في الحلقة الأولى استعرضنا اكتشاف البترول في المنطقة منذ عام 1977 وحتى يومنا هذا، ووضحنا أن مشكلة أبيي بدأت قبل اكتشاف البترول، ولكن البترول أدى لتعقيدها أكثر بجانب التدخل الخارجي. وأوضحنا كيف أُدخل البترول ضمن بروتكول أبيي، وكيف أنه كان عاملاً مهماً في تقرير الخبراء وقرار التحكيم، وكيف أنه عامل رئيس في الصراع بين الشمال والجنوب، وأشرنا لاحتلال وإعادة احتلال هجليج، بجانب اتفاق القبيلتين المسيرية ودينكا نقوك على أن المنطقة لم تستفد الاستفادة المرجوة من وجود البترول خاصة إنسان المنطقة. وفي هذه الحلقة نستعرض التلوث البيئي والإجراءات المتخذة للحد منه بجانب، التعليق على عامل البترول وأثره على المشكلة. التلوث: بوجه عام فإن أنشطة استكشاف وإنتاج النفط قد تتسبب في آثار سلبية تلحق الضرر بالبيئة ومكوناتها وتتخلص في عمليات المسوحات الزلزالية وعمليات الحفر التي تلوث مصادر المياه الجوفية من جراء تسرب مواد وسوائل الحفر إلى خزانات المياه الجوفية، كذلك عمليات إنتاج الزيت الخام والغاز التي قد تصاحبها كميات كبيرة من المياه مصاحبة للنفط الخام. دور وزارة الطاقة والتعدين في دعم النظم البيئية وصيانتها: أصدرت الوزارة القوانين واللوائح لحماية البيئة من التلوث البيئي جراء عمليات البترول المختلفة. وقامت الوزارة بالمعالجات الإحيائية كتقنية لمعالجة المياه المصاحبة للنفط، حيث ثبت جدواها في استصلاح المواقع والمياه الملوثة بالنفط. مشروع المعالجة الإحيائية في حقول هجليج: قام المشروع عام 2003م لمعالجة الكميات الكبيرة من المياه المنتجة مع النفط بأقل تكاليف ممكنة، وفقاً للمعايير الدولية واستخدامها في ري مساحة تجريبية، وذلك لاختبار صلاحيتها في استزراع الغابات والنباتات. تم استخدام نوع معين من قصب المستنقعات الذي يوجد محلياً في السودان، والتوصل لدرجة عالية في التخلص من الملوثات حيث لهذه النباتات المحلية ثلاث خصائص: 1/ تعتبر وسيلة فعالة لبناء نظام التربة واستصلاحها من جديد. 2/ تقوم جذور هذه النباتات المائية بنقل الأكسجين إلى التربة. 3/ لها القدرة على امتصاص كمية معينة من الغذاء من مياه الفضلات. تم استخدام هذه النباتات وذلك: لانتشار أنواعها ووجودها محلياً في السودان. تمتص الأكسجين بواسطة جذورها وتمد به التربة. الاختراق العميق للجذور في التربة مما يساعد على إصلاحها. شديدة القدرة على الاحتمال ومناسبة لبيئات مختلفة. تعدد أنواعها وصفاتها الجينية. خطة تنفيذ المشروع تمت في ثلاث مراحل: مرحلة التأسيس مايو ديسمبر 2003م، ومرحلة التكاثر وزراعة القصب يونيو 2003م، تكاثر شتول الأشجار وبدء زراعة الأشجار مايو يوليو 2004م. النتائج المتوقعة: استمر برنامج الاختبارات عامين مايو 2004م إلى مارس 2006م كالآتي: نظافة المياه المنتجة استخدام المياه المعالجة لري الأشجار تدريب العمالة السودانية يرجى من المشروع أن يكون أنموذجاً عالمياً سيتم تنفيذ أنموذج هجليج لبقية الحقول الأخرى. تعليق: نقاط القوة 1/ وجود البترول في المنطقة أعطى المنطقة أهمية. 2/ اتفاقية نيفاشا «بروتكول أبيي» منح المنطقة والقبيلتين نسبة من أرباح البترول 8% يمكن أن تساهم في تنمية المنطقة. 3/ وجود البترول في المنطقة أدى لإنشاء طرق ربطت المنطقة في الخريف على عكس ما كان سابقاً، علاوة على فتح فرص عمل في المنطقة ورواج التجارة والخدمات في المنطقة. نقاط الضعف: 1/ وجود البترول في المنطقة أيضاً أدى لحدة النزاع بين الطرفين وتعقيد مشكلة أبيي. 2/ وجود البترول أدى للتدخل الخارجي بصورة سافرة. 3/ شعور أبناء المنطقة من القبيلتين بأن الوظائف المهمة ليست من نصيبهم. 4/ وجود البترول قلص الأراضي الزراعية والرعوية ويهدد لحد ما البيئة. الفرص: 1/ وجود البترول في المنطقة يمكن أن يكون فرصة لتنمية المنطقة بصفة عامة وتأهيل البنية التحتية. 2/ وجود البترول في المنطقة يمكن أن يرفع القدرات البشرية. 3/ اتفاق الشريكين على حراسة البترول بالقوات المشتركة فرصة طيبة لاستغلاله لصالح المنطقة. التوصيات: 1/ تخصيص نسبة أكبر من بترول المنطقة لتنميتها وتقديم الخدمات. 2/ منح مواطني المنطقة فرصة للعمل في مجال البترول، وعليه يتوجب توفير التدريب الكافي لهم من خلال مؤسسات مهنية بالمنطقة. 3/ إنشاء البنيات التحتية التي تعالج موضوعات الرعي والزراعة بالمنطقة لتقليل الاحتكاك. 4/ الاهتمام بمعالجة التلوث البيئي باستمرار. * المعتمد الأسبق لابيي