في مثل هذا الوقت من كل عام يتكرر المشهد الذي يجري الآن فمع خواتيم شهر رمضان يسعى مواطنو الولايات الذين استقر بهم المقام في العاصمة أو وفدوا لظروف مؤقتة للسفر لمساقط رؤوسهم لكي « يعيدوا» مع أهلهم بعيدًا عن عيد العاصمة «المسيخ » حسب تعبيرهم ولكن الطقوس التي ينبغي عليهم ممارستها ليظفروا بمقعد في أحد البصات دائمًا « تمسخ » عليهم فرحتهم بالسفر لملاقاة الأحباب، وإذا أردت وصفًا دقيقًا لأحوالهم في تلك الأثناء فعليك بالذهاب إلى الميناء البري ومتابعة المشهد عن قرب فالازدحام الذي يحدث في مواقف البصات السفرية المختلفة يجعل من قيمة التذاكر شيئًا جنونيًا بصورة إذ ينشط سماسرة التذاكر في مثل هذا الموسم ويكون المواطن مجبرًا على الشراء حتى لا يدركه العيد غريبًا عن عشيرته. عند إنشاء الميناء البري قيل إن الهدف منه راحة المواطن بواسطة تنظيم عملية السفر وتحريك الرحلات ولكن هاهو المواطن يشكو اليوم بصورة ربما تكون أكبر من معاناته في المحطات العشوائية حيث تضاعف قيمة التذاكر قبل الزمن المحدد لمضاعفتها التذاكر بصورة قانونية بسبب ظروف العيد. رصدتها: راحيل إبراهيم كاميرا: محمد الفاتح زووم تشهد عندما وقفت العربة التي تقلنا في البوابة الخارجية للميناء البري سمعنا بعضهم ينادي على تذاكر ويوشك أحدهم أن يمسك بثيابك ليجبرك على السفر في البص الذي ينادي عليه حتى لو كنت عابرًا وعندما سألنا إن كانوا يبيعون التذاكر بالسوق الأسود أوضح لنا مندوب إحدى الشركات من داخل الميناء أنهم قد لا يكونون تجار سوق أسود وإنما مناديب شركات ليبقى السؤال «أين التنظيم وماهو الفرق بين موقف السوق الشعبي والميناء البري ..؟؟ * المواطنون يشتكون اشتكت مجموعة من المواطنين ل « زووم » من نفاد التذاكر بمكاتب الحجز داخل الميناء البري الامر الذي جعلهم يضطرون لشرائها من باعة متجولين وهؤلاء يبيعون التذاكر بضف قيمتها الاصلية.. المواطن مصطفى قال إنه قبل يومين كان يود السفر الى مدينة «ود مدني» ولم يجد تذاكر ومكث واسرته زهاء الساعتين فنصحه أحدهم بالخروج للشارع حيث تتوفر التذاكر وعندما ذهب وجد التذكرة ب 33 جنيهًاة أي ضعف قيمتها واستنكر مصطفى استغلال حاجة المواطن متهماً الشركات وإدارة الميناء البري بالتواطؤ مع مافيا التذاكر كما سماهم، أما الحاج أحمد فاتهم شركة النفيدي باحتكارعملية الاستثمار في الترحيل عبر شركة الميناء البري التي لا علاقة لها براحة المواطن كما قال إنما هي إرهاق له وتمنى أن تعود السفريات كما كانت من الشعبي الخرطوم والشعبي ام درمان بدلاً من استنزاف المواطن، واضاف أنه تاه داخل الميناء بعد دخوله عبر الصالات الكثيرة ولم يجد التوجيه الكافي وهذا يدل على انعدام المشرفين، وتساءل: هل عجزت الشركة عن تعيين موظفين لمنع السمسرة في التذاكر.. أم أن مصلحتها فوق راحة المواطن؟؟ * لا علاقة لنا حملنا كل مشاهداتنا وتساؤلاتنا لادارة الميناء البري فتحدث إلينا مساعد المدير العام باسبار دفع الله باسبار الذي أوضح لنا أن إدارة الميناء لا علاقة لها ببيع التذاكر فهي من اختصاص غرفة البصات الا أنه أبدى امتعاضه من بيعها بالسوق الاسود وسماه بالأمر غير المقبول وبين ان هنالك توجيهات من جهات رفيعة مختصة لمحاسبة الشركات التي تلجأ لهذا السلوك، أما عن مواعيد تحرك البصات السفرية فقال: «الميناء على استعداد أن يعمل طوال اليوم ولكننا مقيدون بتعليمات إدارة شرطة المرور فهي التي تحدد مواعيد السفر لانها تقدر المسافات بين المدن ولا يستطيع الميناء تجاوز الزمن المتفق عليه خاصة وأن إدارة المرور تسعى لراحة المواطن فاتفقنا معهم بتقدير الحالة لآخر مسافر موجود بالميناء، وفي اجتماع خطة العيد الذي جمع بينهم وغرفة البصات والحافلات والمرور السريع ومرور القسم الجنوبي وشرطة السوق المحلي وممثل وحدة النقل البري والأمن الاقتصادي فتم فيه تداول الخطط المقدمة من كل جهة ومن ثم تمت التوصيات ورفع خطة متكاملة تصب جميعها في الطريقة المثلى لخروج البصات من وإلى الولاية» وأكد باسبار أنهم يستفيدون من سلبيات الأعوام الماضية لتجويد الأداء، ونفى أن تكون هنالك أزمة في المركبات حالياً وطمأن المواطنين بأن هنالك لجنة كونت خصيصاً لتحتاط لعملية الشح إن حدثت مؤكداً أن الحافلات متوفرة بجميع الخطوط، أما في الناحية التنظيمية فأوضح أن هنالك مجموعة كبيرة من البوابات اليدوية إضافة للأخرى الآلية لتجنب الزحمة التي قد تحدث في هذه الأيام، أما النواحي التنظيمية لدخول المواطنين وتوجيهم فأوضح أن هنالك مشرفين موجودين بمنافذ الدخول لمساعدة المواطنين وتوجيههم، وآخرين بمنافذ البيع وهنالك رجال شرطة بالاضافة للإذاعة الداخلية والميكرفونات لتوجيه المواطنين داخل الصالات وخارجها وشاشات لتوضيح السفريات وأوقات قيامها، ونفى زيادة تعرفة دخول المواطنين وأكد أنها مازالت جنيهًا ونصف جنيه كما كانت بالسابق. * جهود لضبط السوق محمد أحمد عبدالباقي من شركة نوري هان للنقل وعضو اللجنة المكونة لمتابعة سير الرحلات في فترة العيد أكد أن كل الشركات تكون على أهبة الاستعداد للعيد باعتباره موسمًا حيث تكون الناقلات في أفضل حال بعد صيانتها لمواكبة الحدث بالإضافة للسائقين وأكد أنهم على تنسيق تام مع إدارة الميناء البري من أجل راحة المواطن.. وباعتباره عضو اللجنة المكلفة سألناه عن الظواهر السالبة التي تصاحب المواسم أوضح أن من مهام اللجنة منع بيع التذاكر خارج «الكاونتر»، وذلك بتوعية المواطنين عبر مكبرات الصوت «لا تشتري التذكرة بأكثر من قيمتها» وحتى التذاكر للقوات النظامية ستكون هنالك رقابة وإجراءات تنظمها، وأكد أن الشرطة المختصة ستنزل عقوبات بكل من يخالف تلك التوجيهات قد تصل الى سحب خط الامتياز وتجميد أداء الشركة إذا ثبتت إدانتها في بيع التذاكر بالسوق الأسود.