*يبدو أن كرة القدم فى طريقها للانقراض «أو كما تنبأ لها الأخ الفريق عبدالله حسن عيسى رئيس مجلس المريخ الحالى » بمعنى أنها قد تلحق بالمخلوق الأسطورى والذى يسمى « بالديناصور » حيث أنها ومع كل يوم جديد تفقد أحد محبيها ورجالها المؤثرين وأصبحت فى فهم الكثيرين من عشاقها أنها مجال لم يعد فيه ما يشجع او يغرى على البقاء فيه والاستمرار والتطوع له وخدمته،فقد أصبح طاردا وأجواؤه عكرة غير صالحة للابداع لأسباب عديدة أولها أن أمر تسيير كرة القدم « ناهيك عن تطويرها » بات مكلفا وأنها وتحتاج لميزانيات مفتوحة تتخطى قدرات و امكانيات الأفراد فضلا عن كونها أصبحت « باب ريح » و مصدر ازعاج وثغرات يطل من خلالها أصحاب الأجندة وهواة الشر وصناع الفتنة والنفعيون والاخرون الذين يعشقون الأجواء العكرة والمعقدة والسوداء . *طبيعى أن يفر ويهرب الأخيار من هذا المجال ومن العادى أن يرفض أى انسان « عاقل سوى وناضج وعقله سليم - يعنى ما مجنون » الاستمرار فيه خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمتقلبة وغير المستقرة ولا المشجعة التى تمر بها البلاد وليس الاندية وحدها - فقد كان الحكيم طه على البشير واعيا وصاحيا وواقعيا عندما رفض تكرار التجربة بتقديم نفسه للعمل فى المجال الرياضى حتى على المستوى « القيادة العليا والدرجة الفوق خالص » وكان الريس ودالياس صاحب نظرة فاحصة وبعيدة عندما قال ان من يقدم على العمل فى المريخ فى هذا الظرف « يكون مجنونا » وكان مجلس الهلال الانتقالى و الذى ترأسه الأخ المهندس يوسف أحمد يوسف وضم الى جانبه الاخوة دكتور كرار التهامى ومالك جعفر كان كبيرا وأجاد قراءة الواقع والأحداث وقرر الاكتفاء بالفترة المحددة له فى التكليف ومن بعد ذلك كان قرار الأخ الدكتور جمال الوالي بالتنحى وتمسكه بقراره برغم الأجاويد والوساطات والرجاءات والمناشدات وتزامن موقف الأخ جمال مع قرار مماثل اتخذه الفريق عبدالله حسن عيسى وهاهو مجلس المريخ قبل أيام يتقدم باستقالة جماعية للوزير، وتنقل الأخبار نية ثنائى الهلال السيد الأمين محمد أحمد البرير رئيس مجلس الادارة والأستاذ محمد المامون أمين الهلال وداعمه الأول فى تقديم استقالتيهما ، وبالأمس أحجم رجالات الموردة ورفضوا الترشيح لمجلس الادارة، كل هذه الأمثلة تؤكد على حقيقة أن ساحة كرة القدم لم تعد صالحة أو مغرية للعمل فيها بل طاردة . *وان كان السبب الاول فى احجام وهروب عشاق اللعبة من العمل فى ادارات الأندية يعود فى المقام الأول للجانب الاقتصادى ففى « تقديرى الشخصى » أن هناك سببا اخر له كبير الأثر فى فرار الأقطاب وعشاق اللعبة من العمل فى ادارة مؤسسات كرة القدم « أندية أو اتحادات » وهو المتمثل فى الهجوم الذى يشنه الاعلام تجاه الاداريين الذين يتصدون للتطوع والخدمة لأسباب قد تكون شخصية ناتجة من خلافات ولها خلفيات ورواسب قديمة ، فالادارى فى الأندية وخاصة الذين يعملون فى ناديى المريخ والهلال و « كما نتابع » يتعرضون لأسوأ وأبشع وأقسى أنواع الحروب حيث « التعدى والاتهام والتجريح والاساءة والشتم » و كل ذلك يتم تحت ستار النقد واستغلالا لشعار ومبدأ « حرية التعبير »، ويستند الذين يقودون هذا الاتجاه على فهم غريب وغير مفهوم وهو أن للصحفى قدسية تجعله يفعل بالاخرين ما يشاء وله أن يسئ ويشتم ويستفز ويتهم ويسخر ويستهزأ ، كل ذلك يتعرص له كل من يقدم نفسه للعمل فى ناديى المريخ والهلال ولهذا فمن الطبيعى والعادى أن يفروا بجلودهم من هذه الأجواء الخانقة والتى تعرضهم للاساءة وتقلل من أوضاعهم وقيمتهم . *مؤكد أنه وفى حالة استمرار كرة القدم على ماهى عليه الأن وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة جدا وانعدام السيولة وفقر الجيوب اضافة للأذى والتعدى الذى يجده المتطوعون فى العمل فى هذا المجال فنتوقع أن لا نجد من يقدم نفسه للعمل الادارى فى الاتحادات والأندية خاصة الكبيرة منها . *لن نتحرج فى أن نشبه العمل فى المريخ والهلال بأنه أصبح قريبا من « المشنقة أو المقصلة» وقد سبق لنا وأن وصفنا الذين يتنافسون على مقاعد ادارة هذين الناديين بأنهم « مجانين ولا زلنا نراهم مجانين » من واقع أن هذا المجال أصبحت ايجابياته منعدمة وكله سلبيات وليس فيه مايشجع ويغرى ، و« ملعون أبو النجومية والمكانة الاجتماعية والشهرة ان كانت تعرض الطامع والطامح والمتطوع لضياع هيبته واضعاف شخصيته وللاساءة والشتائم والاتهامات. *ما نتوقعه هو أن يتواصل فرار وهروب عشاق اللعبة من الاداريين لارتفاع تكاليف التسيير من جانب، ولما يتعرضون اليه من هجوم اعلامى قاسٍ وظالم من جانب اخر ، وبالطبع فان كل من يقدم نفسه فهو يرضى لنفسه « الاهانة والمذلة والتعدى والاتهام » وعندها عليه أن يتحمل ويصبر ويصمت وأن لا يشكو أو يتذمر وان فعل فيستحق أن نقول له تستاهل « انت الجابك شنو والجابرك أيه ».