مشهد أول الدبابون، أولئك المقربون، أسطورة السودان الخالدة في الأعماق حكايات وحكايات، وقصص بطولات خيالية، سمعناها بكل الفخر، وستروى لأبنائنا وأحفادنا، أبطالها شباب مؤمن بوطنه، اشتم رائحة الجنة، وعشق الجهاد، فاندفعوا إليها مهرولين، وحققوا ما أرادوا، ومضوا إليها بخطى ثابتة مؤمنة، أسماء كبيرة محفورة في سجل التاريخ، شهداء وأحياء .. علي عبدالفتاح، وأبو دجانة، والمعز عبادي، والعميد عبدالمنعم «أب عيوناً حمر شطة»، وإخوانهم الكرام من الشهداء، الذين مضوا من أجل التراب الغالي، الآخرون الذين لم تكتب لهم الشهادة، أبطال أحياء، محمد حاج ماجد، والناجي عبدالله، وليت أياديهم القوية تمتد الآن لتلتقي بأيادي إخوانهم لنصرة الوطن، كما كانوا في الميل الأربعين، وصد هجوم الأمطار، أناشيدهم ونداؤهم الموت أو النصر الوحش يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر المشهد الثاني يعجبك شبابنا الواعد وحماسهم الكبير، وهم يتدافعون بالمناكب للمعسكرات للدفاع الشعبي، ويتكرر المشهد الوطني من جديد، ظهور الدبابين عام 2012م أكثر قوة واستعداداً، ومشاهد الولايات جميعاً وهي تتحزم، وتعلن الجهاد والتعبئة والاستنفار، وأخوات نسيبة، أمهات شهداء الأمس وأمهات مجاهدي اليوم، يقفن بكل العظمة والوطنية في سخاء ونقاء، يجهزن الزاد، ويدفعن بفلذات الأكباد فهن - والحق يقال - أعظم من رجال كثر. المشهد الثالث أبطال المتخازلين، ومروجو الشائعات وصانوعها، والصائدون في الماء العكر، والانتهازيون، وأصحاب الضمائر الميتة، كلهم نشطوا وشمروا ووجدوا الأجواء الرطبة لبث الشائعات والأكاذيب، وبث الخوف والهلع، والتبشير بالأزمات، والنقص في الأنفس والأموال والثمرات، ناسين أو متجاهلين ما حدث لمواطنيهم في هجليج من انتهاكات وما بشر به الغزاة كل أهل السودان من نوايا مريضة، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه المتخازلون، عن الإدانة، والصامتون والممتنعون عن مساندة أبناء وطنهم. المشهد الرابع مشاعر الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، مقبولة، ويشكروا عليها، ولكنا نريد مواقف إيجابية، ودعم حقيقي فاعل ومؤثر. المشهد الخامس نتوق فيه لساعات النصر وحلاوته، وتحرير الأرض من الغزاة، ويومها نجلس كلنا نراجع ونحاسب ونتحاسب، ونشهد أدب الاستقالة وثقافتها، فهذه هي أمنية الجماهير وصوتها، طالبونا بتوصيلها، وحملونا الأمانة للتبليغ، اللهم فاشهد فقد بلغنا.