قالت: "الطقس اليوم لا يشعرني بحاجة لارتدائك معطفا، هو دافئ يميل إلى البرودة.. تماما كلسعة عشقك، لا أستغرب هذا الإحساس ولا آبه لتفسيره فقد أدمنته.. يكفيني أنك ابن بلاد الحلو مر، الذي أتذوقه في حبك كل يوم.. دونما حاجة للتوقف عن تجرع المزيد!!. فرد: سأكون دوما نيل بلادي الذي يرويكِ ويفيض بكل معاني الأرض والعِرض! ............................... البحر يذكرها به في هدوءه وهياجه.. متقلّب مثله.. غامض كتفاصيله.. مخيف كبعاده.. أزرق كلونه المفضل.. كبير كقلبه. أمواجه تسحبها دون مقاومة كما كان يفعل بها.. عمقه يأخذها إلى حيث لا تدري.. وبلا قلق من مصير قد ينتهي بالغرق!! ............................... قد يكون الطارق هو الأفضل.. والأنبل، لكنها لم تستطع أن تكون الأعقل.. فجنون حبها يجعلها دوما تتمسك باحتكار قلبها على حبيبها غير المثالي! ................................ لا تسألوهما عن سبب الفراق، فبين كل اثنين ما لا يقال لثالث، وكل الروايات التي ستسمعونها لن تحمل الحقيقة كاملة. سيقول ربع الحقيقة وستحكي ما هو أبعد ما يكون عنها.. لكن كل الحروف التي تُحكى لن تطفئ لهيب أوجاعهما ولن تخمد نار استفهامات السائلين!!. .................................. قدمت كل شيء ولم تنتظر سوى كلمة.. فكان كل ما عليه هو إشعالها في سيجارة تحت المطر.. ومن ثم التوجه إلى أقرب المطارات استعدادا للسفر.. دون أن ينطق بكلمة واحدة!. هي بكته كثيرا دون أن تدرك أن حبها في حياته كان إحدى محطات الرحيل..!! ................................... ما بين فعله وقولها مساحة بحاجة لالتئام ولا تحتمل الزحام.. لذا كان لا بد من الابتعاد عن الزخم حفاظا على شمعة تضيء ظلام جمع المُفرِّقين!! ........................................ أن تخلع قلادته.. أو تزيل صورة من كل جدران غرفتها.. أن تغلق صوت موسيقاه.. أو ترمي كل هداياه.. أن تشوّه كل رسوماته.. أو تكسر كل الساعات التي تذكرها بأوقاته.. جميعها لم تكن حلولا كافية لنسيانه.. فالمرأة التي تعشق مبدعاً.. لا بد وأن تدرك مسبقا قبل أن تخطو بنبضها نحو حبه أنه سيكون البطين الأيسر الذي يضخ الدماء في جميع أنحاء القلب!!. ............................................ الموت.. لا يقتل إلا الأحياء حزنا على الراحلين.. قد يأتي بغتة.. غير أنه لا ينهي حياة من نعيشهم في دواخلنا.. قد يأخذ أجسادهم لكنه غير قادر أن يسلبنا عيش الحاضر بين رفات الذكريات!. بقلم رفيدة ياسين هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته