أعتز كثيرًا وأفخر بإنتمائي للحركة الإسلامية .. أعتز بإعتناقي أفكارها ومقاصدها منذ نعومة أظافري ..كان ذلك قبل ربع قرن من الزمان بالجزيرة أبا .. تخرجت في المدرسة التربوية لأهلي الأنصار والتحقت بجامعة الاتجاه الإسلامي ولم أتخرج فيها بعد !!.. كما أنني لم أخرج ولن أغادر البيت الذي ربانا وعلمنا وأحسن تأديبنا وقدمنا للدنيا والناس .. وبنعمة الله وفضله نحدث ونقول إنه لولا انتماؤنا للحركة الإسلامية لما كنا شيئا مذكورا .. نحن من جيل محظوظ .. فقد عايشنا قمة تفاعل الاتجاه الإسلامي مع قضية الأمة الإسلامية فلسطين حيث كانت الخرطوم المحطة الأولى في رحلة مشوار حركة حماس للتعريف بمشروعها المقاوم للعدو الفلسطيني .. قابلت الشيخ الشهيد أحمد يس هنا في الخرطوم ..احتضنته وقبلت رأسه ..لن أنسى ابتسامته الوضيئة ووجهه المشرق .. قابلت هنا في الخرطوم الشهيد الرنتيسي وعبد العزيز صيام وعبد الله شلح ورموز قيادية من جيش القسام .. تربطني صلة مودة ومحبة عميقة بالأخ العزيز خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .. أقول هذا من باب التحدث بنعمة الله ولأشير لقضية أساسية أراها ضرورية في سياق التعليق والتوضيح البسيط لما خطه قلم الأخ العزيز والكاتب سلس العبارة شيق السرد والحكي محمد عثمان إبراهيم بهذه الصحيفة يوم 25 أغسطس 2014 حيث بدا ساخرا ومحرضا على ما أسماه (كوار) عبد الماجد عبد الحميد من الشبكة العنكبوتية لما انتشر عن تواطؤ مخابراتي مصري مع إسرائيل لضرب قيادات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة ..القضية التي أود التركيز عليها هي أن عالمية الانتماء وعاطفة الولاء لكل من ينتمي للحركة الإسلامية هو ركن ركين تعلمناه وتربينا عليه في مدرسة الاتجاه الإسلامي ..نعرف قادة ورموز العمل الإسلامي في كل مكان نتفاعل مع همومهم وما يحزنهم ويسؤهم من منطلق عقدي لا عصبية فيه غير ولاء الفكرة والمبادئ التي اجتمعنا عليها .. وبذات التربية فتحت الحركة الإسلامية وعينا على كل ثقافات الدنيا ..نقرأ لكل كاتب ونعايش كل منشط بلا تعصب ولا نفي للآخر ولا عداوة .. ومن هذا الباب كانت علاقتي بالكاتب الصحفي عبد الباري عطوان الذي تعلمنا منه الكثير ويكفيه شرفاً أنه أبرز الوجوه العروبية والعلمانية التي وقفت ضد مشروع التطبيع مع العدو الصهيوني وسبب موقفه هذا إحراجًا بالغاً لكل التيارات والمدارس العلمانية واليسارية في عالمنا العربي والإسلامي حيث وقفت مع المخابرات الدولية وخانت شرف مواقفها وأفكارها بدعمها الصامت والعلني للعساكر الذين يسجنون ويقتلون الإسلاميين في مصر وغيرها من الدول العربية التي ينفذ بعضها خطة تصفية ما يسمونه الإسلام السياسي !! لست مفوضاً بالدفاع عن الأستاذ عبد الباري عطوان ..فمواقفه تشهد عليه .. ويكفيه فخرًا الحب الجارف الذي يلقاه في قلوب الملايين من أبناء أمتنا العربية ..حب لم يقلل منه ما ( يكاوره ) محمد عثمان إبراهيم وزملاؤه من مواقع عاب علينا الاستشهاد بملامح عامة مما تناقلته من أخبار قلت إنها أخبار مواقع لم أثبتها كحقيقة لاتقبل النفي ..لكنه في (خارج دوامه) يقول إن عبد الباري عطوان نشر ووزع صحيفته لقدرته المزاوجة بين الصحافة والمخابرات .. لا أظن أن الكاتب يجهل معرفتنا التامة بتفاصيل قصة خروج عطوان من القدس العربي ..لكنها طريقة محمد عثمان وزملائه الذين يكاورون الأخبار والقضايا من نتف الشبكة العنكبوتية ثم يهاجمون الإسلاميين بزعم أنهم لا يستندون في كتاباتهم وتحليلهم إلى أساس متين من حجة وبيان كما قال .. وحدهم الكتاب الإسلاميون من يستندون على أساس متين من حجة وبيان ..لأنهم ببساطة ينظرون للقضايا من نقطة مركزية .. ولا يتنكرون لانتمائهم ولا يهربون من تحمل تبعاته .. أخي محمد ..بربك قل لي وقد عهدتك موضوعياً في طرحك ..من المكاور.. أنا (الكوز) ..أم أنت ( خارج الشبكة .. والدوام)؟! لك المودة والتحية ..