وقعت بين الأعمش وزوجته وحشة فسأل أحد أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما، فدخل اليها وقال: (إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ودقة ساقيه وضعف ركبتيه ونتن ابطيه وبخر فيه وجمود كفيه ) فقال الأعمش:(قم ، قبحك فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه) تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ كتيبا كتبه الأخ العزيز أبشر الماحي الصائم حمل عنوانا مركبا أبرزه (دولة خير الخطائين) حاول فيه ابراز محاسن دولتنا الفتية، أبشر الماحي _ لمن ? يعرفونه وقليل ماهم_ رجل صاحب قلم وفاقي وشخصية تتدفق تهذيبا وحياء ومن الذين يحملون المثل ويحلمون بالغد المشرق، يذكرك النسخة الاصلية من شباب الاتجاه الاسلامي في الثمانينيات، وهو بهذه الروعة أراد أن يظهر بعض محاسن(الراكوبة ) في فصل الخريف فتلجلج قلمه رغم أنه قلم أبلج وترددت الحروف رغم أن صاحبها ? يعرف التردد و? الاهتزاز، صديقنا أبشر اجتهد فله أجر المجتهد ، كيف ? نعذره وهو من هو .. ?يتهم و? يعاب ؟ ولكن ماذا نقول في كتاب لم يوفق في ترتيب الأحداث و? نظم الحيثيات وأورد ما ? يستحسن؟ مثلا: حينما تحدث عن الدكتور عبد الرحمن الخضر نعته ب (اللبنة) في اقتباس غير موفق للحديث الذي أشار فيه الرسول صلي الله عليه وسلم الى أنه هو (اللبنة) وهو خاتم المرسلين، والاشارة لم تقف عند هذا ولكنه ذكر أن عبد الرحمن الخضر رسول لخمسة ملايين من الناس ، لعله يعني سكان العاصمة ! المؤكد أن الرجل ?يرمي ?ي شئ سوى ابراز حسن دولة يؤمن بمبادئها ومدح رجل صلته به أخوة الله وتعاون على البر والتقوى،وهو معه (شريك ? أجير) ، لكن الاقتباس غير موفق! او الرجل حينما تحدث عن الزكاة والتكافل الاجتماعي ذكر أن المشروعات غطت مليونين من الأسر الفقيرة ، ولو افترضنا أن في كل أسرة رجلا وزوجته فقط فهذه أربعة ملايين من الفقراء، مما يعني أن أربعة أخماس (قوم) عبد الرحمن الخضر من الفقراء الذين غطتهم الزكاة ومشروعات التكافل وهذا أمر فيه نظر ويحتاج لدقة! أخي أبشر، ربما يكون هذا الكتاب عدل بعد خروجه منك، فأنت قلم كبير وصحفي واع وهذا الكتيب دونك بكثير ، ولذا يحتاج الأمر منك لمراجعة وخروج بثوب جديد غير هذا ، ما أراه ضرورة مراجعة هذا السفر ، فقد قفز قفزا فوق الأحداث وتحول لمطبق يخص و?ية الخرطوم وصغر حجمه حجم أفكارك ، مثلما أنه أظهر عيوبا كثيرة في مشروع دولة (الخطائين) وخاصة (الخطاء) الكبير عبد الرحمن الخضر ، من مدخل حسن النية وحماسة المخلصين فشابه خطبة الرجل في صلح الأعمش وزوجته!