اتفقت أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني على أهمية الثقيف المدني والانتخابي وتهيئة البيئة السياسية لذلك، وقد أكد الجميع فى الورشة التى نظمتها المفوضية القومية للانتخابات بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ايبرت بعنوان "نحو استراتيجية قومية للتثقيف الانتخابي" على ضرورة بناء جسر بين المفوضية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والإعلام لتبني استراتيجية قومية للتثقيف الانتخابي. وقد أمن رئيس المفوضية البروفيسور عبد الله احمد عبد الله على ذلك مؤكدا ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف فى سبيل التثقيف الانتخابي. تجربة المفوضية أكدت الورقة التى قدمتها عضو المفوضية د. محاسن حاج الصافي، بعنوان "دور تجربة المفوضية القومية للانتخابات فى التثقيف الانتخابي"، أكدت على أهمية التثقيف الانتخابي من أجل تمكين الناخبين على ممارسة حقهم الانتخابي بدراية ومعرفة لضمان نجاح العملية الانتخابية، وأشارت الورقة الى الوسائل التى انتهجتها المفوضية لتنفيذ عملية التثقيف الانتخابي بوضع صحائف تشرح للناخبين مراحل العملية الانتخابية، والاستعانة بعدد كبير من منظمات المجتمع المدني انتشرت فى كل ولايات السودان لنشر الوعي الانتخابي عن طريق التثقيف المباشر بالاضافة الى عدد من ورش العمل فى المركز والولايات، فضلا عن الجهود الكبيرة فى عملية تثقيف النساء. وقدمت الورقة عددا من الملاحظات حول عملية تثقيف الناخبين التى وردت فى تقارير ورش العمل أهمها عدم التدريب الكافي لبعض المعنيين بتنفيذ العملية التثقيفية، ندرة انعدام المواصلات فى بعض الأماكن شكلت عائقا فى توصيل المعينات، بالإضافة الى عامل اللغة فى توصيل المعلومات للناخبين، وانعدام الاستراتيجية القومية المحددة لتنفيذ العمل والتى لابد من تحديدها مثل الانتخابات المقبلة، وأوصت الورقة بضرورة توفير الوقت الكافي لإجراء عملية التثقيف المدني والانتخابي، والمعينات اللازمة لذلك، بالإضافة الى بذل جهد أكبر للتثقيف وسط المجتمعات التقليدية، استعمال اللغات واللهجات المحلية، وضع برامج خاصة لتثقيف الأميين، وضع برامج خاصة لحث المتعلمين على المشاركة، بالإضافة الى تضمين برامج التوعية الانتخابية فى المناهج التعليمية. دور الإعلام ويقول المستشار الإعلامي للمفوضية القومية للانتخابات ابوبكر وزيري فى ورقته بعنوان "دور الإعلام فى تثقيف الناخبين"، إن أكثر وسائل الإعلام تأثيرا فى عملية التثقيف الانتخابي لكل الفئات هي الإذاعة والتلفزيون والإعلام المباشر، وأضاف أن تثقيف الرعاة والرحل كان مرضيا الى حد ما، بالإضافة الى مراعاة أجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني فى التوعية وبث التثقيف واستخدام اللهجات المحلية، بالإضافة الى مراعاة النوع فى التثقيف الانتخابي، وأشارت الورقة حول نتائج التغطية الإعلامية الى حيادية التغطية الإعلامية للعمليات الانتخابية فى بداية العملية الانتخابية وتغييرها فى أواخر الحملة واتسامها بعدم الإيجابية والعدوانية لخلطها ما بين التنغطية المجردة والآراء الشخصية خاصة فى الصحافة المطبوعة، غير أنها عادت الى طبيعتها بعد نهاية الانتخابات، بالإضافة ميل بعض الأجهزة الإعلامية فى تغطيتها الى حزب معين، وميل بعض افتتاحيات الصحف الى أحزاب معينة، وقال هناك ثلاث رؤساء تحرير كانوا مرشحين، فيما تشير ورقة "دور منظمات المجتمع المدني في التثقيف الانتخابي" التى قدمها ممثل مؤسسة فريدريش ايبرت ناصر احمد بُر، حول تأثير التثقيف الانتخابي الى أن مراحل الانتخابات تأثرت كثيرا بالضعف الواضح فى التثقيف المدني للانتخابات، نسبة لارتفاع الأمية فى أوساط الناخبين وعدم إلمام الكثير منهم بالمرشح الذى عليهم أن يعطوه أصواتهم، وعدم القدرة لدى الكثيرين على التعرف على الأحزاب الأخرى المتعددة ولا مرشحيها، مما جعل الانتخابات لا تعكس الإرادة الحقيقية للمواطنين لقلة وعيهم الانتخابي، وحملت الورقة المفوضية بلعب دور كبير فى هذا التجهيل لعدم منحها فرصة التثقيف بصورة واسعة منذ وقت مبكر، بالإضافة الى فشل إدارة الانتخابات فى توفير تثقيف كافٍ للناخبين خاصة الأميين وقاطني المناطق البعيدة. تجارب الأحزاب فيما لخصت ورقة البروفيسور عطا البطحاني التى جاءت بعنوان "الأحزاب السياسية والتثقيف المدني والانتخابي"، ما قدمته الأحزاب السياسية من عرض وتقييم لتجربتها فى التثقيف المدني والانتخابي فى انتخابات 2010م، وما خرجت به من دروس وما تطرحه من خطط مستقبلية، ويقول البطحاني إن ورقة حزب الأمة القومي تناولت تجربة الحزب وتكوين اللجنة للتدريب والتثقيف الانتخابي وتحديد مهام اللجنة عبر مهام فى مراحل متعددة، كما قدمت الورقة المعوقات التى واجهت الحزب والمتمثلة فى سوء تعامل المفوضية مع ملف التدريب فنيا وإداريا، تأخير التدريب، والدليل المصور، ضعف التعاون الدولي فى الدعم الفني، بالإضافة الى ضعف التمويل مع إفقار الأحزاب، وأوصت الورقة على ضرورة استمرارية التدريب، وتوفير دليل التثقيف الانتخابي ومراعاته لانتشار الأمية، فضلا عن إعطاء الفرص العادلة للأحزاب لتدريب المدربين، والدعم الفني فى توفير التمويل وطرق استقطاب الدعم للحملات الانتخابية، فيما ركزت ورقة المؤتمر الوطني على أهمية العملية الانتخابية كركيزة أساسية للديمقراطية، وتشمل الترشيح والترشح والتصويت، وعددت مراحل العملية الانتخابية التى تتكون من ست مراحل أساسية تتمثل فى التسجيل، إعلان الكشوفات، الحملة الانتخابية، الترشيح، إعلان الأسماء المعتمدة، التصويت، الفرز، وإعلان النتائج، وترى الورقة أن نجاح الحزب يعتمد على نجاحه فى تلك المراحل، وأكدت ورقة المؤتمر الشعبي على أهمية وفاعلية وسائل الإعلام فى عملية التثقيف الانتخابي، وعابت الورقة وقوع الأجهزة الحالية تحت سيطرة الحزب الحاكم، فيما تؤكد ورقة الحزب الشيوعي على ضرورة تهيئة المناخ الديمقراطي، وتشير الورقة الى أن الانتخابات عملية ديمقراطية ولقبول نتائجها لابد من توفر الحريات والأمن لإجراء انتخابات نزيهة، وللاستعداد للانتخابات القادمة ترى الورقة بضرورة مراجعة التجربة السابقة وتحسين أدوات التثقيف الانتخابي بالإضافة الى إجراء تعديلات أساسية فى القوانين وقانون الانتخابات، واقترح الحزب تكوين لجنة مشتركة من المفوضية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لمراجعة قانون الأحزاب وقانون الانتخابات وطريقة تسجيل الناخبين، بالإضافة الى الرقابة والاستفادة مما توفره منظمات المجتمع المدني السودانية والأجنبية فى الإسهام فى التدريب ورفع الوعي الديمقراطي, فيما أشارت ورقة الحزب الديمقراطي الأصل للبيئة السياسية والقانونية للانتخابات الماضية، وعددت الورقة التحديات التى شابت الحزب فى القصور الذى شاب القانون والإجراءات المعقدة التى اتبعتها المفوضية، والضعف الذاتي للحزب للانقطاع عن العمل الحزبي بسبب الشمولية، وعدم الإلمام بقانون الانتخابات والمهام المرتبطة بالانتخابات ومراحلها، بالإضافة الى الارتباك السياسي الذى صاحب العملية من مشاركة وعدمها، ضعف التنسيق بين القوى السياسية فى المراحل الأولى للانتخابات، وضعف التمويل فى الحملات الانتخابية. مفوضية الانتخابات التى تعرضت للعديد من الهجوم حول أدائها السابق من المشاركين وعدت بدراسة التوصيات والمقترحات حول التثقيف الانتخابي والتى قدمتها مجموعات العمل المكونة من "الأحزاب السياسية، منظمات المجتمع المدني، الإعلام، والمفوضية"، والعمل على تنفيذها فى المستقبل.