*عهد جديد فى المريخ ومسيرة أخرى للأخ الدكتور جمال الوالى مع قيادة الأحمر - فبعد انتهاء «استراحة المحارب » والتى لم تتجاوز الأربعة شهور حتم الوضع فى المريخ العودة القسرية والاجبارية « لود محمد عبدالله الوالى » لرئاسة مجلس ادارة المريخ - واستخدامنا لمفردة « حتم » هنا فاننا نقصد أن الكل وصل الى قناعة فحواها « أن المريخ لا يقدر على قيادته الا جمال الوالى ما بمشى غيره » وقد وضحت هذه الحقيقة بجلاء ليس للمريخاب وحدهم بل لكل الرياضيين فى السودان وحتى فى «مصر من خلال تصريحات الحضرى التى تنشرها المواقع هناك » بالتالى لم يكن هناك بد من رجوع الريس الذى أحبته وارتبطت به جماهير المريخ والذى يشكل لها مصدرا للتفاؤل والفخر والاطمئنان والاعزاز والتفاؤل والثقة وهذا الاحساس « الايجابى » والذى رسخ فى عقول المريخاب وسكن قلوبهم لم يأت من « فراغ » بل تعمق من خلال الاضافات والنجاحات التى حققها جمال مع المريخ خلال فترة رئاسته التى امتدت لعشر سنوات . *يعود الريس جمال هذه المرة وهو محمول على الأعناق وبارادة وقناعة كل جماهير المريخ وجميعنا تابع مدى القلق الذى أصاب أنصار الأحمر وهي تطالع الأخبار التى تحدثت عن اعتذاره ومدى السعادة العميقة التى غطت على الوسط المريخى عندما تأكدت عودته من جديد رئيسا للأحمر. *ليس أمرا عاديا أن يجمع مجتمع ويتفق على وحول شخصية واحدة بالمستوى الذى حدث بين « جمال الوالى وأنصار المريخ وعشاقه » فهو أمر جديد وغير مسبوق ولم يحدث فى تاريخ كرة القدم السودانية بصفة عامة ومسيرة المريخ على وجه الخصوص ،أن وصل الرابط بين القاعدة والقائد هذه الدرجة من الثقة والرباط القوى المتين - بمعنى أن المريخ ومنذ تأسيسه لم تجمع جماهيره وتتمسك بأى رئيس للنادى مثل تمسكها بالأخ جمال الوالى وهذه بالطبع « نعمة من الله » فمحبة الاخرين لشخص وارتباطهم وتفاؤلهم وقناعتهم والاقتداء به والوفاء له لا تأتى بالصدفة ولا تشترى بالمال ولا تورث أو تدرس فهى « هبة ربانية يمنحها الله لبعض عباده » . *ارتباط المريخاب بالريس جمال واجماعهم عليه وولاءهم ومحبتهم له لم يحظ بهذه الخصائص أى رئيس نادى فى العالم سوى « الكابتن صالح سليم أحد أعظم رؤساء النادى الأهلى المصرى ويتفوق جمال فى اجماع واتفاق أنصار المريخ عليه وهذا ما يظهر بجلاء ويتأكد من خلال الهتاف المريخى الذى تردده أفواه المريخاب « لن نوالى غير الوالى » وفى هذا اشارة واضحة الى مدى الرباط الوثيق بين المريخ وجمال والعكس. *مسيرة جديدة للوالى مع المريخ - فمنذ عشر سنوات متتاليات لم يحدث أن غاب جمال عن المريخ لشهرين ناهيك عن خمسة شهور وقد تأكد أن « فرقته ما بتنسد » والدليل أن الأنظار ظلت تتجه لعودته كما أن المناشدات لم تنقطع وكان الكل يتمنى ويطمع فى رجوعه ومع كل عثرة للفريق كان بريق جمال ولمعانه يتضاعف. *لقد أرسى جمال ثقافة جديدة فى المريخ وأتى بأدب من « نوع خاص » فالوضع الطبيعى والعادى والمألوف هو أن تهتف الجماهير للاعبين وتحملهم على الأعناق أو أن تصفق وتشيد بمدرب كما أنه من العادى أن تهتف الجماهير ضد الادارة وتحمل رئيس النادى مسئولية أى اخفاق للفريق أما أن تهتف لرئيس نادى وتصفق له وتردد اسمه وحتى وفريقها خاسر فهذا أمر غير مألوف وجدير بالتوقف عنده وقراءة معانيه ومدلولاته - فخلال العشر سنوات التى ترأس فيها جمال المريخ لم يحدث « ولو بالخطأ » أن تضجر الأنصار أو هتفوا ضد الادارة وأذكر أن المريخ وعندما خسر بأربعة أهداف مقابل اثنين من الصفاقسى التونسى فى النهائى الأفريقى وبرغم الدهشة والحزن الا أن جماهير المريخ التفت حول جمال وخففت عليه واعترفوا له بعدم التقصير وهتفوا له « لن نوالى غير الوالى » ووقتها أبدى الألمانى أتوفيستر واللاعبون الأجانب استغرابهم من هذا الوضع الغريب والجديد . *مسيرة جديدة لجمال مع المريخ ونتمنى أن يكون « أبو محمد » قد وقف على الوضع العام فى المريخ من خلال وجوده بالخارج وعرف مواطن الضعف والقوة وما هو الذى يحتاجه المريخ فى الفترة المقبلة وان كانت لنا وصايا للأخ جمال فنقول له يجب أن لا تضع كل ثقتك فى الأخرين وتعامل مع أى شخص بحذر الا أن يثبت العكس - فمشكلة الأخ جمال الوحيدة والكبيرة أنه يعتقد أن كل الاخرين مثله ويتعامل معهم على هذا الأساس وبالطبع فهذه النظرية فاشلة وخاطئة وتأكد فشلها وعدم صحتها - فهناك نوعية من « النفعيين ينتهجون أساليب النفاق مع جمال » وعادة ما يكون غرضهم الأساسى هوالحصول على المنافع والحصول على الفوائد وتحقيق مصالحهم الشخصية وخدمة أجندتهم الذاتية - فهؤلاء هم سبب « أذية المريخ وهم السبب الرئيسى فى تعثره » وفى تقديرى الشخصى أنه ان كان هناك عيب وسلبية تحسب على الأخ جمال الوالى فى المريخ فهى حرصه على وجود هذا النوع من «النفعيين » ودفاعه عنهم ومنحهم حجما أكبر والاعتماد عليهم فى تسيير المريخ وثقته غير المحدودة فيهم وبرغم أنهم ظلوا يقبضون باستمرار ويفشلون فى أى مهمة توكل اليهم الا أن الأخ جمال ظل يتمسك بهم الشئ الذى جعل الجميع فى « حيرة ويتساءلون لماذا يحرص جمال على هذه الفئة ويصر على بقائهم والاعتماد عليهم » - صحيح من حق جمال أن يمنح ثقته لأى شخص حتى وان كان هذا الشخص غير مرغوب فيه ولكن بالضرورة أن يراعى الأخ جمال أن المريخ مؤسسة عامة ينتمى ويرتبط بها الملايين من الأنصار والمحبين والمريدين و تتعدد فيها الأراء ومهما يكن مستوى وقدر العلاقة بين جمال وشعب المريخ الا أن وجهات نظر المريخاب يجب أن تجد عند جمال الاعتبار - بمعنى أن لا يحرص جمال على فرض الأشخاص غير المرغوب فيهم فى مجتمع المريخ علما به أن احساس كل المريخاب يقوم على « الخوف على جمال من محاور الشر والمنافقين والعاطلين والنفعيين وجماعة المصالح والذين يستغلون سماحة أخلاق الريس ومثاليته ونموذجية تعامله » فهو يثق فيهم ولكنهم يغدرون به وهم الواحد منهم وغايته هى أن يغنى ويحصل على المال ويمتلك سيارة فارهة ويسكن فى منزل ملك قوامه طوابق وفى أرقى وأغلى الأحياء « هؤلاء ظاهرين يا جمال وان أردت النجاح فأبعدهم عن طريقك وان أصريت على الاعتماد عليهم وحرصت على وجودهم بجانبك فلن تحقق النجاح أبدا ولن تضيف شيئا » - نقول ذلك من باب الحرص على المريخ ونرى أن الأخ جمال فى حاجة للتنبيه فهو لا يرى من خلفه وسعينا أن ننقل له رؤية كل المريخاب. *يبقى من المهم أن يترك المريخاب « الاتكالية » ويتخلوا عن الركلسة والاكتفاء بالفرجة واسناد كل مهمة المريخ ومسئولياته الضخمة على الأخ جمال الوالى فقط وعليهم أن يبادروا ويسهموا و يشاركوا « وعليهم يجيبوا الحجارة ان كانوا غير قادرين على الجديع » المهم أن لا يكونوا سلبيين « كما كانوا طوال فترة رئاسة جمال ومن واقع متابعتنا ومعرفتنا للأخ الوالى فنقول ان من الأسباب الرئيسية التى جعلته يتنحى فى المرة الأخيرة هو أنه وجد نفسه مواجها وملزما بحمل المريخ على كتفيه ولم يساعده أحد وقد اكتفى الكل بالفرجة عليه وهو يناضل ويقاوم ويساهر ويدفع ويتابع ويشرف ويتصل ويقوم بكافة مهام و مسئوليات و أعباء المجلس فهو الريس والسكرتير وامين المال ومدير الكرة وموظف العلاقات العامة ومسئول العلاقات الخارجية - غير كل ذلك فالأخ جمال لم يكن مجرد رئيس مجلس ادارة النادى فقط ومسئول عن تسيير الفريق بل كان أبا مسئولا عن كافة المريخاب المنتشرين فى « بلاد الله الواسعة » يتصدى لحل مشكلة أى مريخى تصله ويشارك فى كافة المناسبات الاجتماعية بل و يلومه البعض ان غاب عن المشاركة فى أى مناسبة اجتماعية تخص أحد المريخاب وهذا ما جعل جمال يجد نفسه ليس رئيسا لنادى المريخ فقط بل ملزما ومسئولا عن جميع أنصار المريخ « معقولة دى » - لكنها الحقيقة. *غدا نكتب عن مجلس المهندسين وقبل ذلك نهنئهم بالثقة ونتمنى لهم التوفيق و « مقدما » نعلن عن مساندتنا ودعمنا لهم .