محمد سعيد شلي القرار الذي اتخذته ولاية كسلا بفرض غرامة مالية على الذين يتبولون في الطرقات والأماكن العامة, قرار صائب وحكيم وأتمنى أن تحذو حذوه ولايات السودان الأخرى , فالتبول في الأماكن العامة "وكمان على عينك يا تاجر" سلوك متخلف وبدائيprimitive behavior إضافة إلى أضراره الصحية والبيئية والتي تظهر أعراضها من أول " كتاحة " وأول "رشة مطرة " ..وهذا السلوك أشبه بظاهرة التحدث بالموبايل في الأماكن العامة وبظاهرة السواك أمام المنازل .. وكمحاولة من المواطنين لمحاربة هذه الظاهرة يكتب بعضهم على جدار منزله عبارة " ممنوع البول يا حمار " ولكن لا حياة لمن تنادي ..وكان الناس في الريف ولأسباب موضوعية يتبولون في العراء ولكن النقلة النوعية التى حدثت في الريف في الآونة الأخيرة قلصت من تلك الظاهرة بعد أن دخلت دورات المياه "حيشان" قرى وبوادي السودان .. يحكى أن رجلا من الريف جاء للخرطوم لأول مرة ولم تكن قريته تعرف وقتها دورات المياه ولا تعرف أيضا المنديل ..شاهد ذلك الرجل عند قدومه للخرطوم دورات المياه داخل البيوت ورأى أهلها "ينظفون أنوفهم" بالمنديل ثم "يطبقونه بعناية ويضعونه في جيوبهم ..عند عودته للقرية "والعود أحمد" سأله الناس عن انطباعاته عن "عاصمة الترك" فأجاب ساخرا ومنتقدا " الخرطوم , خرطوم السجم والرماد, يتبول أهلها في بيوتهم و"يتمخطون" كالأطفال في جيوبهم".. وظاهرة التبول في الطرقات من الظواهر التي عمل الإنجليز خلال وجودهم بالسودان على محاربتها وفرضوا عقوبات على المخالفين .. يقال إن رجلا من ظرفاء أم درمان لم يلتزم بقرار المنع الذي فرضه الإنجليز ووقف يتبول فرآه شرطي فأسرع ناحيته ليقبضه متلبسا Red Handed ..عندما شعر بالشرطي يقترب منه , أمسك بوله وزح قليلا عن مكانه وجلس وأكمل بوله وتحرك بعدها لينصرف وكأن شيئا لم يكن, وكان وقتها قد تجمع عدد من الفضوليين لمعرفة نهاية "الفلم المثير" ولكن الشرطي أمسك به وسأله: " أنت ما عارف البول ممنوع في المكان دا ؟ أجاب بهدوء وثقة " عارف.. " فرد الشرطى بغيظ "وكمان تقول عارف؟ فأردف الرجل قائلا وهو يشير للمكان الأول الذي بال فيه "يا جنابو أنا وقت شفتك قاعد تبول في المكان دا قلت الحكومة شطبت القانون ..عشان كدا أنا كمان بلت زيك " فأنكر الشرطي "التهمة" ولكن الرجل وبذكاء شديد وجه حديثه للحضور " يا ناس شفتوا زول يبول في مكانين؟ " فرد الحضور بما يعنى استحالة ذلك ..فأطلق الشرطي سراحه وفضل الانسحاب من تلك " الصلبطة ".. لبعض المجتماعات الأفريقية اعتقادات حول البول الUrine منها حرصهم على إطعام أبقارهم من عشبة برية معينة وينتظرون بفارغ الصبر أول قطرات من بول أبقارهم بعد أكلها للعشبة ويجمعون تلك القطرات ويضيفونها إلى طعامهم .. ومن المفاهيم الشائعة أيضا أن البول "يبطل" عمل "التمائم" التى يعتقد البعض أنها بمثابة البدلة الواقية من الرصاص فيضعون قطرات من البول على "الطلقة ".. والاعتقاد هنا قائم على "نجاسة" البول .. قبل سنوات مضت وفي ختام لقاء صحفي مع رئيس وزراء دولة آسيوية سأل الصحفي رئيس الوزراء سؤالا خارج "النص "عن سر شبابه الدائم فأجاب وبثقة مفرطة Because I drink my urine.. لم يصدق الصحفي أذنيه فأعاد سؤاله , كرر رئيس الوزراء ذات الإجابة "السر.. أنا أشرب بولي" فابتسم الصحفي وهو يقولI think Your Excellency is joking فرد" سعادته " بلهجة قاطعة " أنا لا أمزح ".. أحدث ذلك القول ضجة واسعة تجاوزت حدود تلك الدولة ودخل بسببها ذلك الصحفي عالم الشهرة والأضواء .. والمعروف "وببساطة جدا" أن البول مجموعة من مواد يتخلص منها الجسم من خلال الكليتين وتنحصر فائدته في الفحص الطبي Medical Check up وأن أي حديث آخر عن فوائده حديث غير علمي ويأتي في إطار المفاهيم العامة والاعتقادت الشعبية.. .