د/ عادل عبد العزيز الفكي آخرمسح للفقر في السودان كان في العام 2009 قبيل انفصال السودان لدولتين. وفيه كانت نسبة الفقر العامة في السودان كمتوسط 46% باختلاف ما بين الولايات، حيث كانت النسبة في ولاية شمال دارفور 69% كأعلى نسبة، وفي ولاية الخرطوم 26% كأدنى نسبة. ما بين العام 2009 وعامنا هذا حدثت متغيرات كثيرة. منها انفصال البلد لدولتين، وتبعاً لذلك حدث تغير كبير في عدد السكان، وتغير في نسبة الريفيين للحضريين من السكان، وتغير جسيم في موارد وإيرادات الدولة ومنصرفاتها، وتبعاً لذلك حدث تغير في سعر الصرف وفي أوزان القطاعات الاقتصادية وبالتالي حدث تغير في أنشطة السكان، وسبل كسب العيش لديهم وأولويات صرفهم. لا شك أن هذه المتغيرات أحدثت تغييراً كبيراً في نسب الفقر سواء على المستوى الكلي أوالمستوى الولائي. ولهذا السبب خطط الجهاز المركزي للإحصاء للقيام بمسح قومي لميزانية الأسرة والفقر سيبدأ في هذا العام 2014 وينتهي في العام 2015. ويستحق الجهاز المركزي للإحصاء التهنئة لالتزامه بالمعيار المهني والدولي المعتمد في هذا المجال وهو إقامة المسح كل خمسة أعوام. عملية المسح عملية شاقة ودقيقة وتتم عبر برنامج مهني صارم يبدأ بتحديد مجالات المسح وعينات المسح ثم تصميم الاستمارات ومراجعتها عبر عدة مستويات من الخبراء ومتخذي القرار يعقب ذلك العمل الميداني في تعبئة الاستمارات وفق منهجية علمية محددة وتحت رقابة متعددة الحلقات. وبعد ذلك تخضع الاستمارات للمراجعة ثم التجميع واستخلاص النتائج عبر مرحلتين أولية ونهائية. الجهاز المركزي للإحصاء وبتمويل من وزارة المالية الاتحادية وعون فني مقدر من جهاز الإحصاء بدولة النرويج الصديقة أكمل استعداداته لانطلاق عمليات المسح الميداني بكل ولايات السودان اعتباراً من يوم السبت المقبل 15 نوفمبر الجاري. لقد تم تدريب العدادين ومراقبي العدادين على كيفية تعبئة ثلاث استمارات الأولى خاصة بالأسرة مكان البحث وتحوي معلومات تفصيلية للغاية تشمل عدد أفراد الأسرة وصلة القرابة والأعمار والمهن والأشخاص ذوي الإعاقة في الأسرة ومستويات التعليم في الأسرة والمهن والحرف في الأسرة وعدد العاملين وعدد المتبطلين فيها، ونوعية العوائد التي يتلقاها العاملون في الأسرة وقيمتها النقدية أو العينية. وتحوي هذه الاستمارة أيضا معلومات تفصيلية حول خصائص السكن، ومصادر مياه الشرب للأسرة، ووسائل المواصلات التي تستخدمها الأسرة، وهل تملك الأسرة تلفزيونا، طبقا هوائيا، راديو، موبايلا، تلفونا ثابتا، حاسوبا، ثلاجة، مروحة، مبردا أو مكيف هواء، ناموسية. وتحوي الاستمارة أسئلة حول التحويلات المالية للأسرة وعلاقتها بالبنوك والائتمان. وتحوي الاستمارة الأساسية هذه معلومات تفصيلية حول الشراء والاستهلاك لأن الجهاز المركزي للإحصاء اتبع فلسفة قياس الفقر عن طريق قياس حجم الاستهلاك لا عن طريق الدخل باعتبار أن طريقة الاستهلاك أدق وتعبر عن حالة الفقر من عدمه بصورة أوضح. ويتم في هذا المجال بحث كمية وقيمة استهلاك الأسرة لحوالي 200 سلعة غذاية مختلفة، وحجم وقيمة استهلاك الأسرة من الكهرباء والغاز والمياه، والخدمات الأخرى. الاستمارة الثانية التي سيقوم العدادون بتعبئتها خاصة بالنوع الاجتماعي، وهي استمارة خاصة تتم تعبئتها بعد تعبئة الاستمارة الأساسية للأسرة، والهدف منها معرفة مساهمة كل نوع (الذكر والأنثى) في الإنتاج والدخل وفي الاستهلاك. والاستمارة الثالثة للمسح خاصة بمسح الأسواق للوقوف على حالة الأمن الغذائي في كل محلية وولاية حيث سيقوم العدادون بحصر الأسواق الخاصة بالسلع الغذائية في كل محلية وتحديد كيفية التعامل فيها لعدد 106 سلعة محددة سلفاً هي السلع الأكثر استهلاكاً. وستعقد وزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء ورشة عمل اليوم الخميس لاستعراض جهود الولاية في مجال مكافحة الفقر حسب نتائج المسح السابق. وفي الورشة أيضاً يتم شرح استمارات المسح الجديد. ثم تدشين بداية عمليات المسح بالولاية. والله الموفق. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
