رفضت وزارة الزراعة والري الاتحادية أي اتجاه لتعويض متضرري العطش بمشروع الجزيرة إبان العروة الصيفية الحالية، على أن يقتصر التعويض على التأمين الزراعي فقط، قبل أن تكشف عن خطة من عشرة محاور للنهوض بمشروع الجزيرة . ووصف وزير الزراعة والري عبد الحليم المتعافي، في مؤتمر صحفي بوزارته الموسم الصيفي الحالي بالبلاد بأنه من أفضل المواسم الزراعية لسنوات طويلة بسبب وفرة الأمطار وجودة الفيضان، وزاد أن الإنتاج مبشر من واقع التقارير ومؤشرات الأسعار، قبل أن يكشف عن إجراء تقييم أولي للإنتاج الآن يتبعه آخر نهائي يعرض في يناير القادم، وأبان أن الموسم بكافة المشاريع غير الجزيرة جيد لم تحدث به إشكالات، وعزا المعضلة بالجزيرة إلى قلة مناسيب المياه بالقنوات لا الأطماء والحشائش عقب توقف الأمطار في أغسطس، مما قاد إلى تعرض أجزاء بالتفاتيش المختلفة للعطش، وأوضح أن الإشكال بالجزيرة يكمن في قياس المناسيب من الخزان القائم على أبواب يدوية لاسيما عند فم ترعة المناقل ودحض فكرة ذهاب المياه إلى السدود وفقا لما يروج له البعض، ولفت إلى ان مسألة المناسيب مزمنة ستتم مناقشتها فنيا بين الري والموارد المائية. واعترف المتعافي أن بعض الترع بالمشروع تعاني من مشكلات مزمنة تعمل وزارته على حلها، وأضاف أن نسبة العطش بلغت 16% بحسب تقارير الأمن الاقتصادي، و4% تبعا لما ورد بتقارير إدارة الري، قبل أن يؤكد ان النسبة غير مقبولة،ونفى أن يكون العطش بالجزيرة جراء عدم توفر الإمكانيات حيث تم توفير 100 مليون جنيه لم يصرف منها 50%، علاوة على توفير 70% لمعالجة المشكلات الهندسية المزمنة المتفق عليها، وأكد أنه لا سبيل لتعويض المزارعين المتضررين من العطش إلا عبر شركات التأمين للمؤمن عليهم فقط ،وأن كل ما يمكن تقديمه للآخرين السماح بزيادة المساحة المزروعة في العروة الشتوية وتسهيل الحصول على المدخلات . وأماط المتعافي اللثام عن خطة عشرية المحاور ،لتلافي معضلات مشروع الجزيرة ، قوامها الوصول بمناسيب الري إلى الحد المطلوب واستحداث شكل جديد للإدارة لا يتجاوز قانون المشروع قبل بداية العروة الصيفية القادمة، غير أن الوزير لم يستبعد تعديل بعض مواد القانون ،ونعت الشكل الإداري الحالي بغير المقنع، وزاد أن وزارته ستعمل على توفير التمويل الزراعي وتطوير قدرات البنك الزراعي علاوة على توفير مدخلات الإنتاج التي تم إيكالها للقطاع الخاص ،قبل أن يعزي الهزة في المدخلات إلى أحداث هجليج حيث تم تحويل 38 اعتمادا لمقابلتها لم يفك أسرها إلا بعد بداية الموسم، وزاد المتعافي أنه في خلال (6-8) شهور سيتم صيانة 50 سراية لتحويلها إلى مراكز تجارب وتدريب المزارعين عبر وحدات الإرشاد الموجودة بها، على أن تبلغ 115 مركزا ببداية العام 2013 م، بجانب العمل على الاهتمام بالتصنيع الزراعي والحيواني بالمشروع وزيادة تمويل الأبحاث الزراعية ونقل التقانة والإرشاد وتكثيف جرعات تدريب المزارعين . ووصف الوزير تحضير الأراضي الزراعية بالجزيرة بالمتأخر مما يتطلب الارتقاء بالميكنة الزراعية وخفض التكلفة . وعلى صعيد زراعة القطن المحور وراثياً، أوضح المتعافي أن السودان دخل مرحلة جديدة في تقانات وإنتاج القطن بعد إجازته من الأبحاث، وأكد أن القطن المحور سيحدث انقلابا كبيرا في زراعته بالقطاع المروي، وأوضح أن القطن المحور يزيد الإنتاج ويقلل تكلفته . وكشف المتعافي عن عزم وزارته على زراعة 400 ألف فدان قمحاً في العروة الشتوية بمشروع الجزيرة، و200 ألف فدان بالمشاريع الأخرى، غير أنه لن يتم الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح إلا بالتمدد في زراعته شمال الخرطوم لا سيما الولاية الشمالية عبر إدخال نظام ري محوري.