مجلس التخصصات الطبية يختار مدينة عطبرة لاقامة امتحانات الدكتوراة السريرية للجراحة لاول مرة خارج الخرطوم    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    منظمة تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة" محتملة و"تطهير عرقي"    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطني والمعارضة .. وجهاً لوجه
نشر في السوداني يوم 29 - 06 - 2013

الأيام تمضي من برنامج ال(100) يوم الذي أطلقته قوى المعارضة لإسقاط النظام عبر العمل الجماهيري السلمي. وفي الجهة الأخرى؛ ما يزال المؤتمر الوطني يسخر من هذا البرنامج، ويقول إن المائة يوم ستنتهي، ولن يكون هنالك شيء. وبين هذا وذاك، تفتح (السوداني) خطاً ساخناً بين الجهتين، بعد أن طرحت عليهما الأسئلة الصعبة، فإلى هذه المواجهة الساخنة.
أجرى المواجهة: محمد حمدان وعبدالباسط إدريس
تصوير: أحمد طلب
الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني قبيس أحمد المصطفى ل(السوداني):
خطة ال(100) يوم وضعت في عاصمة غربية وهي غطاء لعمل عسكري
حديث المعارضة عن إفشال زيارة نافع لواشنطن يدعو للعار لا للافتخار
المعارضة تمضي في مشروع ال(100) يوم لإسقاط حزبكم ماهو تقييمكم للثلاثة أسابيع الأولى منه؟
التقييم لموضوع أو شعار سياسي أو خطه تنفيذية وضعتها المعارضة لفكرة إسقاط النظام في أمد محدد، وهي لم تترك مساحة للتكهنات بما يحدث، وهي حددت فترة معينة وصغيرة جداً بالحساب، هي فترة المائة يوم، وبانتهائها تحدثت المعارضة عن قدرتها على إسقاط النظام، التقييم والحكم على هذه الخطة متروك للرأي العام والصحافة والإعلام، قبل أن يكون للمؤتمر الوطني. النقطة الثانية هي أن تقييم المائة يوم هو ما بدأت تتحدث عنه المعارضة، نفسها من أن المائة يوم ليست خطة لإسقاط النظام، وإنما كانت خطة تعبوية فقط لتهيئة المسرح السياسي لإسقاط النظام، ومؤكد أنه كلام غير صحيح، ولا ينطلي على أحد، لأن المعارضة تحدثت بوضوح شديد أنها بنهاية المائة يوم ستُسقط الحكومة، ووضح أن الشعب السوداني أقوى وأوعى.
بعيداً عن الشعب، هل يشعر المؤتمر الوطني أن المائة يوم تمثل خطورة حقيقية عليه؟
نحن بالنسبة لنا نأخذ هذا الموضوع مأخذ الجدية، والمؤتمر الوطني كحزب مسؤول ومتابع لمجريات الأحداث السياسية بالبلاد، يأخذ أي حدث مأخذ الجدية، سواء كان سلباً أو إيجاباً للتعامل معه، وهذا بالرغم من معرفتنا التامة بقدرة هذه الأحزاب السياسية، وحجم التناقضات الموجودة فيها وعدم اتفاقها على شيء سوى شعار إسقاط الحكومة. لكن هذا لا يعني أن لا نتعامل مع هذه الخطة بجدية تامة، ويكفي أن المؤتمر الوطني هو الذي أخرج هذه الخطة إلى العلن قبل أن تخرجها القوى السياسية.
هل أنتم تخشونهم لهذه الدرجة؟
الموضوع ليس خشية، ونحن لا نخشى أحداً بقدر ما أننا نقرأ للمشهد السياسي للبلاد وأقول لك إن هذه خطة وضعت في عاصمة غربية، وهي غطاء لعمل عسكري يحدث في السودان، ومن المؤسف جداً أن تتعامل قوى معارضة سياسية ومدنية غير مسلحة ولديها وجود في التاريخ السياسي للبلاد، مع أطروحات ومباركة غربية وأطروحات طرحتها حركات مسلحة، ليتزامن العمل المسلح للجبهة الثورية مع الهبّة الشعبية التي كلفت بها أحزاب التحالف، وبالتالي ليس الموضوع موضوع خشية، ولكننا نتعامل مع معطيات سياسية فكرتها الأساسية زعزعة الأمن والاستقرار في البلد ولا تقدم حلاً سياسياً أو أفقاً بالنسبة للناس.
المعارضة تتهمكم بعرقلة نشاطها المدني السلمي والوقوف وراء عدم منحها التصاديق التي تسمح لها بممارسة نشاطها من قبل السلطات؟
أولاً هناك فرق بين العمل السياسي الذي يحكمه الدستور والقانون والذي يصب في خانة البناء الوطني وتعزيز القواسم المشتركة، وبين أن تنحاز هذه القوى المعارضة إلى عمل مخططات الجبهة الثورية، التي بوركت من قبل مجموعات خارجية وغربية، فكرتها أن يتزامن العمل المسلح مع الهبّة الشعبية التي تنفذها هذه الأحزاب تحت ستار المائة يوم وتصل في النهاية إلى إسقاط الحكومة. وهذا لا يعني العمل السياسي الرشيد، ولكنه يصب في خانة قوى تسعى لإحداث أكبر قدر من الفوضى والخلل والتوترات الأمنية والسياسية، ومؤكد أن هذا لن يسمح به القانون ولا الدستور ولا الأجهزة المعنية بحفظ الأمن والاستقرار.
في تقديركم إلى أي مدى يمكن أن تشكل المعارضة تهديداً لوجود الحزب في الحكومة على الأقل خلال فترة ما بعد الثلاثة أسابيع الماضية؟
بالنسبة لوجودنا في الحكومة، فهو مرتبط بموضوع هام جداً، هو قناعات الشعب السوداني والانتخابات التي جرت في البلاد، ولذلك فإن الدعوة التي رفعت والتي ظل المؤتمر الوطني يقدمها على الدوام، هي دعوة الحوار والتوافق السياسي، وهي دعوة قدمت على أكثر من صعيد. النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان أطلق دعوة للقوى السياسية للحوار حول قضايا الوطن، والاتفاق حول قواسم مشتركة. والسيد رئيس الجمهورية نفسه أطلق دعوة للحوار حول الدستور لكل القوى السياسية حتى حاملي السلاح.
إذا تمسكت المعارضة برفضها للحوار، وخرجت خلال المائة يوم، ما هي الأدوات السياسية التي سيتعامل بها المؤتمر الوطني؟
ليس إذا خرجت. المعارضة بالفعل خرجت، وخطة المائة يوم لم تبدأ من البارحة، أو ستبدأ غداً. المائة يوم دخلت في عداد التنفيذ، وهنالك ندوات عقدت في الكلاكلة، وهي ندوات ضعيفة جداً، وحضرها عشرات الأشخاص. وأعتقد أن الشعب السوداني وحده من يضع النقاط على الحروف، ويكتب التعليق المناسب.
المعارضة تقول إن حزبكم فشل في قيادة البلاد، وقسمها وخلق أزمة اقتصادية؟
أعتقد أن المعارضة فشلت في أن تتفق على موضوع واحد. والمعارضة بداخلها عدد كبير من التناقضات، وأصابت الشارع السوداني باضطراب وربكة حقيقية، وهي مرة تتحدث عن الفجر الجديد والبديل الديمقراطي، ومرة عن الحكومة الانتقالية ومرة عن مناظرة المؤتمر الوطني.
قوى الإجماع تقول إن دعوتكم للحوار تكتيكية وصورية، وليست التزاماً حقيقياً بإحداث تغيير؟
أعتقد أن ما يفترض أن تتوجه نحوه هو الالتزام بالدعوة العريضة، التي أطلقتها اللجنة العليا للدستور، وأن تنتظم في إدارة حوارات حول الدستور السوداني، حتى يكون دستوراً دائماً وحواراً معبراً عن تطلعات السودانيين. وواحدة من مشكلات المعارضة الأساسية، أنها تسعى إلى موضوع السلطة، وهي سلطة بيد الشعب السوداني، عبر آلية الانتخابات. والمعارضة تتحدث عن عدم عدالة في الثروة في البلد، والآلية هي التوافق على دستور جديد، وإدارة حوار حوله، وعندئذ ستكون مسألتا السلطة والثروة محسومتين بمنطق الدستور الذي شاركت فيه هذه القوى السياسية، التي يجب أن يكون لها سقف تتحرك تحته، لكن للأسف الشديد هذه القوى السياسية المعارضة، ليس لديها أفق سياسي، وليس لديها مشروع متكامل لمخاطبة قضايا الحكم والسلطة، ومشكلات البلاد المختلفة، بدليل أنها ترتمي في أحضان الجبهة الثورية، وهي مجموعة متمردة بلا أفق سياسي، وبلا رؤية. والنقطة الثانية؛ أن العالم كله تجاوز الوصول للحكم بآليات غير ديمقراطية، وهذه القوى التي تتحدث عن الديمقراطية، وعن أنها صاحبة المشروعية الدستورية، يجب أن تستعد لمواجهة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة. أما أن تتحدث عن إثارة قلاقل واضطرابات، فأعتقد أن ذلك سيدخل البلاد إلى نفق غير جيد.
المعارضة طرحت الحكومة الانتقالية والبديل الديمقراطي لحل الأزمة السياسية؟
أعتقد أن الحكومة الآن بها مجموعة أحزاب سياسية، وهي حكومة منتخبة، ولديها أمد سياسي ودستوري، ولا مجال للحديث عن حكومة انتقالية، ولماذا نتحدث عن حكومة انتقالية إن كانت هذه الحكومة منتخبة من قبل شعبها، وفقاً لعملية ديمقراطية وانتخابات ساهم في مراقبتها عدد كبير من المراقبين في كل العالم، وتحدثوا عن أنها كانت عملية جيدة ونزيهة، وتعبر عن رغبة الشعب السوداني؟ إذن؛ لماذا تتحدث القوى المعارضة في هذا التوقيت بالذات عن حكومة انتقالية، إن لم يكن الأمر متزامناً مع مخططات غربية وعدائية ضد السودان، بالتزامن مع ما يسمى بالجبهة الثورية والحركات المسلحة، وهو أمر يأسف له المؤتمر الوطني. إن هذه القوى السياسية التي يجب أن تكون مسؤولة، تسلم نفسها لقوى متمردة ومسلحة، وليست لديها القدرة على مواجهة النظام.
المعارضة لوّحت بالعودة للعمل السري حال تم التضييق عليها وقمعها؟
أعتقد أن التلويح بهذا الحديث غير مجدٍ، لأن المعارضة تعمل الآن جهراً، ولم تكسب شيئاً، فماذا يعني أن تتحول إلى العمل السري؟ وهذا حديث غير موضوعي. والأمر الثاني هو أن الحديث عن شماعة تضييق المؤتمر الوطني على القوى السياسية حديث غير سليم، وما عاد يشدُّ انتباه أحد أو يثير انتباه أحد. ولم يعد يمثل خطاباً جيداً بالنسبة للقوى السياسية تجاه الشعب السوداني. وهذه الأحزاب التي تتحدث عن التضييق موجودة في الشارع السوداني، وموجودة في الصحافة وكل قطاعات المجتمع.
كيف إذن تفسر منع التصديق للندوات الجاهيرية، والبعض يتحدث عن أن هذا الإغلاق يدفع القوى حتى السلمية لحمل السلاح؟
لا أعتقد أن ذلك مبرر، ولا أعتقد أن هناك تضييقاً على القوى السياسية المعارضة لتلجأ إلى متمردي الجبهة الثورية. ولماذا لا تلجأ أحزاب المعارضة للجنة العليا للدستور، وتتحاور حول الدستور فهذا هو ما يمثل الأفق السياسي والمخرج السليم لكيفية حكم السودان، وتتحاور حول الأعراف المستمدة من الدستور، ونسب توزيع الثروة والسلطة، فهذه مشكلات البلاد الأساسية. ولماذا لا تلجأ بالتضييق المدعى للحوار حول الدستور، وتتمكن من مخاطبة الشعب السوداني وتنال ثقته وتهزم المؤتمر الوطني، وتحكم السودان؟ وهذا أفضل من أن تلجأ لمخططات استئصالية غربية وعدوانية، وليس بها غير تقديم القتل والنهب والخراب والدمار، ومن أن تتعاون مع الغرب لتقديم مشروع مسلح لتخريب السودان.
كيف قمتم بكشف خطة المعارضة للمائة يوم قبل إعلانها من قِبِِل المعارضة بأسبوعين؟
نحن شغالين سياسية. والحزب لديه معلوماته، ووجوده الذي يمكنه من معرفة كل تلك المخططات، وهذا هو السبب الأساسي في أن تعلنه المعارضة، والمؤتمر الوطني يعلم بكل خافية في هذه الأحزاب وغيرها.
القيادي المعارض كمال عمر قال إنهم أفشلوا زيارة نافع لأمريكا، وسيترصدون قياداتكم في الخارج؟
يجب أن يقول كمال عمر للشعب السوداني كيف أثر على زيارة د.نافع، وهل تم ذلك بالعمل المباشر مع اللوبي الصهيوني الذي يناصب السودان وأهله العداء؟ أعتقد أن ذلك يدعو للعار لا للفخر، ويجب أن تميز المعارضة بين إعلاء الذات وإعلاء ذات الوطن.
الإمام الصادق يبدو أنه اختار طريقاً ثالثاً، بعد أن كان قريباً منكم، هو يحشد أنصاره لحسم الخيارات؟
أعتقد أن مواقف الصادق المهدي المعلنة معنا، هي مواقف وطنية، وهناك اتفاق معه حول قضايا الوطن وليس قضايا الوطني، كما قال هو وما تحدث عنه حزب الأمة عن وقفة "سنرى ثم نقيم ونقول". ولكن أعتقد أنه من الأفضل للإمام، واستناداً لوجوده التاريخي وشخصيته المقبولة والديمقراطية، التي يتحلى بها، أن يتحدث عن قواسم مشتركة، وليس أن يضع يده مع الساعين لتمزيق السودان، وتفتيت وحدته الداخلية، وأن يسعى الإمام إلى التوافق حول الدستور الذي يحكم كل هذه الأشياء، وأعتقد أن هذا يليق برجل كالإمام الصادق المهدي، أكثر من أن يتحدث عن مخططات تحركها الجبهة الثورية.
///////////////
الناطق الرسمى باسم تحالف قوى الإجماع الوطني كمال عمر ل(السوداني):-
التخوين ما كويس والنظام أصبح في حالة سكر سياسي
سودانيو الخارج ضغطوا لمنع زيارة نافع لأمريكا
المؤتمر الوطني قلل من خطتكم وسخر منها لإسقاطه من الحكم؟
الواضح أن الحكومة بأعلى مستوياتها، وبكافة ألوان طيفها السياسية والأمنية لا تعي ولا تدرك خطة المائة يوم. والخطة تمثل استعادة لروح العمل النضالي للمعارضة، بعد أن كانت في السابق تطلق شعارات فقط. والآن تحولت شعارات إسقاط النظام إلى واقع، كما أن درجة الانفعال بإسقاط النظام الآن أعلى. وقد أحدثت الخطة نقلة نوعية، وتعود النشأة الحقيقية للخطة إلى ميلاد ميثاق البديل الديمقراطي، الذي وضع رؤية لمستقبل البديل الديمقراطي في البلاد، والمعارضة وقعت عليه بكل ألوان طيفها، وتعد الخطة معبراً من العمل التكتيكي إلى الإستراتيجي. واستطعنا أن ننظم صفوفنا ونوحد هياكلنا، ودشنّا عملنا بمجموعة ندوات بمصاحبة عمل داخلي كبير، وأنجزنا الرؤية ومشروع الدستور، ووحدنا المعارضة السياسية والعسكرية في جسم واحد. وهذا العمل يجاوب على سؤال البديل، ويخرس الأصوات التي تقلل من فاعلية المعارضة، والنظام (مسطِّح) ولا يدرك الفعل السياسي للمعارضة، وبصيرته أعميت وهو في حالة سكر سياسي بسبب الكرسي.
اتهمكم الوطني بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار وخلق توترات سياسية في البلد؟
المعارضة تنتهج التغيير السلمي، وطرحت البديل الديمقراطي، وهذه حيثيات تتفق مع الدستور والقانون. بل إن المعارضة (غرقانة) في احترام الدستور والقانون، وواهم من يظن مخالفة المعارضة للدستور والقانون. بل بالعكس فإن النظام هو الذي يسيطر على الأجهزة ويستغلها لأغراضه. والسودان الآن ثالث أفشل دولة في العالم حسب تقارير المنظمات العالمية. والمؤتمر الوطني يستغل آليات الدولة في الصراع السياسي، وهو الذي يسوق البلد إلى الفوضى، ولماذا نشأت الحرب، ولماذا النزوح واللجوء والموت؟.
رئيس المؤتمر الوطني ونائبه الأول دَعَوَا للحوار في القضايا الوطنية والدستور إلا أنكم لم تستجيبوا؟
هذه (دعوات مراكبية). هم زوَّروا الانتخابات بما فيها انتخابات الحركة الإسلامية الأخيرة، وأساؤوا استخدام الدستور وفصلوا الجنوب، وعلقوا وثيقة الحقوق. (والدستور عند الوطني ما عندو قيمة)، ودعوات الحوار سياسية لكسب الشرعية، والنظام يخون العهود والمواثيق. نحن طرحنا خيار الوضع الانتقالي الكامل، وطرحنا ترتيبات دستورية شاملة.
النظام يقول إنكم غير موحدين الذي وحدكم فقط الاتفاق على إسقاطه؟
المعارضة مكونة للتباين في البلاد وتضم 17 حزباً سياسياًَ، ولكل حزب أيدولوجية وبرنامج للتعبير عن رأيه. لكننا موحدون ومتفقون حول الحرية والديمقراطية وحكم القانون والفيدرالية. والنظام لم يتفق معنا في المبادئ أعلاه. نحن يجمعنا إسقاط النظام، وما بعد إسقاطه، الدولة الراشدة. والمؤتمر الوطني الآن (كيمان) معروفة.
الوطني يقول إنه كشف خطتكم حتى قبل إعلانها، وهذه أول خطوة في فشلها؟
(دا كلام أجهزة أمنية)، وخطتنا مكشوفة وموزعة، بل يعرفها حتى بائعو الأسماك في شارع الموردة، وهي ليست مدسوسة، ولكن هم لم يفهومها، وفي آخر مؤتمر صحفي طرحنا تفاصيل الخطة.
البعض قال إنكم اتخذتم خطوة انتحارية بوضعكم سقفاً زمنياً مائة يوم لإسقاط النظام؟
لم نقل إننا سنسقط النظام في مائة يوم، لكن المائة يوم الهدف منها ترتيبات تنظيمية وفكرية لتوحيد الهياكل والفكرة، وعمل بروفة ومن ثم اتخاذ خطوات تصعيدية لإسقاط النظام عبر الثورة الشعبية والعصيان المدني. ونحن في رمضان لدينا برنامج صيام وإفطار جماعي، وسنمزج العمل السياسي بالدعاء. وصيامنا (مليان) تقوى، وبرنامج المائة يوم فيه عمل تعبدي وتراويح وإفطارات. ونقول للوطني أنتم خارج المساجد اذهبوا للسوق.
طيب لماذا الخطة في هذا الزمن؟
نسعى من خلال الخطة لتجنب مزالق الربيع العربي في بعض البلدان للعبور بالمائة يوم إلى وحدة وإنجاز برنامج ما بعد إسقاط النظام. والآن نعمل في الولايات وترتيباتنا (ماشة)، والثورة ثورة قضايا دستورية كبيرة.
الوطني اتهمكم بالسعي للفوضى ولوَّح بتصدي الأجهزة الأمنية لكم؟
الحكومة اجتهدت لربط خطة المائة يوم بالجبهة الثورية. وهي عوّدتنا أن تسيء الظن، وتختلق حيثيات لإيقاف مدِّنا. أقمنا ندوات وقدمنا طلبات لإقامة ندوات جماهيرية كبرى لاحترام القانون، والوطني قيّد حرية العمل السياسي، ويجب على الشرطة أن تتولى تأمين وحماية الندوات، ولكن بالطبع نتوقع رفض الطلبات.
وحال رفضها ما هي خياراتكم؟
إذا تم رفض طلباتنا لدينا إجراءات سنتخذها، وسنفصح عنها، وعن فعلنا في هذه الحالة، فإن خطواتنا ستكون وفقاً للقانون.
الوطني قال إن خطتكم وضعت في دولة غربية وهي غطاء لطموحات غربية ولحركات مسلحة؟
التخوين (ما كويس)، هذا تخوين يخالف الشرع وأخلاقيات السياسة. خطتنا وضعت في دور الأحزاب المتواضعة، لكن كل إناء بما فيه ينضح. الوطني هو الذي يستعين بالعواصم الغربية والدول الأخرى في اتهامه لنا، ونحن نستند إلى إرادة شعبنا ووطننا.
رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدى أعلن عن خطاب هام ويسعى لحشد أنصاره في ميدان الخليفة في خواتيم هذا الشهر، هل لديكم معلومات عن ما سيدلي به؟
أي حشد تعبوي نحن على قناعة أنه يصب في ماعون التغيير، ويعتبر سحابة ممطرة تصب لصالح المائة يوم حيثما حلت. وأية حالة حشد هذه الأيام نحن سندعمها، وسنشارك فيها وسنحضر إلى ميدان الخليفة ونشارك في حشد حزب الأمة وجماهير الأنصار.
الإمام رمى بمبادرة بخلاف مبادرتكم أسماها (مبادرة لنظام جديد)، هل من تنسيق بينكم؟
نحن سلمنا رؤية حزب الأمة "مشروع مبادرة النظام الجديد"، (لكن ما شاعرين إنو في خلاف كبير)، وربما كل المشروعات تصب في إطار واحد.
مضى الآن تقريباً شهر على المئوية، ما تقييمكم؟
الخطة فاقت التصور، وتقدمت وحققت نجاحات كبيرة، وهي متزامنة مع خطط في الخارج في لندن وأمريكا والعديد من الدول الخارجية. بل إن مجموعة السودانيين في الولايات المتحدة شكلت ضغطاً ونجحت في منع زيارة نافع إلى الولايات المتحدة، وكما تعلم أن أمريكا دولة مؤسسات، كما أن جميع السودانيين في الخارج حاصروا المسؤولين الحكوميين ويترصدون زياراتهم لتلك البلدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.