قبل أيام وقد ظهر في الأخبار أن العدل والمساواة ترغب في نقل المفاوضات الجارية منذ مدة في العاصمة القطرية (الدوحة) إلى القاهرة، نفت السلطات المصرية أنها ترغب في ذلك بل تشجع وتساند مفاوضات الدوحة. وكان ذلك النفي في محله لأن تداخل الأدوار وليس دعمها يضر بالقضية التي ظلت مصر تحرص على حلها ودرء ما ينتج عنها من تداعيات سلبية، فمصر والسودان تاريخاً وحاضراً بلدان متكاملان إذا اشتكى أحدهما تداعى له الآخر بالسهر والحمى. على أن ما نقلته الأخبار بالأمس من وصول حاشد وحافل لرئيس حركة العدل والمساواة المتمردة والعصية على السلام في دارفور، وبرفقته عدد كبير من أركان حركته إلى مطار القاهرة وكان في استقباله حشد كبير (خمسمائة فرداً) من أبناء دارفور، كان حدثاً أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً مدهشاً للغاية ومحيراً في نفس الوقت. فكيف يكون ذلك ومصر بلد معروف بحساسيته إزاء مثل تلك خروجات ولو كان عناصرها من جماعات حقوق إنسان أو مجتمع مدني لا ترفع السلاح..؟! ومن غرائب الصدف هنا أيضاً وتبعاً للأخبار فإن مصر الشقيقة كان لها في ذلك الوقت شهداء ومصابون مصريون هم شهداء وضحايا أحداث مؤسفة جرت في جنوب دارفور. فقد كانوا بعض القوات المصرية المشاركة في القوات الهجين. وكان قد تم نقلهم من الخرطوم إلى القاهرة عبر طائرة عسكرية مصرية. والمسئول عما حدث لهم هم الحركات المتمردة وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة التي يقودها خليل إبراهيم، وما تزال تواصل نشاطها المُسلَّح في مناطق بشمال كردفان وليس دارفور وحدها.. وعندما استقر خليل ووفده في الفندق حيث صحبته ارتال من البصات إلى هناك قال نائب رئيس الحركة للجمهور الدارفوري الذي حالت أجهزة الأمن المصرية دونه والاستماع إلى خليل إن موعدكم مع خليل يوم الأربعاء القادم في صحيفة الجمهورية المصرية وهي صحيفة قومية وشبه رسمية.. لقد كان الاستقبال على قدر من الحفاوة رغم ما حدث في جنوب دارفور لبعض عناصر القوات المصرية، وما لا يقل عن ذلك بالتأكيد هو فتح أبواب الإعلام المصري الرسمي المقروء لرئيس الحركة الدارفورية المتمردة وذلك كله مما لا يُصدّق أو يفهم في إطار ما يجري بين البلدين من علاقات حسن جوار وتكامل أدوار ومصالح لاسيما وأن ملف المياه وهو الأهم في عالم اليوم يفتح الآن إن الأمر ربما احتاج إلى درس عصر، كما تقول وتردد الدكتورة والكاتبة الصحفية بخيتة أمين!!. نقلاً عن صحيفة الرائد 10/5/2010م