إن كان للسيرك حركات بهلوانية فإن للجريمة حركات بهلوانية احتالية ماركة جديدة.. فأشرار النفوس ينتهزون الفرص حسب الحالة المتاحة فهنالك أمثلة حية للوعي والإدراك نضعها أمامك للتفكير فيها بعمق.. فالإحتيال أنواع في نظرنا ماهو ظاهر وما هو باطن ، فالظاهر أن يلح عليك أحد وانت واقف الاستوب أو على محل تجاري يشغلك بالحديث معه ويقوم الآخر خلصه بأخذ مقتنياتك دون الشعور ثم يختفي يعني واحد يثبت والآخر يشيل.. عزيزي المواطن وانت خارج من البنك أنظر حولك جيداً وضع أموالك في مأمن.. فإذا شعرت بشيء مريب قم فوراً بالاتصال بشرطة النجدة وأعطي المعلومة ودع الشرطة تقوم بواجبها فهي حريصة على أمنك وسلامتك واستقرارك.. حيث إن شرطة ولاية الخرطوم شهدت طفرة تقنية اتصالية خلال الأعوام الماضية.. مما ساعد ذلك في استتباب الأمن على ربوع الولاية وحتى ننعم بذلك النعيم علينا بتضافر كافة الجهود بالقضاء على أوجه الظواهر السالبة.. فها هي لجان الشرطة المجتمعية صاحبة الفلسفة الأمنية المتطورة تدعوك إلى المشاركة التي تهدف للتعرف على المشكلات الاجتماعية المختلفة وإيجاد المعالجات اللازمة بكل طاقاتها تسعى لرفع الوعي والحس الأمني وإشاعة الطمأنينة في المجتمع مع تعزيز جسور الثقة بين الشرطة والمجتمع لبناء وطن معافي من الجريمة تسوده القيم الفاضلة إحياءً لقيم التكافل الاجتماعي والتواصل بالحق مساعدة ذوي الحاجات الخاصة والشرائح الضعيفة في المجتمع.. واستطاعت شرطة الدفاع المدني خلال السيول التي اجتاحت الولاية مؤخراً من تخفيف بعض المصاب.. وهاهم أفرادها يراقبون ارتفاع مناسيب النيل ويقومون باتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية التي تضمن سلامة الأرواح والممتلكات.. ٭٭ خارج النص خلال تجوالي داخل أروقة الكاتب الخبير رائد التنمية البشرية د. ابراهيم الفقي (رحمه الله) استوقفتني تلك القصة التي تدور عن إيقاظ القدرات وصناعة المستقبل قال فيها : في عام الف وتسعمائة وثمانية وأربعين ذهب مجموعة من العلماء الجيولوجيين إلى افريقيا بحثاً عن الماس والأحجار النادرة ، وكان من بين هؤلاء العلماء عالم ياباني يدعي يوكي وكان يوكي شاباً قد ناهز الثلاثين من عمره وكان مليئاً بالحماس والحيوية وعرف بالمثابرة، كان يستيقظ مبكراً ليبداً رحلته اليومية في البحث عن الماس والأحجار الكريمة النادرة، ثم يعود إلى الفندق مساءً ، مرت الأيام ومع ذلك لم يجد يوكي أي شيء يذكر فقرر بعد مرور الأيام أن يوقف البحث ويعود إلى اليابان ، مادام فقد كل الأمل في العثور على شيء ، وكانت هذه هي المرة الاولى في حياة يوكي التي يتخلى فيها عن هدف من أهدافه، وفي اليوم الأخير أنهى يوكي عمله في الخامسة مساءً.. وقرر أن يعود إلى الفندق لينهي إقامته ويعود إلى بلاده وفي طريقه إلى الفندق قابل طفلا قد قارب السادسة من عمره وفي يده حجر كبير ذو شكل غريب، فطلب هذا الطفل من يوكي أن يأخذ الحجر منه مقابل أن يعطيه بعض الحلوى، فأعطاه يوكي الحلوى وأخذ منه ذلك الحجر الكبير اللامع ليجده أكبر ماسة شاهدها في حياته، بعدها كتب يوكي في بحثه أن ذلك الطفل الذي كان يمتلك ثروة كبيرة ولكنه لم يكن يعرف قيمتها فباعها رخيصة ولو كان يعرف حقيقة قيمتها لما باعها بهذا الثمن البخس.. قال الدكتور الفقي إن كثيراً من الناس لا يعرف حقيقة قدراته اللا محدودة التي وهبها الله له، فيضيع وقته بل وحياته ونفسه تماماً مثل ذلك الطفل الذي لم يعرف حقيقة ما كان بين يديه.. ونحن بدورنا لا نعرف قيمة الأشياء إلا عندما نفقدها ثم نتحسر عليها وقبل لحظات كانت بين أيدينا ولكننا لم نجنِ ثمارها؟! والله المستعان