درج الطيب مصطفى على استسهال المعارك الصحفية ضد خصومه وذلك بسلخهم من انتماءاتهم أياً كانت ومحاولة إدارة المعركه ضدهم وهم عراة من أي اعتبار، الطيب يمتلك تحت ثيابه سكيناً حادة من الكره والبغض تجاه الآخر الذى يختلف معه، وحتى تستوي حالة الهتر والتنابذ التى ينطلق بها لسانه وقلمه فإنه يدير معركة داخلية شرسه مع نفسه لا يدع نتائجها تنضج حتى يخرج للناس بهذا الهجوم على الخصوم فيبين تناقضه الذاتي مع ما يبشر به من أفكار وقناعات من حيث لا يحتسب الثابت المركزى عند الطيب هو حالة التخاصم المتطاولة، التخاصم الذى تنبته وتسقيه مياه غزيرة تندفع فجأة من متعرجات ذاتية خاصة بمناخات وتضاريس الرجل الفكرية والنفسية، سيول الكره والبغض عند الرجل لا تكبح جماحها كوابح الدين والعرف والأخلاق المتواطأ عليها، بين الناس قاموس الشتيمة عند الرجل لا تغسله آيات التنادي بالإحسان واللين حتى فى التعادي العابر والمستمر، نعم كلما وقف الرجل فوق كومة من التعابير القاسية والفظة تلفتت الحكمة وتساءلت من أين أتى مثل هذا الرجل؟ لقد استسهل الرجل فى معركته مع إخوتنا الجنوبيين أن يخرجهم بخطابه المتناقض من صياغاتهم الإثنية والتاريخية بل والبشرية وقاد معهم المعركة على أنهم وباء ثقيل يجب التخلص منه بأسرع مايكون. صحيح أن مشورة الرجل قد بان عوارها وتلفها وخيبة حيثياتها وهاهو وزير المالية يعدد فى أصابعه الخمس أسباب الأزمة الاقتصادية فيذكر الانفصال والحرب الحدودية مع الجنوب التى ينفخ فى أوارها الرجل ويحشو من ورق صحيفته فى (منقدها) كل يوم !! ولكن.. الطيب مصطفى هذه المرة وهو يقوم بدوره فى لف أعين الحكومة بقماش سميك من التضليل وتحريف الحقائق يختار مرقى صعبا من المراقي ويصعد فوقه بنعليه ويملأ الأرض زعيقا بأن مسجد الإمام عبد الرحمن أصبح قبلة للسكارى والمدخنين ويكمل الباقي بإشارات سخيفة ومتعفنة. الطيب اعتمد فى معركته هذه التى سيعود منها خائبا على خبر رخو منشور فى شبكة السوداني بأن شابا أشعل سيجارة فى مسجد ودنوباوي قبل أسابيع فتحول هذا عند الطيب أن الشاب أشعل سيجارته تلك فى صحن المسجد وأن غيره من القادمين للصلاة لا يفعلون إلا بعد أن يملأوا جوفهم بالمسكرات، ثم الطيب يتبرع بنشر إعلان مجاني للتوعية بآداب الصلاة والطهارة !!! الرجل يحاول بيدين رخوتين وأصابع معطونة فى زيت المغالطات أن يجر مسجد الإمام عبد الرحمن ليخرجه فى ذهنية القارئ من دوره التعبدي والدعوي ومن ثم يسهل مهمة التحريض عليه .... ولكن دعونا نذكر الرجل بأنه فقط يلعب بالنار.