*كنت على وشك تخصيص كلام اليوم عن بعض المشاكل الاجتماعية والأسرية التي تعاني منها بعض الأسر السودانية المقيمة في استراليا‘ إلا أن رسالة بريد الكترونية وصلتني من داخل السودان حولت مسار الكلام لأتناولها لأنها تلخص غالب أسباب المشاكل الأسرية في كل بلاد العالم وفي مجتمعنا السوداني خاصة. *الرسالة بعنوان (همسات للأزواج) وهي ليست موجهه للأزواج دون الزوجات وإنما هي موجهة لهم جميعا مع علمنا أن كل الأزواج في السودان لديهم البكفيهم وزيادة وأنهم جميعا في حاجة الى أجواء أسرية معافاة تخفف عنهم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية(وعكننة المزاج). *الرسالة تهمس في أذن الزوجين للابتعاد عن التصرفات المدمرة للعلاقات بينهما، وفي مقدمة هذه التصرفات المدمرة التنافس المادي بينهما خاصة عندما تكون الزوجة عاملة لأن ذلك يؤدي لنتائج سلبية وسيئة للطرفين، ثم كيف يقبل المنتصر وضع من يحب في موضع المنهزم. *النصيحة الأولى في هذه الرسالة هي ضرورة البعد عن المنافسة والمقارنة المادية بين الزوجين والسعي معا لبناء علاقة توافقية داخل الأسرة مبنية على الاحترام وتقبل الآخر ، والنصيحة الثانية تحذر الأزواج من أسلوب تصيد الأخطاء والهفوات وتدعوهم للبعد عن كل ما ينكد الحياة الزوجية والى تجاوز الهفوات والأخطاء لأنه لا يوجد إنسان كامل الأوصاف. *النصيحة التالية تحذر الأزواج من التعنت وعدم المرونة في التعامل ، لأن الحياة الزوجية تتطلب قدرا كبيرا من المرونة والتراضي الأسري والتوافق المزاجي الصعب المنال الضروري لإنقاذ سفينة الزواج من العواصف والأنواء. * النصيحة الأخرى تتعلق بضرورة تجنب الحدة في التخاطب و(النفس الحار) الذي للأسف أصبح جزءا من طبيعة الشخصية السودانية، لأنه لا ينبغي تفريخ الشحنات الناجمة من الضغوط الاقتصادية والضائقة المعيشية في فضاء الأسرة. *هذا يقودنا الى نصيحة أخرى لا تقل عن النصائح الأخرى وهي تجنب كل ما يؤدي الى تحبيط الآخر وتثبيط همته بل لابد من حفزه ورفع روحه المعنوية للنأي بالحياة الزوجية من كل أسباب التوتر وعدم التسامح مع الآخر. *إن من أخطر مهددات الحياة الأسرية إهمال الواجبات من طرف تجاه الآخر لأن السلبية والانعزال عن الآخر وإن كان انعزالا نفسيا فإنه مهدد خطير للحياة الزوجية. *نعلم أن المشاكل الاجتماعية والأسرية متشابهة وسط الأزواج في جميع أنحاء العالم وكلهم يحتاجون لمثل هذه الهمسات المهمة، إلا أن مشاكلنا الأسرية غير ، وتحتاج لهمسات أخرى ليتكم تمدوننا بما ترونه من همسات من واقع حياتكم العائلية.
