كتبت قبل فترة طويلة عن أمور التربية وما يتخللها من عدم التطبيق السليم لأهداف ووسائل وأساليب التربية الحديثة، ورغم تعليق البعض على تلك الحلقات وإستفادتهم منها إلا أن معظمها قد آل إلى سلة المهملات وكما قال لى أحد المعلقين عليها: "لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ولو نارا نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد" وأنا الان إذ أتابع ما يكتب عن التربية والتعليم في صحفنا اليومية بتجدد الأمل في داخلي بصحوة تربوية خاصة إذا كان من الحادبين على أمور التربية أشخاص كثر وأخص منهم الأستاذ حسين الخليفة الحسن مستشار وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم. ولكن لي آراء بسيطة أتمنى أن تضاف لما كتبوا ولما سيكتبون. وأنا إذ أكتب هذا أذكر بعض الأهداف التي دست خلسة حتي بلغ بعضها درجة الظهور في المقررات الدراسية مثل طه القرشي مريض وحليمة بائعة اللبن ومريم الشجاعة وغيرها وغيرها، وإذكر أيضا مظهر المعلم السوداني حيث كان تهميش دور معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية حتي في الأزياء التي يلبسونها. إن الأمر ليس هو فقط مدى صلاحية الطرائق المتبعة في إيصال المواد الدراسية إلى من يدرسونها وتدرسونها إنما يكمن في من يدرسون هذه المواد ومن أين يتلقونها وسط بيئات تفتقر- رغم البذل- إلى ادنى درجات الإعداد بما يتناسب والجهود المقدمة فالجهود المقدمة تظل في حالة سبات وثبات مما يجعلها في تناسب عكسي يشهده تطور العالم الذي نعيش فيه اليوم. ماذا وفرنا للمعلم؟ إننا نخرج إلى الشوارع ونرى ارتالا من السيارات غادية ورائحة فهل وجدنا في هذه السيارات لوحات بها إسم التعليم كما نجد الشرطة أو الجيش أو أو ونحن نعلم أن كثيرا من مدراء قطاعات التعليم بالوحدات الإدارية يعوزهم حتى وسائل الإتصال بينهم وبين من يديرون! هل نعلم نحن كعاملين في هذا الحقل الحيوى مدى الحال التي يعيشها أولادنا في مدارسهم وقراهم ومناطقهم النائية أم اننا نكتفى بالتقارير التي ترد من مدراء لاندري مدى تعلقهم بالأهداف التربوية والآمال التي يعلقها على أعناقهم الوطن. الأمر عويص وعميق وذو أبعاد اكثر عمقا وأعتقد أن كل الحلول التي وضعت وعلى حسب درايتي ومنذ عهد نميري لم تر النور بعد. الأمر يحتاج لدراسات جادة ولمسات إنسانية وأهداف لا بد من تطبيقها ورئيسنا الإنسان الذي يعرف مواقع الخلل قد ذكر في أول لقاء له مع المعلمين في قاعة الصداقة إن المعلم هو رأس التنمية وذكر في حديثه أن وضع المعلم سيكون هو الأمثل في الدولة وذكر مما ذكر بعده الكثير فهل تدرج حال معلمنا اليوم لأكثر مما سبق أم إننا محلك سر؟ الشكر لقائدنا الفريق الركن عمر حسن أحمد البشير ولكن بالقطع أمر المسئولية والدراسات لايرجع إليه إنما يرجع إليه مردود الدراسات وسط أعبائه ومشاغله الكثيفة فهل يقوم أولياء من ولاهم أمورنا بعكس صور الواقع إليه؟ في جلسة لأحد الرؤساء مع أركان حربه وهم في طريقهم لخوض المعارك سأل وزير التعليم: كيف حال التعليم؟ قال وزير التعليم: جيد. قال الرئيس: إذن سنكسب الحرب. الان نحن أصبحنا نعيش في عالم لايدري ما مكانة العلم ولامدى مكانة المعلم وأصبح الجهل يتفشى ويتعمق في مجتمعنا بصورة رهيبة فهل تداركنا أبعاد هذه المسئولية. لدينا أطفال وتلاميذ وطلاب هم على قائمة لوحات تقدم الوطن وإلا فإننا وسط المشاغل التي تحيط بالبلاد سننسى في خضم إنشغالنا بالخاص والعام سننسى أمورا هامة ومهمة ينبغي أن يشغلنا منها أن شباب اليوم هم قادة الوطن في المستقبل. التربية والتعليم مسألة حساسة، ولعل أهم مافيها هو مستقبل الوطن بكله، تربية وتعليما، صحة، جندية وغيرها، فإذا أردنا للوطن الصمود والارتقاء فلابد أن نهتم أولا وأخيرا بالتعليم ولولا التعليم والتعلم لما إرتقت أمة. لنتعمق برفق وسط حال مدارسنا ومعلمينا ولنقف على حال أولادنا فردا فردا كل على حسب دوره بدءا بالقيادة مرورا بالإدارات إنتهاء بالمدارس حتى نعمل بجد في التربية والتعليم حينها سنكون لمسنا الأوتار الحساسة وبإذن الله سنوفق في علاجها ولندرك بكلياتنا إن العمل في هذه المهنة الشفافة لايحتاج كبير وكثير مجاملات وما نصنعه بجد سيظهر غرسه ولو بعد حين وحينها سيكون لغرسنا جنيه وسيفيد بإذن الله.