عن مقدرة اللجنة العليا لاحتواء مثل هذه الأحداث وتجاوز هذه الأزمات بالمجهودات الذاتية لأنهم يحترمون كل القبائل والمكونات داخل الولاية . الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سيف الدين هرون حذر مما يدور بين الوالي والشارع الحلفاوي في ظل عدم التزام الوالي بمسئوليته تجاه المواطنين لأن هذه الأحداث التي تمت تستدعي تدخل الوالي من ضمن مهامه تجاه الرعية، واشار سيف الى ان ما جر اليه الوالي المنطقة جراء سياساته الخاطئة ادى الي تفاقم الصراعات داخل الحزب والحركة الاسلامية، بعد بروز تيارات متداخلة في الاطار السياسي والخدمي ، لافتا الى ان تصدر حلفا المحليات الايرادية في موازنة الولاية عبر المساهمة الفاعلة في التنمية كان ينبغي أن يلزم حكومة الولاية بدفع نصيبها من الايرادات، غير ان الكاتب الصحفي شدد على ان الأزمة بين والي كسلا واهالي حلفا لن تنتهي الا بعد لقاء مكاشفة بين الوالي وجماهير حلفا .