عناية الاستاذ/ المشرف على " برلمان السوداني" (معذرة، هناك تصويب على الرسالة الاولى بالامس، الصحيح: حركة العدل والمساواة بدلا عن التحرير والعدالة، مع الشكر) اما آن للسلطات المصرية طرد اعداء السودان المتمردين من اراضي الكنانة؟ جاء في الاخبار بان السفارة السودانية بالقاهرة قد تعرضت لاعمال تهديد وتخريب من قبل بعض الثوار المصريين بمعية عناصر من ما يسمي بالجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة وغيرهم من الجهات المناوئة للخرطوم على خلفية اعتقال الصحفية المصرية بجريدة الوطن القاهرية "شيماء عادل" بدعوي عدم حملها ترخيصا يقنن مهمتها في الخرطوم وراجت إرهاصات بان السفير المصري في الخرطوم سوف يستدعي لتوضيح ملابسات ذاك الفعل. وحقيقة، فان المرء ليتعجب عن سر إبقاء السلطات المصرية تلك الحركات المناوئة لنظام الحكم في الخرطوم على اراضيها وفتح مكاتب لها في القاهرة وجعلها "تسرح وتمرح" بارض الكنانة. كان نظام مبارك المباد يفتح ذراعيه لتلك الحركات وهي في اوج انشطتها الهدامة في دارفور وغيرها من المناطق الملتهبة بالسودان، وكم من مرة اطل الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة من القاهرة على شاشات القنوات الفضائية يكيل التهم والاكاذيب على نظام الخرطوم ولا رقيب ولا حسيب عليه من قبل السلطات المصرية آنذاك. والان، وبعد ان ذهب نظام مبارك بكل سلبياته، اما حان الوقت لتصحيح هذا الوضع وبدء صفحة جديدة مع مصر الثورة، مصر الجارة الحميمة للسودان منذ الازل وذلك بطرد كل من يعادي السودان من اراضيها؟ ثمة سؤال بريء للاخوة في مصر: هل ترضي القاهرة ان يكون لها مناوئون بالخرطوم؟ ثم سؤال اخر اكثر براءة: ماذا تستفيد القاهرة من توفير ملاذ لهؤلاء المتمردين السودانيين بعد ان قال اهل دارفور كلمتهم وتوحدوا على كلمة سواء باتفاقية الدوحة التي اجمع المجتمع الدولي عليها ويجري تنفيذها حاليا على ارض الواقع؟ اليس من الافضل لها ان تكون علاقاتها مع الخرطوم علاقات صافية وجلية مبنية على الشفافية والمصالح المشتركة والبدء الفعلي في تنفيذ المشاريع المشتركة عن طريق تنفيذ الحريات الاربع كما جاء في لقاء الرئيسين البشير ومحمد مرسي اخيرا في اديس ابابا؟ لقد مل الناس من ترديد العبارة المشروخة المتعلقة بالتكامل بين البلدين وتنفيذ الحريات الاربع فمنذ عهد الرئيسين الراحلين نميري والسادات حين انشئت وزارة بالكامل بالخرطوم تعني بامر التكامل والى يومنا هذا لم نر شيئا من التكامل الذي يعود على البلدين بالخير والمنفعة. لقد حان الوقت لاقامة مشروعات حقيقية بين البلدين خاصة في السودان الذي يتمتع بموارد طبيعية هائلة تحتاج للايادي والخبرة المصرية المتراكمة بدلا ان يكون ذلك التكامل على الورق فقط. ان البلدين في حاجة ماسة الان للتكامل الحقيقي والكف عن التكامل "الشفاهي" خاصة وان مصر الان "تثورت" في كل المناحي. ان الجميع يتطلع الى علاقات ارحب مع مصر، علاقات ثمارها محسوسة تصب في مصلحة البلدين ورفاهية شعبيهما. نامل ذلك وبالله التوفيق. منير طه السروجي الخرطوم =