في حياتنا اليومية نستعمل الكثير من الآلات الحديدية والتي تكون مربوطة وملحقة مع دعامة خشبية يسمونها «اليد» أو العود ومن هذه الآلات الطورية والفأس والفرار والسكين والكوريق، ولأن أولاد الزمن ده لا يعرفون هذه الآليات، فقد وجب علينا توضيح أن الطورية عبارة عن حديدة لأغراض الحفر في المزارع بصفة خاصة وهي آلة ملازمة للمزارعين سواء في مناطق الزراعة المروية أو الزراعة المطرية، وتستعمل في شق القنوات الصغيرة وإقامة الجداول و«الشراريب» والشراريب» هنا لا علاقة لها البتة بالشرابات التي تلبس في الأرجل ولكنها القنوات الصغيرة التي توصل الماء من ابو عشرين وابو ستة إلى الإنقاية والحوض.. والإنقاية مساحة من الأرض تتساوى ربع فدان اما ابو عشرين وابو ستة فهي عبارة عن جداول أخذت أسماءها منذ عهد الإنجليز في إقامة مشروع الجزيرة حيث كان هناك نوعين من الجداول إحداهما سعر حفر المتر منه بمبلغ ستة قروش والآخر سعر حفر المتر منه بمبلغ عشرين قرشاً ومن هنا نشأت التسمية أبو عشرين وأبو ستة وليس لها أي أبعاد أو معاني هندسية أو فنية ومن ديك وعيك خلاص. والمزارعون يستعملون الطورية في توجيه المياه ورفع التقانت أطراف الأحواض وردم اللبقة وهي الفتحة الموصلة بين الشراريب و الأنقاية.. والفأس والفرار أدوات القطع لقطع الخشب والزروع وتستعمل لتكسير العظام في حالة الذبائح، وقد إستعاض عنها الجزارون مؤخراً بإستعمال الساطور.. أما السكين فهي أداة منزلية معروفة تستعمل لتقطيع الخضروات واللحوم وتختلف احجامها بإختلاف إستعمالاتها. ويهمنا في كل ما ذكرناه عن هذه الأدوات والآلات الأجزاء الخشبية الملحقة معها مثل يد الطورية، ويد الفرار ويد الفاس ويد السكين ويد الكوريق والعامل المشترك فيها انها كلها من خشب السنط أو خشب الطلح او خشب السلم والهشاب كلها تتبع للمجموعة الشجرية المعروفة بمجموعة أشجار «الأكاشيا» الشوكية ومن المعروف أن عود الطورية يبلغ وزنه بين اثنين وثلاثة كيلو جرامات من الخشب الناشف بينما يبلغ وزن عود الفاس أكثر من ذلك نظراً لإستعمالاته العنيفة، اما الفرار فعوده ضعيف جداً وقد لا يزيد عن نصف الكيلوجرام وفي احسن الأحوال قد يصل إلى كيلو جرام كامل ويستعمل كما ذكرنا لغرض الأعمال الخفيفة وعود السكين أقل في الوزن من نصف الكيلو.. طيب ياجماعة إذا قلنا إن كل خمسة فدان زراعية مروية أو مطرية تحتاج الى طورية واحدة وفرار واحد وفاس واحد وكوريق واحد ، فهذا يعني إن كل خمسة فدان تحتاج إلى اثني عشر كيلو جراماً من الخشب لهذه الآلات المقطوع من شجر الطلح والسنط و السلم والهشاب والذي يوجد في حزام الصمغ العربي، وإذا علمنا أن المساحات المزروعة الآن بنوعيها المطري والمروي تصل مساحتها إلى ستين مليون فدان.. فهذا بالضرورة يعني أننا نحتاج إلى خشب وزنه مليار ومئتي مليون كيلو جرام لأغراض استعمال الطواريء والفؤوس والكواريق والفرارير، وهذا معناه توفير مائة وعشرين الف طن من الخشب والتي تحتاج الى قطع ستمائة الف شجرة تقريباً كل ثلاثة اعوام لان العمر الافتراضي للأعواد لا يزيد عن ذلك كثيراً وإذا افترضنا أن سعر عود الطورية والفأس والكوريق بإثنين جنيه با لجديد او الفين جنيه بالقديم فهذا يعني أن غابات السودان في حزام الصمغ العربي تمد البلاد بما قيمته اربعة وعشرين مليار جنيه بالقديم فقط عيدان طوارىء وعيدان فؤوس كل ثلاثة أعوام ومن المؤكد أن السيد وزير المالية وأركان حربه ليس لديهم بند لإضافة هذا المورد لصالح الغابات، وقد سبق أن حسبنا تكلفة العصى والعكاكيز والبنابر والعناقريب وقلنا انها أكثر من ثلاثمائة مليار هذا غير حطب الحريق والفحم وحطب المباني وهاهي أعواد الطواريء والكواريق بأربعة وعشرين مليار.. فهل نأمل أن يقوم وزير المالية بإعتماد قيمة أعواد الطواريء لصالح الهيئة القومية للغابات حتى تؤدي دورها في صيانة ورعاية حزام الصمغ العربي؟؟ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولناس الغابات ووزارة المالية وأشير إلى انني نسيت أن أرصد قيمة أعواد السكاكين في المطابخ وأعواد السكاكين المربوطة في الأذرع وكذلك أعواد الخلالات التي تستعمل لتمشيط الشعر هذا إضافة إلى المساويك وغيرها.