[email protected] يبدأ العام الدراسي الجديد بعد أيام قلائل وهكذا يعود الطلاب بعد فترة إجازه إمتدت طويلاً وهم أكثر نشاطاً وحيوية لعام دراسي جديد، وقد وجهت وزارة التربية والتعليم إدارات المدارس ومعلميها بأن يكون حضورهم لمدارسهم قبل اسبوع من بدء الدراسة حتى يتسنى لهم في هذه الفترة التحضير لبداية العام الدراسي وتكون نقطة البداية في نفس اليوم الذي حددته الوزارة وليس بعد اسبوع أو أكثر كما يحدث عادة، وذلك بسبب عدم التحضير الجيد لبداية العام الدراسي وعدم إلتزام المعلمين بالحضور في الوقت المحدد بل أن بعضهم يحضر بعد اسبوع أو اسبوعين من بداية العام الدراسي فتكون ذلك بداية سيئة لعام دراسي مصاب بالاضطراب وعدم الانتظام وبسبب شح الامكانيات التي تواجهها إدارات المدارس. وزارة التربية والتعليم تفتح عين وتغمض الأخرى فهي لا تريد فرض رسوم دراسية على الطلاب بحجة مقولة مجانية التعليم ولكنها لا تمانع أن يقوم غيرها بفرض تلك الرسوم كالمجالس التربوية. يحتاج مدير المدرسة لتسيير مدرسته بشكل طبيعي الى سداد فاتروتي الماء والكهرباء بشكل منتظم ولايمكن تصور قطع الماء أو الكهرباء بسبب عدم السداد كما يحتاج الى الطباشير، وقد أصبحت السبورة هي الوسيله الوحيده المتوفرة حالياً للطلاب فقد اختفت المعامل وقاعات الفنون والاطلس الذي كان يتم صرفه لطلاب المدارس الوسطى والثانوية ومعجم اللغة الانجليزية (الدكشنري) الذي كان يتم صرفه أيضاً للطلاب، اختفت كل الوسائل التعليمية ولم يعد لدى الطلاب والمعلم غير السبورة والطباشير وسيلة الإيضاح الوحيدة المتوفرة حالياً وقد تكون تلك السبورة محتاجة الى (طلاء) ولا يجد مدير المدرسة سبيلاً الى ذلك فالعين بصيرة واليد قصيرة. كما يقولون كما يحتاج مدير المدرسة الى شراء (لمبات كهربائية) لإضائة فصول هي في الغالب سيئة التهوية سيئة الإضاءة كما يحتاج الى شراء (مكانس) بشكل دوري لنظافة الفصول وحوش المدرسة. أين يجد مدير المدرسة كل تلك الأموال لتسيير مدرسته؟ فوزارة التربية والتعليم لا تخصص له أية ميزانية كما كان يحدث سابقاً ولا أعتقد أن وزارة المالية باستطاعتها تخصيص ميزانية سنوية لمدارس السودان، وقد زادت أعدادها لعشرات الآلاف من المدارس لماذا لا تملك وزارة التربية والتعليم الشجاعة فتكوّن لجنة لتحديد الحد الادنى من احتياجات المدارس مثل فاتورتي المياه والكهرباء -الطباشير - شراء المكانس لمبات الاضاءة وغيرها من الاحتياجات الضرورية لتسيير المدارس على ألا يشمل ذلك بنود صيانة الفصول أو بناء فصل أو حائط متهدم بفعل الرياح أو المطر أو بفعل الزمن، تلك البنود هي مسؤولية وزارة المالية بالولايات ولا يمكن تحميل أولياء أمور الطلاب مسؤولية ذلك. لماذا لا تملك وزارة التعليم الشجاعة بفرض رسوم زهيدة على الطلاب لتسيير مدارسهم أن مبلغ (01) جنيهات مثلاً يدفعها ولي أمر الطالب في العام كافية لتسيير مدارسهم، لقد فرضت الحكومة البريطانية رسوماً على طلاب الجامعات احتج عليها اولئك الطلاب فاضربوا عن الدراسة وتظاهروا ولكنهم في النهاية خضعوا لسياسة الأمر الواقع. وكما يتحمل المواطن تكلفة علاجه بالمستشفيات الحكومية جزئياً فلماذا لا يتحمل أولياء أمور الطلاب دفع مبلغ عشرة جنيهات في العام (مثلاً) حتى تنتظم الدراسة بشكل طبيعي ويمكن تقسيط هذا المبلغ وإعفاء غير القادرين على سداده مع عدم طرد أي طالب بسبب عدم سداد الرسوم المدرسية.