«كهربا» يرد على وجود خلافات داخل غرفة ملابس الأهلي    خبير سوداني يحاضر في وكالة الأنباء الليبية عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام    نوعية طعامنا تؤثر في أحلامنا    الخطر الحقيقي الذي يهدد بحر أبيض يتمثل في الخلايا الحيّة التي تجاهر بدعم التمرد    "مدينة هرار" .. بدلا من المانغو والفول السوداني.. ماذا يفعل "الذهب الأخضر" في إثيوبيا؟    مدير شرطة إقليم النيل الأزرق يقف على سير العمل بمستشفى الشرطة بمدينة الدمازين    (خواطر ….. مبعثرة)    وجوه مسفرة    وزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي مع البرهان يبحث الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في السودان    الخارجية المصرية: "في إطار احترام مبادئ سيادة السودان" تنظيم مؤتمر يضم كافة القوى السياسية المدنية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    المريخ يواصل تحضيراته بالاسماعيلية يتدرب بجزيرة الفرسان    مازدا يكشف تفاصيل مشاركة المريخ في ملتقى المواهب بنيجيريا    الجزيرة تستغيث (3)    شاهد بالصورة والفيديو.. زواج أسطوري لشاب سوداني وحسناء مغربية وسط الأغاني السودانية والطقوس المغربية    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة السودانية شروق أبو الناس تحتفل بعيد ميلادها وسط أسرتها    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل سوداني حاول أكل "البيتزا" لأول مرة في حياته: (دي قراصة)    اختراع جوارديولا.. هل تستمر خدعة أنشيلوتي في نهائي الأبطال؟    شح الجنيه وليس الدولار.. أزمة جديدة تظهر في مصر    أوروبا تجري مناقشات "لأول مرة" حول فرض عقوبات على إسرائيل    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    سامية علي تكتب: اللاجئون بين المسؤولية المجتمعية والتحديات الدولية    بيومي فؤاد يخسر الرهان    تراجع مريع للجنيه والدولار يسجل (1840) جنيهاً    "امسكوا الخشب".. أحمد موسى: مصطفى شوبير يتفوق على والده    الأهلي بطل إفريقيا.. النجمة 12 على حساب الترجي    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    الإعلان عن تطورات مهمة بين السودان وإريتريا    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 06 - 01 - 2013

كلية نيالا التقنية تؤهل المئات من أبناء النازحين
تقرير: عبد الرحمن إبراهيم
ظل البحث عن سبل كسب العيش فى القطاعات الحرفية والصناعات الصغيرة بجنوب دارفور مشكلة اجتماعية فى اعقاب الانفجار السكانى بنيالا، حيث نزح الآلاف من الاسر صوب المدينة التى اصبحت مليونية نتيجة افرازات الحرب التى دفعت بآلاف الاسر للسكن فى مخيمات باتت تحاصر المدينة التي تجتهد لتوفير خدمات اساسية تتناسب وحجم الوافدين الجدد من السكان، فضلاً عن توفير عروض مناسبة فى السوق لعدد كبير ممن تقطعت بهم سبل الحياة واقعدتهم عن مواصلة مسيرتهم التعليمية، فاصبحوا عبئاً على اسرهم فى ظل انتشار الجريمة والسلاح.
واصبح وجود ذلك العدد من العاطلين يمثل هاجساً للاسر التي غدت مشغولة بكيفية الحفاظ على ابنائهم من الوقوع فى الجريمة فى ظل عدم وجود فرص عمل، فى وقت تمددت فيه الحيرة والترقب على وجوه اولئك الشباب، في ظل عدم وجود اية جهة تسعى لتشغيل ابنائهم، واذا كان معهد التدريب المهني يقوم باستيعاب الفاقد التربوي ليعيد تأهيلهم، فقد تحول المعهد الى كلية تقنية تسعى هي الاخرى للمساهمة في مواجهة الوضع المأساوي.
يقول عميد كلية نيالا التقينة موسى على عبد النبى، انه وفى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها المجتمع، ظلت كلية نيالا التقنية تنظر بعين الاشفاق وتقرأ الوضع الانسانى بعين الفاحص بطريقتها الخاصة، فعملت على تأسيس جدار ثقة بينها وبين المجتمع المحلى ومع صناديق الامم المتحدة ومفوضية «دى. دى. آر»، وذلك من خلال الورش التدريبية التى قامت بها. واشار عبد النبى لدى حديثه فى حفل تخريج «250» من شباب مدينة نيالا فى «13» منشطاً فى المجالات الحرفية والتقنية، إلى ان الكلية خرجت اكثر من «1000» دارس ودارسة فى مجالات العمل المهنى فى شتى مجالات الحياة اغلبهم من ابناء النازحين، فضلاً عن تأهيل وتدريب المتشردين، حيث قامت بالشراكة مع الجمعية الإفريقية والرعاية الاجتماعية بالولاية بتدريب أكثر من «100» متشرد لمدة ستة اشهر فى مجالات صيانة الموبايل والكهرباء العامة والحدادة، بجانب تدريب حوالى «250» شاباً من مدينة نيالا بدعم من بعثة اليوناميد فى «13» منشطاً و «18» شاباً فى مجال النجارة والحدادة بدعم من منظمة الدعوة الاسلامية لمدة ثلاثة اشهر، و «30» شاباً فى صيانة الموبايل والكهرباء العامة بدعم من منظمة ميسى قروب، وتدريب «3» من الشباب فى مجال تنقية مياه الشرب بدعم من منظمة العون الكنسى، وهنالك أعداد كبيرة تم تخريجها، وهذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر.
ومن جانبه اكد والى جنوب دارفور بالانابة عبد الكريم موسى، دعمه ومساندته للكلية وتسهيل وتذليل اية عقبات تحول دون تقدم الكلية التى اصبحت مجتمعية وجزءاً من حياة الانسان، فضلاً عن توفير الامن والاستقرار بمحليات الولاية خاصة قرى العودة الطوعية، وتوفير الخدمات وفرص لدعم الخريجين من هذه الكلية لتوطين العمل المهنى بالمحليات ودعمهم بوسائل عمل عبر مشروعات التمويل الاصغر، فضلاً عن توجيه كافة المؤسسات بتوفير معينات عمل للخريجين.
رئيس قسم ال «دى. دى. آر» ببعثة اليوناميد بنيالا عثمان دوقار، اعلن عن انطلاقة الدورة التدريبية الثانية للدفعة الثانية من ابناء نيالا مطلع هذا الشهر بتكلفة «200» ألف دولار، فيما اشار مفوض نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج بالولاية اللواء عبد الرحيم محمد احمد الى ان الدورة تعد واحدة من ضمن خمسة مشروعات تقوم بها المفوضية بالشراكة مع البعثة، وقال إن هذه المشروعات تستهدف أكثر من «960» شاباً، وطالب اليوناميد بضرورة توفير المزيد من فرص التدريب والدعم للخريجين حتى يقفوا على ارجلهم فى مجال العمل فى السوق، والعمل على ارساء دعائم الامن والسلام لانسان دارفور، مع تحويل بعض البرامج الى مشروعات للتنمية للاستيعاب لضمان استدامه العمل.
عدد من الخرجين عبروا عن امتنانهم وشكرهم لادارة الجامعة وبعثة اليوناميد، لتوفير هذه الفرص النادرة ونشلهم من مرحلة الاحباط الى مرحلة اكثر جدية، وطالب ممثل الحكومة والخيرين بدعمهم عبر توفير معينات العمل، مما يمكنهم من الدخول الى سوق العمل.
الايقاع المتسارع يغيب جلسات الشاي العائلية
الخرطوم: تهاني عثمان
وما ان يطلق الديك صيحته الاولى باعلان صباح جديد، حتى تنهض الحاجة سعاد من مرقدها في كل همة ونشاط لتأدية فريضة الصلاة وبرنامجها الروتيني، ومن ثم تشرع في اعدادات جلسة الشاي لابنائها قبل نهوضهم من النوم، ووفق ما اعتادت عليه تعرف امزجتهم جميعاً في تذوق الشاي،فاحمد يحبه بدون نعناع خلاف الطيب الذي لا يحلو له احتساء الشاي الا اذا ما اضيفت اليه عيدان من النعناع الاخضر، وحسين يحتسيه بلا سكر بشرط ان يكون مذاقه خفيفاً، وتفعل سعاد كل ذلك بفرح وسرور بلا كلل او ملل، وفي اكواب متشابهة تصب لهم امزجتهم المختلفة.
وتظل تلك الدقائق هي الاحب إلى نفوس الامهات لما يحويها من دفء اسري مع بداية يوم يرسم له التفاؤل، ولكن مع تسارع عجلة الحياة وسعي كل افراد الاسرة والجري وراء كسب الرزق حتى الامهات اللاتي كن يباشرن بانفسهن هذه المهمة، تراجعت هذه الجلسات وزالت عند الكثيرين، بينما يحاول البعض الاستعاضة عنها بيوم الجمعة وايام العطلات، ولكن شادية حسب الرسول «ربة منزل» تقول: ان الشاي وجلسة شاي الصباح مع الاولاد لا اسمح لاي طارئ ان يبدلها، ولا اسمح لاحد من اولادي بتركها، ورغم ان ابنائي يدرسون الآن في مراحل تعليمية مختلفة ومنهم من التحق بالجامعة ومنهم من دخل سوق العمل، ولكني استطعت ان اعودهم والزمهم بأن جلسة الشاي تقليد عائلي مقدس، لذا يحرصون عليها في كل الحالات، وتضيف شادية أن التجمع مع العائلة الذي كنا نجده في اوقات الفطور وتناول وجبة الغداء وشاي المغرب والعشاء، يصعب استمراره في ظل الظروف الحالية واختلاف اتجاهات افراد الاسرة، لذا كان شاي الصباح هو أمثل الاوقات الي تجمع العائلة.
وترى الهام الصادق الطالبة الجامعية، أن متطلبات الحياة وسرعة روتينها جرف وراءه الكثير من العادات السمحة والطيبة، وفي المقابل يسعى الكثيرون الي استعاضتها وايجاد بدائل، حيث تضيف الهام انها تحرص على احتساء شاي الصباح في الجامعة مع صديقاتها قبل بدء المحاضرة ان امكن، او بعدها وفق الجدول الدراسي.
ولكن على ما يبدو فإن هنالك أشخاصاً قد اعتادوا على احتساء شاي الصباح في مكان محدد خارج البيت، حيث تقول أمينة عمر إنها لا تذكر متى لمحت شقيقها الاكبر يحتسي الشاي بالمنزل، وقالت انه يقول لهم باختصار: «هو انتو بتعرفو تسووا شاي، لمن تقولوا يشربوا معاكم في البيت؟»، وتضيف امينة أن شقيقها يحرص على شرب الشاي خارج المنزل وبصورة مستديمة، وفي احيان كثيرة يقول انه خارج لشرب كباية شاي.
وما أن حدثتها عن جلسة الشاي الصباحية حتى بادرتني بالقول: «هو انتي من زمن الشاي البقعدوا ليهو؟» فبهذا التساؤل بدأت فاطمة خير الله الموظفة بالقطاع الحكومي حديثها لي، واضافت قائلة: «منذ انبلاج الصبح اسعى إلى اكمال ترتيبات البيت باعتبار اني سأغيب عنه اكثر من تسع ساعات، لذا فأنا اعد الشاي في حافظات واترك الابناء يتناولون الشاي كل حسب الوقت الذي يتناسب معه، اما انا فغالباً ما أشرب شاي الصباح في المكتب»، ويتحدث الينا حسين الفضل قائلاً إن جلسات الشاي في البيت كانت تعني الكثير من تفقد احوال افراد الاسرة وكيف امضوا يومهم السابق وكيف سيكون يومهم الحاضر، ولكن مع ضغوط الحياة تحولت الجلسة الى صمت مع التفكير في ما يواجهك من مشكلات، وكيفية حل الازمات او نقاش المتطلبات، ويضيف «باسماً» أن الجلسة الآن تعني مزيداً من الطلبات التي تضاف الى قائمة اليوم، لذا يلجأ غالبية الرجال إلى الهروب من هذه الجلسة.
تطوير التعليم بأم رمتة.. التأهيل سبيل النجاح
كتب: عبد الخالق بادي
ظل تطوير التعليم بالنيل الأبيض يمثل هاجساً للمسؤولين والجهات ذات الصلة، حيث جرت محاولات عديدة فى السنوات الأخيرة من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، خاصة في ما يتعلق بتأهيل القابضين على الجمر وهم المعلمون والموجهون الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة لإعادة قطار التعليم إلى مساره الصحيح، مع استصحاب الوسائل والطرق العصرية من أجل الارتقاء بأداء المعلم والتعليم، وقد عملت بعض الجهات على ذلك من خلال إقامة دورات تدريبية كان آخرها الدورة التدريبية لترقية أداء الموجهين التى نظمتها إدارة تعليم مرحلة الأساس بمحلية أم رمتة بالتعاون مع منظمة بلان سودان «وحدة مشروعات العلقة»، فى الفترة من 23 26من ديسمبر بمدرسة ود نمر الأساسية بنين، وبمشاركة موجهين من جميع مناطق المحلية.
رئاسة المحلية ممثلة فى معتمدها الأستاذ أحمد إدريس، أولت الدورة اهتماماً واضحاً من خلال حضوره افتتاحها، وقد أشاد سيادته بفكرة الدورة وقال إنها جاءت فى توقيت مهم، مشيراً إلى أن التعليم بالمحلية فى حاجة ماسة لمثل هذه الدورات، واشاد بإدارة تعليم مرحلة الأساس بالمحلية ومنظمة بلان سودان «العلقة» على هذا التعاون الذى وصفه بالمثمر، وقال إنه يعتقد أن الموجهين المستهدفين سيخرجون بالكثير من الفوائد العلمية وسيكسبون معرفة جديدة ستنعكس إيجابا على التعليم بالمحلية، وتمنى أن تتواصل الدورات فى المستقبل.
نائب مدير تعليم مرحلة الأساس بمحلية أم رمتة الرشيد الطيب جميل الله، قال ل «الصحافة» إن هذه الدورة جاءت تعزيزاً لدورتين سابقتين استهدفتا معلمى مرحلة الأساس بالمحلية وأقيمتا بالتضامن مع المنظمة، إحداهما عن طرائق التدريس النشطة وأخرى عن اللغة العربية، وقال إنها ضرورية لتحقيق عدد من الأهداف التى تقود فى النهاية لتطوير التعليم بالمحلية، وأبان أن الدورة اشتملت على جانبين نظرى بعدد من الأوراق وتطبيقي بالفصول الدراسية. وأشاد بالأستاذ إبراهيم عبد الله حسونة الذى حاضر بالدورة، حيث أكد أنه قدم محاضرات قيمة أفادت الدارسين كثيراً، كما شكر منظمة بلان سودان «العلقة» لتعاونها مع إدارة تعليم مرحلة الأساس بأم رمتة من أجل النهوض بالتعليم. وعن الدارسين تحدث الأستاذ طه إدريس «موجه لغة إنجليزية»، حيث قال إن الدورة كانت بالنسبة لهم مثل واحة فى صحراء قاحلة، مؤكداً أنها أحدثت لهم نقلة كبيرة، وأنها ستحدث تطوراً كبيراً فى التعليم بالمنطقة فى المرحلة المقبلة، وثمن جهود إدارة تعليم الأساس ومنظمة بلان «العلقة» فى سبيل انتشال التعليم، وأوضح أن هذه الدورة فتحت شهية زملائه الموجهين للمزيد من الدورات فى المستقبل.
ومن ناحيته فقد أكد الأستاذ يوسف مصطفى الماحى مدير منظمة بلان سودان «مشروعات العلقة» أن نجاح الدورة كان نتيجة للشراكة القوية بينها وتعليم الأساس والدارسين، وقال إن المنظمة دورها كميسر فقط، وأكد أن الاهتمام بالتعليم يأتي لقناعتها بأنه المفتاح لأية تنمية بالمحلية، وأبان أن معظم ميزانية المنظمة تخصص للتعليم لهذا السبب، وأوضح أن هذه الدورة تأتى فى إطار مشروع خطة تطوير المدرسة الذى ينفذ فى خمس قرى منذ ثلاث سنوات، وأضاف أن ختام المشروع بالقرى الخمس لا يعنى نهايته، حيث دعا القائمين على أمر التعليم لمتابعة نتائج الدورات التى أقيمت حتى تترجم إلى واقع.
ومن ناحيته فقد أكد الأستاذ محمد حسين محمد منسق مشروع خطة تطوير المدرسة بالمنظمة، أن المشروع يعتبر الأهم فى السنوات الأخيرة، وأضاف أن دورة ترقية أداء الموجهين تأتى مكملة لحلقات المشروع الأخرى التى كما ذكر قد ساهمت فى تطوير التعليم بالمحلية، مشيداً فى هذا الصدد برئاسة محلية أم رمتة وإدارة تعليم الأساس، كما أشاد بتفاعل الموجهين مع أعمال الدورة ومحاضراتها، وقال إنه يتمنى أن تنزل لأرض الواقع، وشكر فى ختام حديثه كل من ساهم فى إنجاح هذه الدورة.
أمبدة السبيل تستغيث
أمبدة السبيل في هذه الأيام تتغطى بأكوام من القمامة، ولا يوجد منزل الا وأمامه كمية كبيرة من القمامة، ناهيك عن شوارعها التي امتلأت بها نتيجة لعبث الكلاب وتفريغ الأواني منها، كل ذلك ادى الى تكاثر الذباب الذي يحمل كل أنواع الامراض التي تفتك بالصغار والكبار في زمان أصبح فيه العلاج منها باهظ التكاليف، ومسؤولو نقل النفايات في غفلة عن هذه الظواهر، كما أننا نشاهد السيارات المخصصة لنقل الأوساخ تجوب الشوارع الرئيسة فقط ناقلة للقمامة منها، حتى اذا رأها المسؤولون اعتقدوا أن العمل يسير على قدم وساق، وهؤلاء المسؤولون لم يكلفوا أنفسهم السير داخل الحارات ليشاهدوا ما وصلت اليه الحالة المزرية والقبيحة التي لا تشبه المدن المتحضرة، ونسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.
والسيد الوالي يطلق تصريحاته بتدشين أعداد كبيرة من سيارات نقل النفايات ولم نشاهدها الا من خلال التلفاز.
ونحن نتساءل أين اختفت تلك السيارات؟ وهل هي وهم أم حقيقة؟ أم القصد من عرضها الدعاية فقط؟ أغيثوا الأحياء أغاثكم الله من كل مكروه.
وهو المستعان
بابكر سعد حسن
أمبدة الحارة «9»
سائقو الخرطوم الجدد
إمبراطورية جديدة تاجها التأمين الشامل
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
مع سياسات التحرير الاقتصادي ودخول مستثمرين ونشوء صناعات وأعمال جديدة تتطلب القيام بمهام تلك الشركات وزيادة عدد السيارات، ومع دخول البنوك والشركات في تسويق السيارات بالاقساط، ازداد عدد المركبات ومع زيادة عدد سائقي المركبات الخاصة والعامة باتت عملية القيادة في شوارع الخرطوم هاجساً يومياً في سبيل الوصول الى مكان العمل بصورة سريعة والوقوف بطريقة آمنة.. وسيطر على الجميع مفهوم جديد في القيادة محوره السائق وحده ولا مكان لسائقي المركبات الاخرى فيه.. «الصحافة» على الطريق ترصد مسار القيادة الجديد.
وحملت السنوات الاخيرة زيادة في عدد المركبات التي تسير في ولاية الخرطوم، ومع زيادة عدد معارض السيارات والشركات التي تروج لها وضيق الشوارع، اصبحت الخرطوم تضيق بذوات الاربع من كل الاشكال والالوان، وكثيراً ما يسمع المارة وسائقو المركبات الاخرى كلمات وعبارات «الشارع حقي» و «ما بزح ليك انت قائل نفسك منو» والقاء الالفاظ النابية على الآخرين، واختفت اخلاق السودانيين السمحة بتفضيل الآخر على النفس وإلاجارة والمروءة وانقاذ الملهوف.
يقول السائق عصام عبد الله الذي يقود سيارة من نوع «الاتوس» ان شوارع الخرطوم باتت لا تطاق القيادة فيها، مشيراً الى ان جميع سائقي المركبات لا يحترمون حق الآخرين في القيادة بأمان، مؤكداً انه اصبح من المستحيل ان يسمح سائق لآخر بالدخول الى الشارع بصورة حضارية، مبيناً أن عملية الدخول الى الشوارع تتطلب الجرأة وقبول السائق الآخر بالأمر الواقع، وغير بعيد من إفادة عصام يقول عوض الأمين إن اخلاق سائقي السيارات في الخرطوم تغيرت كثيراً، لافتاً الى غياب العبارات الدالة على الذوق والاحترام والاعتذار وقبول الاعتذار، قائلاً: «الويل لك ان اخطأت اثناء قيادتك، فستسمع كلمات من شاكلة يا حمار.. يا غبي».
وكان يسود اعتقاد في ما مضى بأن مالكي النوع الواحد من المركبات يسمحون لبعضهم بمشاركتهم الطريق بكل سلامة وآمان، غير ان ذلك الواقع تغير. ويقول سائق الامجاد شريف: «لم يعد هناك أحد يسمح لك بالقيادة بطريقة سهلة وآمنة» مضيفاً: «حتى سائقي الامجاد لا يسمحون لي بذلك»، وبات من المناظر المألوفة في طرق الولاية ان تجد حادثة سير طفيفة عبارة عن خدش بسيط ولا تجد عبارات الاعتذار او قبوله من سائقي السيارات، وتكون النتيجة زيادة العبء المروري على الآخرين لدقائق بسبب تعنت كل طرف حتى حضور دورية المرور.
ويفسر البعض ذلك الأمر بشيوع ثقافة التأمين على السيارات، فالبعض بات غير مكترث لتفادي اخطاء السائقين الآخرين، وسادت عبارة «أنا مؤمن» مكان الحذر وتفادي اخطاء الآخرين، ويقول احد سائقي السيارات الخاصة انه مع وجود التأمين ليس في حاجة لتفادي اخطاء الآخرين، مضيفاً: «انها مسؤوليتهم هم وليس أنا». ويقول حسن أحد العاملين بمعهد قيادة السيارات إنهم يعمدون الى توضيح السلوكيات الحميدة ومكارم الاخلاق عند تعليمهم الناس فنون القيادة وعلامات المرور، مشيراً الى أن معظم المتعلمين الجدد لا يلقون بالاً الى تعليماتهم الاخلاقية ولا يهتمون بالعلامات المرورية.
ولم تعد شوارع الخرطوم تحتمل مقولات «القيادة فن وذوق وأدب» ولم تعد كلمات الاعتذار وقبوله تجدي وسط السائقين الجدد الذين يحملون شعاراً واحداً «الشارع حقي.. وأنا مؤمن شامل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.