في طبيعة الحياة أن يفتتن الناس بما يفتح عليهم من زهرة الدنيا لقد زيّن لهم حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فالنعم دائماً تقابل بالحمد والثناء، واستخدامها فيما يرضي الحق المبين بتوجيهها نحو الخير وبسط الأمن والاستقرار، فجأة دون الاستعداد النفسي الممرحل وجدنا أنفسنا أمام تحدي الإنترنت ثم الفيس بوك والواتساب، فالتقنية الحديثة أصبحت تؤدي إلى التشهير والمضايقة ونشر الشائعات بشتى طرقها، والمتأمل حالنا اليوم يجد أن الشائعات تزداد باستمرار بل وتستفيد من وسائل الاتصال العادية والإلكترونية، ويبدو أن ابتعاد الناس عن أمور الدين، أفقدهم الكثير من القيم الفاضلة وأصبحوا يميلون إلى تزييف الحقائق أو يقومون بإخفاء جزء منها، مما يزيد غموضها رغم الإعلان عنها ففي ضوء ما يتعرض له الشباب والفتيات من قيم ذات تأثير ضاغط يهدف إلى إعادة تشكيلهم وفقاً لنهج محو آثار التربية السليمة، واغتصاب أفكارهم بثقافات دخيلة وافدة مدمرة لا ترحم، أصحاب مدرسة التحليل النفسي قالوا إن الشائعة تكشف عن محتويات اللاوعي الجماعي بصورة ملتوية عن طريق بعض الحيل النفسية مثل الإسقاط والرمزية والتكثيف وغيرها، فيتصور لهم أن الشائعة تنجح حيث تكون قادرة على تحريك كوامن اللاوعي والانفعالات المكبوتة وفي الأساطير القديمة فإن الشائعات كانت تقوم بوظيفة سد الفراغات المعرفية المتعددة في الزمن القديم حيث كانت المعرفة بدائية ووسائل الحصول على المعلومات قليلة، تكثر الشائعات والأكاذيب والدسائس في أيام الأزمات التي تجتاح المجتمعات ويكثر فيها الأخبار المغلوطة ومجتمعنا السوداني أصبح أرضا خصبة لجميع أنواع الشائعات، فإن مروجي الشائعات يحرصون على زعزعة الأمن ونسف الاستقرار بين الأفراد بنشر الأكاذيب التي تؤدي إلى خلل كبير في المجتمع، وتخلق نوعاً من الحرب النفسية، وللشائعات وسائل متعددة وأوجه مختلفة يتقنها أصحاب النفوس المريضة التي تحاول من بعض المقصودين من هذه الشائعات وهي بذلك تستخدم كل ماهر جديد في أساليب التقنية الحديثة والأجهزة المتطورة في بثها للآخرين والنيل من الآخرين حسداً وحقداً وتجاوزاً لحدود الله الذي نهى عن الظلم ونقل الأخبار الكاذبة فيجب على الجهات المعنية بالشأن امتلاك القدرة على التحليل الدقيق والقراءة الصادقة مع تقييم للأحداث وفق رؤية واقعية تكذب الشائعة إعلامياً «بنشر عكسها تماماً» دون الإشارة إليها من قريب أو من بعيد، رفع الحس الأمني لكافة منسوبي القوات النظامية، منع التصوير فالأجهزة الحديثة بها وسائل للتجسس وتحديد المواقع، تفعيل دور الباحث الاجتماعي النفسي في المؤسسات الحكومية، فالأخطاء في بعض الأحيان تكلف الكثير وتعمل على طمس معالم الصورة الذهنية الطيبة، الاستفادة من التجارب بقدر المستطاع بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء بعض الظواهر، تذكير الناس بعقوبة من يحاول نشر معلومات تهدد الأمن مثال لذلك المملكة العربية السعودية عبر خدمة الرسائل تحذر كل من يحاول نشر وثائق أو معلومات بعقوبة السجن عشرين عاماً مع غرامة مالية كبيرة فهي بذلك تحافظ على سرية معلوماتها، نحن نحتاج لرفع الوعي لدى المواطنين والموظفين والعاملين، فالشعب كريم جداً حتى على مستوى نشر المعلومات، أصبحنا لا نعرف ما ينفعنا أو يضرنا، الفيس بوك وسيلة للتجسس العالمي وتجنيد الجواسيس متى نستطيع تسخير تلك الوسائل التقنية للخير والتواصل في أعمال البر وكفالة الأيتام ونشر الدعوة الإسلامية بعيداً عن القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة الأموال!؟ ٭ هامش أفراد طاقم النجدة «822» شكراً لكم الدفعة «94» من دارسي العلوم الإسلامية في جامعة أفريقيا العالمية يتقدمون بوافر الشكر والتقدير لمدير عام قوات الشرطة ونائبيه السابق والحالي بتسهيل إجراءات سفرهم لأداء شعيرة العمرة. ٭ اللهم صلِّ وسلم على خير مبعوث للعالمين- صلى الله عليه وسلم والله المستعان.