جمال الوالي العارف عزو مستريح ! *لا أعرف السيد جمال الوالي على مستوى شخصي ولا يجمعني به شيء -لا حزب ولا سوق ولا مريخ و(أكان ما أخاف الكضب) فأنا نقيض له في كل هذه الأشياء فلا أنا حزبي ولا أعرف غير سوق (الملاح) ولا أشجع المريخ لكني عرفت جمال الآخر ولهذا قصة. *عندما تم اختياري رئيساً لتحرير صحيفة (الحرة) الغراء، رأيت أن انتقل من بيتي في ضاحية التلال بالوادي الأخضر الى سكن قريب بالخرطوم، حيث يسهل عليَّ متابعة الجريدة. ولعامل الوقت فلقد قبلت بأول عرض وجدته شقة في حي امتداد ناصر يفصلها شارع واحد من حي الصفا، وكنت أقطع كل صباح ذلك الشارع حتى شارع عبيد ختم حيث المواصلات العامة *كنت ألحظ بوضوح دائماً الى يميني مبنى للاتحاد الوطني للشباب، ومبنى آخر فخيم. الأول تكثر حوله العربات الحكومية، والثاني يتحولق حوله أصحاب الحاجات. ولأن الثاني معنون الى من لا يهمهم الأمر (الاتحاد الوطني للشباب السوداني مشاريع استقرار الشباب) والثاني بلا عنوان غير صالح الأعمال، فسألت عن الأخير هذا فقيل لي إنه لرجل الأعمال جمال الوالي. *كنت أعود متأخراً من الصحيفة وأجد ايضاً أصحاب الحاجات تحت ظلال الشجر وبجانب الجدر وتحت جسر على (خور) يمر من أمام دار جمال، وصادفت غير ما مرة نهوضهم معاً على عجل كمسافرين سمعوا صوت القطار وهم يهرعون الى عربة تقف قبل دخول الدار ويحيطون برجل قصير القامة طويل اليدين! *كم طلبت من بعض محرري تجسيد ذلك المنظر في تحقيق مصوَّر من دون الاقتراب من جمال أو أصحاب الحاجات معاً، ولكن هيهات. فبعض الإعلام في بلادنا لا يقترب إلا لحاجات ولا يرى في الجمال جمالاً ! *كان أكثر ما يحيرني أن تنشئ الدولة مشروعاً لاستقرار الشباب ولا تجد من يتحولق حول مبناه، وأن يبني رجلاً منزلاً لراحته، ولا يجد في طلب أصحاب الحاجات ما يعكر صفو تلك الراحة، بل لعله يرتاح أكثر. *سادتي الكرام اخطأ السيد جمال الوالي وزل لسانه فجعل من مثلاً شعبياً، آية من القرآن الكريم. فهل هذا يكفي لأن ننصب له المشانق وأن نخرج عليه بحد السيف؟وهل دوافع البعض اليوم فقط نصرة للدين، أم هو (شغل سوق)، أو استهداف لجمال الإنسان أم انتصار للهلال؟. إن كان الأمر نصرة للدين، فوالله ما رأيته بعيني من أعمال لجمال أفضل في تقديري ممن يحفظ القرآن (صم لم) ولا يترجمه الى أفعال، وإن كان (شغل سوق)، فهو موقف (سوقي) لا أكثر ولا أقل. وإن كان استهداف لجمال ف(العارف عزو مستريح)، وإن كان انتصاراً للهلال، فلا هلال ولا مريخ وبلا (بطيخ)، دعونا نستمتع بكأس العالم ! على الطريق الثالث *كان من المفترض أن أعقب اليوم على ما جاء عنا في صحيفة الهندي عزالدين أول أمس حسب وعدي للقراء الكرام، ولكني رأيت أن أقول(شهادتي لله) في حق رجل يستحق *عندما أقول التعقيب على الهندي عزالدين، فلا أعني بذلك رد شتائمه وإساءاته اليَّ، فتلك بضاعته التي لن أردها إليه ولو بنقص كيل بعير، ولكني سأفند دائماً أكاذيبه وادعاءاته عني وأصفق بإشفاق للسادة في اتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة والنظام العام على هذا الحياد الأمريكي العادل!!