* في الوقت الذي تعيش فيه شريحة المزارعين أوضاعاً استثنائية بعد أن عصف بهم الإعسار وأطبقت عليهم الديون وخرجوا من دائرة الإنتاج بفعل القتل المتعمد والمستمر بالسياسات الحكومية الخاطئة التي يصر البعض علي الاستمرار فيها للعيش في غيبوبة في أوان اليقظة. * ولاية القضارف وضعت موازنة عامة للعام 2014م أقل ما يمكن أن توصف به بأنها ميزانية (حالمة) حيث بلغت جملة تقديراتها (1,3) تريليون جنيه تم التركيز فيها بصورة أساسية علي زيادة الضرائب والرسوم والاتاوات وإيرادات أخرى دون أن يستصحب ذلك أي خطة لزيادة الإنتاج والإنتاجية في ولاية غنية وكسيحة. * القضارف ولاية غنية بمواردها الزراعية والحيوانية والمعدنية وبها مناخ ملائم لزراعة كافة المحاصيل وبصفة خاصة المحاصيل النقدية ذات العائد المجزي ، لكن اقتصادها كسيح بسبب تعطل وتحجر الأفكار وتكبيل السياسات وغياب العقليات المبتكرة والمبدعة وتغييبها عن الساحة عمداً لتخلو لأصحاب أنصاف الحلول. * في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجمهورية المشير البشير بأن الأولوية ستظل في المرحلة المقبلة لدعم الإنتاج والمنتجين والمزارعين للنهوض بالإنتاج الزراعي لتحقيق الغايات المنشودة في هذا الوقت تصدر ولاية القضارف رسوماً إضافية كزيادات في الرسوم في كافة مناحي الخدمات حتى إن احد أعضاء المجلس التشريعي بالولاية قال: (الحكومة لم تترك شيئاً لم تضع له رسوم سوى الذين يتقدمون بطلبات لديوان الزكاة). * الموازنة العامة للولاية حملت زيادات في الرسوم من (3) الي (23) جنيه لجوال الذرة ومن (6) الي (50) جنيه لجوال السمسم ومن (1500) الي (5000) جنيه لتجديد المشروع وتمددت الرسوم حتى وصلت للتمويل الذي يتحصل عليه المزارع بغرض الإنتاج حيث فرض عليه رسم يقدر ب0,5% من قيمة الرهن. * أزمة الرسوم الزراعية كشفت عن شعبية منقطعة النظير لوالي القضارف المستقيل كرم الله عباس الشيخ رئيس الاتحاد العام لمزارعي الولاية حيث اصطف جميع المزارعين بالقضارف كبارهم وصغارهم مع القائد كرم الله عباس لمناهضة الرسوم الزراعية الباهظة وإلغاءها وإسقاطها في قبة البرلمان الولائي بعد تسليم مذكرة لرئيس المجلس التشريعي بالولاية تطالب بإيقاف الرسوم وبدأ العد التنازلي لإلغاء الرسوم الزراعية تماشياً مع السياسيات الاقتصادية القومية للدولة ، وكرم الله أشاد بوقفة رئيس الجمهورية مع المزارعين وطالبهم بالخروج غداً لاستقبال الرئيس البشير في زيارته للولاية للمشاركة في أعياد الحصاد وختام مهرجان القرآن الكريم. * برغم كل الظروف ستظل القضارف هي (تقابة القرآن) و(قدح الضيفان) و(منارة أهل السودان) وسيظل أهلها دوماً يعرفون بتلك القيم الجميلة والنبيلة رغم تغير الزمان والمكان.