حكى لنا الزميل الصحفي زكريا حامد أن أحد معارفه ترشح في الدوائر النسبية في آخر انتخابات لأنه موقن بأنه»ما حيلقى حاجة في الدوائر الأخرى».. وحتى في النسبية فالرجل لم يجد شيئاً يؤهله للدخول في المنافسة... وقد برر سقوطه بأن ناس المؤتمر الوطني زوروا الانتخابات .. ولما سأله عن الطريقة التي علم عن طريقها كيفية تزوير الانتخابات قال: إن كل مرشحي المؤتمر الوطني تعودوا أن يكرروا في لقاءاتهم السياسية دعاءً يقول»اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا»... وصديقنا الفاشل في الانتخابات يعدّ أن تكرار هذا الدعاء يعني بالضرورة أن»الجماعة ديل»عارفين مسبقاً بأن نفوسهم شريرة وأعمالهم سيئة... وبالطبع ينسى صاحبنا أن هذا الدعاء لم يبتكره ناس المؤتمر الوطني ولكنه دعاء مأثور وقديم جاء به الإسلام، وبعيداً عن قصة شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فالناس ديل «براغماتيين».... وطبعاً أولاد نمرة اثنين عارفين يعني شنو «براغماتيين» ولكن لتعميم الفائدة نقول لأولادنا في الدروشاب والسامراب وأم عضام أن تكون «براغماتياً»معناها أن تكون زول عملي جداً وشغال (سيستيمتك)... يعني ناس المؤتمر الوطني «من هسع» قاموا بتشكيل لجان لمتابعة التسجيل والحصر والإعلام والدعاية والتصنيف والتعبئة والرصد.. وتحليل المعلومة وامتلأت»كمبيوتراتهم» و»لابتوباتهم» وأجهزة حاسوبهم بكل صغيرة عن من يصوت لهم في الانتخابات القادمة عام 2015 ومن هو ضدهم والمؤلفة قلوبهم»والمكاجرين» ... وخلال الفترة القادمة سوف يضربون أكباد البكاسي واللاندكروزات وفي الأرياف يضربون أكباد الإبل لحصر الناخبين والعمل على إقناعهم للتصويت لصالحهم في الانتخابات.... ويعني يا جماعة المسألة ليست فيها «شرور أنفسنا أو سيئات أعمالنا «وإنما فيها أن لكل مجتهد نصيب وفيها أن كل من كد وجد ومن استراح راح .... ولأن أهلنا في الأحزاب قد استراحوا فإنهم بالضرورة راحوا.. وقديماً اكتشف عالم الفيزياء نيوتن قانوناً يسمى بقانون الفعل ورد الفعل.. وهذا القانون يقول»إن لكل فعلٍ رد فعلٍ مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه».. وبالطبع لا يقف تأثير هذا الفعل عند الظواهر الفيزيائية الخاصة «بالمقذوفات والقوة» بل يصل إلى تفسير الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. والعالم نيوتن جاء أيضاً بقانون فيزيائي آخر يقول: «إن الطبيعة تكره الفراغ» ... فكلما نشأ فراغ في أي مكان امتلأ ذلك الفراغ.. ولما كانت كل الأحزاب السياسية قد «استراحت» فإن رد الفعل المساوي والمضاد في الاتجاه أنها قد «راحت».. ولأنها تركت فراغاً واسعاً بين مؤيديها فقد ملأه المؤتمر الوطني... ومما يسترعي الانتباه أن معظم أسماء المنسوبين والمرشحين فى المؤتمر الوطني الذين اكتسحوا الانتخابات الماضية والذين سيكتسحون الانتخابات القادمة تشتمل على الاسم (السر)، (تاج السر) ، (مهدي)، (صديق) ..الخ الخ والمعروف مثلاً أن كل من كان اسمه أو اسم أبيه «سر الختم» أو «السر» أو «الختم» أو محمد عثمان» أو «علي عثمان» أو»ميرغني» أو «الميرغني» أو «الخليفة» أو ود «الخليفة» أو»سيد أحمد» فبالضرورة أن الرجل أو أباه أو جده المتسمي بواحد من هذه الأسماء يتبع إما للطريقة الختمية أو أن أهله ينتمون لحزب الشعب الديمقراطي أو الاتحادي الديمقراطي لاحقاً ... وقد لحظت أن الكثيرين من منسوبي المؤتمر الوطني تجيء أسماؤهم تحمل ملامح صارخة ومطابقة من الأسماء التي ذكرناها. طيب يا جماعة هذا يقودنا بالضرورة إلى أن قواعد المؤتمر الوطني ما هي إلا من أصل بالختمية والاتحاديين والأمة.. ولهذا فنقول بصحة قانون نيوتن ونقول بعدم وجود الحاجة إلى تزوير... فالأولاد أولادكم ومن أصلابكم ولكنه تيار جديد يرفض القديم ويعمل على سد الفراغات التي تركتها فترات الاستراحة الطويلة للزعماء القادة في هذه الأحزاب «القديمة» يعني يا أخوانا المؤتمر الوطني باختصار هو نفسه الاتحادي الديمقراطي في ثوب جديد يستصحب قواعد شبابية ... كذلك يلحظ أن كثيراً من منسوبي المؤتمر الوطني تكون أسماؤهم أو أسماء آباؤهم أو أجدادهم مثل «مهدي» أو «المهدي» أو «الصادق» أو «الهادي».... طيب يا جماعة بنفس المنطق بتاع الافتراض الأول فإن المؤتمر الوطني هو أيضاً تيار جديد انتزع من حزب الأمة أبناءه وأبناء أبنائه ثم خلطهم مع أولاد الاتحادي الديمقراطي وكانت النتيجة أن الفراغ الذي تركه الحزب الاتحادي بفروعه وحزب الأمة بفروعه قد ملأه التيار الجديد المكون من أولاد الحزبين مضافاً إليهم أولاد الحركة الإسلامية ولا مجال لشرور أنفسنا أو سيئات أعمالنا... وبهذه المناسبة كم عدد الذين اسمهم راشد في المؤتمر الوطني علماً بأن راشد هو الاسم الحركي لزعيم الحزب الشيوعي المرحوم عبد الخالق محجوب.