نيويورك: وكالات قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقريره الدوري عن عمل البعثة الاممية الافريقية المشتركة في دارفور والأوضاع في الإقليم، إن السودان يمر بمنعطف خطير، وسيواجه تحديات كبيرة في السنوات المقبلة. وأكد الأمين العام في تقريره إلى مجلس الأمن عن عملية الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة في دارفور، انه لا يزال قلقاً بسبب «التقارير التي تفيد بوقوع قتال بين قوات حكومة السودان والجماعات المسلحة في دارفور». وأضاف ،ان قوات الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وثّقت هجمات شنتها قوات حكومية على قرى قرب المالحة «شمال دارفور» في 25 «نوفمبر» 2009، وكذلك صدامات بين حكومة السودان وقوات «حركة العدل والمساواة» في صليعة «غرب دارفور» في الفترة من 2 إلى 8 «يناير» 2010. وأشار إلى أن هذه العمليات العسكرية تقوّض «الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع». وحض «جميع الأطراف على وقف المواجهات المسلحة، والانخراط جدياً في مناقشات موضوعية وجامعة». ووصف مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام، ديمتري تيتوف، الذي قدم التقرير في جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس، الوضع الأمني بدارفور بأنه غير مستتب تماما، وما زال القتال المتفرق بين قوات المتمردين نفسها وبين الحكومة السودانية والحركات المتمردة، يشوب الوضع الأمني، وقال ان السودان يجب ان يعدل تشريعاته الامنية لحماية حرية التعبير والتجمع بمنطقة دارفور قبل الانتخابات العامة في ابريل القادم. وابلغ ديمتري تيتوف، مجلس الأمن، ان حرية التعبير والتجمع «ضروريتان لحملة «انتخابية» فعالة» ، في اول انتخابات ديمقراطية يشهدها السودان منذ 24 عاما. وقال تيتوف لمجلس الأمن «في الوقت الراهن تواجه هذه الحريات الاساسية قيودا بموجب قوانين الطواريء لعام 1997 ، والتي تم رفعها في جميع انحاء السودان، ولكنها ما زالت تطبق في جميع الولايات الثلاث بدارفور. وأضاف «من المهم تعديل قانون الامن القومي، الذي يسمح لاجهزة الامن الحكومية باعتقال اشخاص دون سبب، او تعطيله قبل بدء الانتخابات في 11 من ابريل». ونبه التقرير إلى أن جميع تلك الأعمال العسكرية تقوض بشكل خطير الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في دارفور، وتسهم في تعريض حياة المدنيين للخطر. وشدد على ضرورة أن توضع في الاعتبار مصالح جميع الدارفوريين، سواء كان ذلك خلال المفاوضات أو في تطبيق أي اتفاقية للسلام في المستقبل. وأضاف تيتوف، ان الوساطة، ستستمر بفعالية في سبيل التوصل إلى تسوية شاملة عن طريق التفاوض للأزمة في دارفور من خلال منهج يعتمد على ثلاثة مسارات، أحدها يتمثل في الجهود التي يبذلها الوسيط المشترك جبريل باسولي لتسهيل المفاوضات المباشرة بين الأطراف ، فيما يتمثل الثاني في أن توسِّع الوساطة نطاق المشاورات لإشراك المجتمع المدني الدارفوري، وأضاف ان المسار الثالث هو العمل على تحسين العلاقات بين السودان وتشاد. ودعا الأمين العام في تقريره ، جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأطراف المعنية إلى العمل من أجل تحقيق التحول الديمقراطي في السودان، بما في ذلك التوصل إلى حل سلمي للنزاع في دارفور. وأكد بان كي مون، ان «العائق الأكثر خطورة» لتحقيق سلام مستدام في دارفور لا يزال «يتمثل في فشل بعض الأطراف في الانخراط البنّاء في عملية السلام».