الأسد في الموروث الأثيوبي أنتا أمباسا "Anta Ambasa" لفظة سحرية تخاطب بها شابا أثيوبيا لتطلب منه مساعدة وتعني بالأمهرية "أيها الأسد" وما أن يسمع الشاب الاثيوبي مناداته "بالأسد" يكون في قمة الاستعداد لتقديم العون بكل أريحية. تعلمت ذلك من صديقي الأثيوبي الرفيع "تاديوس" صاحب منتجعات "كريفتو" في دابرزيت وبحر دار، وصرت كثيراً، ما استخدمها عند الاستهلال في مخاطبة الشباب منهم، تعلمت منه أيضاً التواضع رغم سعة الرزق والبساطة في الملبس رغم الرفاه الذي يعيش فيه على رأس إخوته رئيساً لمجلس إدارة مجموعة شركات "بوسطن" التى تضم المنتجعات وأكبر مركز للتجميل في قلب العاصمة الأثيوبية في المبني الذي يحمل اسم "بوسطن" في شارع المطار "بولي" عمل صديقي الأسد "تادبوس" في سبعينات القرن الماضي خادماً مع أسرة سودانية بحي الموردة مواجه لحديقة "الجندول" كلية القرآن الكريم حالياً.. كان يعمل بالنهار خادماً وفي المساء نادلاً بالجندول.. شقيقه بلاتا يحمل درجة الدكتوراة ويعمل الآن نائباً لرئيس مجلس إدارة بوسطن. اما شقيقه تلاهون، كان يعمل ساعياً في وكالة صبرة للسفر والسياحة.. هاجر الأخوة إلى مدينة بوسطن الأمريكية وتعلموا هناك مهنة الحلاقة ومنها استطاعوا ان يوفروا بعض المال، لم يبقوا ببوسطن بعد أن حملوا جنسية "اليانكي" عادوا إلى أثيوبيا وأصطحبوا معهم اسم "بوسطن" كإسم عمل لينطلقوا في دنيا الاستثمار وملكوا مبني "بوسطن" السابق ذكره وانشأوا أكبر مركز للتجميل في أثيوبيا ومنتجعات كريفتو واقاموا فيه مركزاً لإدارة أعمالهم ومطعماً ذي عدة نجوم والطابق الأخير من المبني جعلوه منتدى للدبلوماسيين "للأعضاء فقط" ليس متاحاً للجميع.. يعمل معهم مجموعة من الشباب "الأسود" ونخبة من الجميلات، الأنيقات، الفاعلات امثال "kiddis" و".....tariq" وغيرهن من حسناوات الهضبة اللائي جمعن بين الجمال والاحترافية والفاعلية في عملهن للمساعدة في إدارة ذلك الصرح في مجال السياحة والمنتجعات. ما قادني إلى هذه المقدمة هو ما علمني إياه صديقي تاديوس وهو يخاطب مرؤوسية بلقب Ambasa أي الأسد، ليبعث في دواخلهم روحا مستمدة من ميراث آلاف السنين ليتدافعوا للعمل بقلوب مفتوحة وبوفاء منقطع النظير لمخدمهم صديقي "الأسد" الذي يخاطبهم بهذا النحو.احيانا انادي به صديقي المستحبش الرشيد ببنك السلام ، الميرفابي " حفيد النجاشي ". كان عنوان مقالي عن الفنان "تلاهون" ضمن أوراقي الأثيوبية "تلاهون" الأسد الاثيوبي العظيم، وصفته بالأسد رغم أنه كان فناناً وليس محارباً تماشياً مع الثقافة الأثيوبية وتبجيلاً يليق بمكانته في وجدان الشعب الاثيوبي، الأسد هنا ليس السبع المفترس ولكنه الرمز القومي إذ كان "تلاهون" رمزاً قومياً مستحقاً اللقب. حمل الامبراطور "تيفري مكونن" اسم هيلاسلاسي أي القوة الثلاثية، مريم والمسيح والروح القدس، كان من ضمن القابه "ملك الملوك" و" أسد يهوذا" والأخير كان أحب الالقاب إلى نفسه إذ أن اسد يهوذا مقدس عند اليهود والمسيحيين على السواء ويعيده إلى انتمائه الذي يدعيه إلى الدماء المقدسة من سيدنا سليمان. كان الأسد في عهده يتوسط العلم الاثيوبي كرمز للدولة، أسود الامبراطور منحته مهابة بين شعبه، إذ كان يجلس في عرشه وتستلقي الاسود على يمينه ويساره، جعل لها أقفاصاً في حديقة قصره الكبير المجاور لفندق "قيون" واهتم بتربيتها واعاشتها بما لذ وطاب واستعصى على موائد العامة من رعيته، عندما يهدأ الليل ويلزم الناس بيوتهم باكراً ويلف الصمت ليل أديس أبابا إلا من صوت الرعد الذي يصاحب سماءها المطير من حين إلى آخر وزئير الأسود يذكرون الشعب باسد يهوذا.. ملك الملوك الذي لا يطالع وجهه أحد لأنهم يستقبلونه في الشوارع وهم ركوع يطأطئون رؤوسهم نحو الأرض. إتخذ الرئيس عبود "الخرتيت" رمزاً للدولة واعتبره البعض اختياراً غير موفق من "جبل الحديد" لما يتسم به الخرتيت من قبح وبدانة و"غباء" حتى جاء عهد نميري "أب عاج" وهو من أسماء الأسد في العامية السودانية- إتخذ النميري من "صقر الجديان" رمزاً للدولة، وقد إشتهر صقر الجديان بالقوة والجمال ويمتاز بساقين قويين ومخالب تمكنه من اصطياد الجدي بضربة واحدة وعرف بريشات مثل التي تستخدم في الكتابة تتدلي خلف رأسه لتزيده جمالاً مما منحه إسماً جميلاً باللغة الانجليزية "secretary Bird اعتبر الراستا الامبراطور "أسد يهوذا" إلهاً والراستا قوم أصلهم في جامايكا ويتعدى تعدادهم المليون نسمة جاء بعضهم لحضور دفن رفاته عام 2000 وفي معتقداتهم أنه مازال حياً وروحه هي التي صعدت للسماء. عندما انتقلت العاصمة من اكسوم إلى قندر وتوالى عليها الملوك، حتي جاء الامبراطور "فاسيل" الذي بنى أول القلاع عام 1932م، في عاصمته قندر والحق بها قفصا للأسود الأثيوبية السوداء وهي نوع من الأسود إشتهرت بها أثيوبيا تمتاز "بلبدة" يقترب لونها من السواد وكانت رمزاً للملوك في ذلك الوقت، ومازال القفص الحديدي باقياً كأثر من آثار القلعة التي يفد إليها السائحون من كل أنحاء العالم لمشاهدة مجموعة القلاع في "قندر". أطلق الثوار الأثيوبيون في مطلع ثلاثينات القرن الماضي اسم "حركة الأسود السوداء" لمناهضة الاستعمار الايطالي من منطقة جبال "قوارا" في غرب اثيوبيا والتي انطلق منها الامبراطور "ثيودورس" طالع أوراق اثيوبية "10" استطاع الايطاليون اخماد الثورة وتصفية قادتها "ألم ورك و"يلما". الزائر لاثيوبيا تطالعه تماثيل الاسود في كل مكان، أهمها اسد يهوذا الحجري الضخم الرابض بالقرب من المسرح القومي في وسط المدينة وتمثال الأسد في ميدان عدوه تخليداً لذكري المعركة التى دحروا فيها الايطاليين عام 1886م، وهناك أيضاً الأسود الرابضة أعلى بوابة جامعة أديس أبابا العريقة وتطالع الأسود في "تي شيرتات" الشباب وتقليعات الشابات في تصفيف الشعر وفي مداخل منازل الأثرياء وفي الأعمال اليدوية التراثية وفي زي المحاربين الذين يلبسون فراء الأسود ويحملون الرماح والدروع وهم "يتنبرون" من خلال محور من الغناء يسمونه "الفكارة" يعتبر الاسد رمزا للامبراطوريه التي لا تغرب عنها الشمس "كان زمان"وهناك اسد كوبري قصر النيل في المحروسه وعندنا اب عاجات اللحو القمزاتو متطابقات .. كلهم كوم والاسد الاثيوبي الاسود كوم .