الحدث الأهم هو ختام مهرجان السياحة والتسوق في ولاية البحر الأحمر، وهذا ما سنتناوله بالرأي والنقد، ونسرد عبره موضوعات كثيرة تتعلق بالمدينة والمهرجان، وأركويت حيث منتجع (جبل الست) الجديد، وسنكات و(الرقبة) و(قلب العالم) وعلاقة المركز بالولاية سلبا وإيجابا، لكن سودانير كانت هي البداية كالعادة وسنتكيء اليوم معها ومع ذكريات تخصها. سيسجل التاريخ أنه في فبراير 2012 حدثت (معجزة)! لقد فتح ميزان (العفش) في مطار الخرطوم لطائرة سودانير المتوجهة نحو بورتسودان في مواعيده تماما بالدقيقة والثانية، نعم والله لا يوجد أي تأخير وكأنني أتعامل مع شركة طيران عضو (تحالف ستار)، وتأخرت الطائرة عن موعد إقلاعها (55) دقيقة فقط! وهذا إنجاز هائل بالنسبة لسودانير وعلاقتي مع سودانير التي حطمت معي رقما قياسيا في التأخير حيث سافرت مرة في التاريخ الذي يجب أن أعود فيه. وحدث هذا عبر سلسلة من التأخير بالقطاعي مع اعتذارات هاتفية مرتين، وكانت الثالثة هي إلغاء السفرية، وبعدها سافرنا في الرحلة التي تليها. وكان هنالك تأخير خمس ساعات، ثلاث منها خارج الصالة! وكلما أحكي هذه القصة لشخص؛ يقول لي: أنت محظوظ! رحلتي لبورتسودان هذه المرة ذكرتني برحلة سابقة في التسعينات، حقيقة تعامل الضيافة الجوية جيد جدا وهم في ريعان شبابهم. ولكن سابقا كانت معاملة الضيافة الجوية أشبه ب (التعلمجية) في المعسكرات. أحدهم طلب من المضيفة كوبا من الماء؛ قالت له بفظاظة: عليك الله باب الموية دا ما تفتحوا لينا هسع! أحدهم (عريس) تطوع بكل ظرافة بمظروف السكر لعروسه ثم طلب من المضيفة مظروفا آخر! سألته: إنت ما اديناك ظرف؟ وبعد أن حدجها بنظرة وطارت (الظرافة) المصنوعة منه وشمر للشكل قالت ممكن أشوفو ليك، لكن ما أظن، بجيبوها محسوبة على الركاب، اختفت ولم تأت بأي ظرف ولم تعتذر. طبعا المضيفة مدربة على هذه الأمور، لو فتحت الباب فإن كل الطائرة ستطلب سكرا، خاصة أن في تلك الأيام كانت هنالك بطاقة تموينية والسكر معدوم تماما، والإنقاذ يمكن أن تعتقل من يتحدث في الشارع عن السكر، هي ليست الإنقاذ التي يعتصم فيها الناس في الميادين لمدة أشهر دون أن يداس على طرفهم، (بالمناسبة الحاصل شنو في قضية المناصير؟) الرحلة المعجزة إلى بوستسودان التي سافرت فيها، وجدت طاقما مهذبا، ويستمع إلى إساءات الركاب لسودانير بصدر رحب. الناس أخدوا رحاتم في (سودان طير) ونكتوا وضحكوا فيها. حقيقة، رغم هذه (البشتنة) لدي ولاء لهذا الناقل الوطني الجسور، ما دي بلدنا وزادنا، الشايلة صفاتنا، وبالتأكيد (المواعيد السودانية) تتجسد في سودانير ويجب أن نقول لها: حقيت الاسم. سبب تخفيفي النقمة على سودانير أن جزءا كبيرا من الربكة سببه هو (قرار الحظر) الذي جعل شراء الاسبير للشركة مثل تهريب المخدرات وغسيل الأموال؛ ولذلك لا بد من حلول أخرى بتنشيط شركات محلية وعالمية صديقة ومملوكة للسودانيين.