تعتبر المخدرات من أهم مكونات الإقتصاد الأسود في العالم وتليها تجارة الخمور كواحدة من أعمدة الإقتصاد الأسود Black Economics والذي يتكون من كل أنواع الأنشطة الإقتصادية غير المشروعة أو الأنشطة الضارة الممنوعة رسمياً والممارسة فعلياً حيث ظلت 80% من حركة الإقتصاد العالمي تعتبر إقتصاداً أسوداً.. وفي الدراسة التي أجريت على الشعب البريطاني تبين أن معدل إستهلاك البيرة كان 25 مليون برميل في العام 1938م و35 مليون برميل في العام 1970، وقفز إلى ثلاثمائة مليون برميل في منتصف التسعينيات ومليون برميل في بداية الألفية الثالثة وكان التدرج في إستهلاك النبيز والكحول 22 مليون جالون لعام 1983م و45 مليون جالون عام 1970م مقارناً مع حوالي 500 مليون جالون في منتصف التسعينيات وثمانمائة مليون جالون في بداية الألفية الثالثة. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها فإن عدد مدمني الخمور يقدر بحوالي مائة مليون نسمة.. وقد قدرت بعض الجهات أن خسائر الإقتصاد الأمريكي لا تقل عن 45 مليار دولار سنوياً بسبب الأضرار التي يحدثها السكر وتعاطي الخمور. وفي الفاتيكان مركز النصرانية في العالم وجه الأب «جوزيف ماكنمارا» رئيس رهبان الروح القدس إنذاراً لجميع رجال الدين والقساوسة بسبب تفشي إدمان الخمور بصورة مأساوية بينهم وإقتراح عليهم وسائل للعلاج الروحاني والطبي والعلاج «بالصدمة» إذا لزم الأمر. وفي ألمانيا يتعاطى 25% من الشباب والشابات في سن الثانية عشر ، يتعاطون البيرة والخمور المركزة بأنواعها ، كما أن 45% ممن هم في سن الرابعة عشر يتعاطون الخمور مقارناً بحوالي 55% ممن تصل أعمارهم سن السادسة عشر ، ويتراوح عدد المرضى المدمنين على الخمور ما بين أثنين إلى ثلاثة مليون مريض .. ويولد في المانيا سنوياً ما بين ثلاثة أو خمسة آلاف طفل مشوه بسبب تعاطي الخمور. وتعتبر فرنسا من أكثر دول العالم إنتاجاً وإستهلاكاً وتصديراً للخمور إذ إن الخمر من أساسيات المائدة الفرنسية وشعار المناسبات السعيدة . ومن المعروف أن الكونجرس الأمريكي سبق أن أصدر في 16 يناير من العام 1919م قانوناً يقضي بتحريم الخمور «صناعة وبيعاً وتصديراً ونقلاً» مضافاً إلى ذلك الحيازة السرية والحيازة الجهرية ، وصدرت القرارات لتنفيذ هذا الأمر في بداية العام 1920م مسبوقاً بدعاية مكثفة ضد الخمر وبلغت تكاليف الحملة الإعلامية في ذلك الوقت حوالي سبعين مليون دولار. وفي دراسة لاحقة في عقد التسعينيات وجد إن مصانع الخمور في أمريكا تزيد عن 250 ألف مصنع للخمور وعدد الحانات يفوق الملايين وتقدر الكميات المستهلكة من الخمور في الولاياتالمتحدة بما يعادل ثلاثة بليون جالون سنوياً. وتشير الدراسات إلى أن جرائم القتل في أمريكا قد زادت بمعدل 300% بسبب إستعمال الخمور ويتم القبض على 5000 شخص يومياً بتهمة إرتكاب جرائم متعلقة بتعاطي الخمور ، ويتم إغتصاب 3000 إمرأة ويقتل 56 شخصاً بسبب تعاطي الخمور ، وتحبل 2800 مراهقة سفاحاً يومياً .. ولقد دفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية في خمسة أعوام أكثر من ثلاثين مليار دولار لمقابلة نفقات مكافحة جرائم الخمور.