في الدويم كانت بخت الرضا هي منارة العلوم بجمهورية السودان وتحديدا في الدويم ثمة شاب يترعرع من بين بيوتها ومدارسها ومجتمعها الصغير ومجتمع النيل الابيض الكبير في مدنه وقراه , ذلك إذن هو محمد المرضي التجاني الصبي الذي نشأ من أجل معجزة كنانة والتي ستملأ الدنيا نجاحاً وفلاحا ًتحت رأية هذا الرجل الإستثنائي ويقول زملاء الحي وأهله أنه نشأ عاديا يحب الإنجاز والتجويد إذا أمسك عملا صانه وحتي أثناء اللعب يحب النصر المؤزر ولا يجامل في تحقيق إضافة ما بأي شكل وكان متفوقا يصلي ويصوم منذ طفولة باكرة وهو من نوع (الولد الفالح والدخري) في الديوان والخلوة تربي علي محبة النبي (ص) وامداحه و تكفية الضيوف والسهر عليهم وأعطي ساعده الغض للأرض يفلح يزرع ويحصد ويرعي ويحلب الابقار , كان جزءا من أرضه ومجتمعه وناسه وأهله , يستوعب قيمة تعظيم المجتمع المحلي ولم ينشأ شاذ ينظر في تقاليد الحي العريق ولا تخطي الكبار حتي قدموه لهم رمزا واعيا يوزن الإمور بدقة وتفهم حتي صار قائداً وهو في عمر صغير وفاز بقبول الجميع. لم يتبطر بخيلاء التفوق الأكاديمي ولا تجاوز إهتمامات المرحلة بل كان ذلك الفتي الهمام المقدام حتي قال عنه الكبار أنه أمل منتظر وذخر مخبأ لكل السودان وكان خلقه الدمث وتفوقه ودربه العديل وخطه المستقيم تسبقه الي حيث السؤدد والتقدم والفلاح وأتفق من حوله أنه مستقبل باهر في مجال العلم والمعرفة مع تقوي وصلاح لا تخطئها العين ومن حيث يسير الواثق المبذول بين كل الناس عبر كل الحواجز بسلاسة ونشر في البيت الصغير والمدينة نجاحا يعقبه نجاح وتسلق سلم المجد بخطي وائدة مطمئنة لم يتعجل دورا ولم يتسرع فكرة ولا تعجل بل كانت الفرص تأتيه مجرجرة ذيولها مختارا من بين أقرانه ومازال يحرز النصر بعد النصر والإنجاز بعد الإنجاز وفي توقيت جامع ركب سارية عالية هي فخر إذا للفخر محيص كما نادي الشاعر أدم الخياط الإمام عبد الرحمن المهدي. ففي الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات بين حكومة السودان ايام الرئيس الراحل جعفر نميري وشركة لونرو لانشاء مصنع سكر كنانه وتوقيع اتفاقية انتاج السكر في العام 1972 وانطلاقة الزراعه التجريبيه لقصب السكر في العام 1973 كان وقتها الطالب محمد المرضي التجاني مع افراد اسرته برفقة والدهم المترقي حديثا في وظيفة المفتش بمحافظة شمال كردفان بعد خدمة طويله ممتازه في وزارة الصحة السودانيه تخللتها مشاركه خالده مع السلاح الطبي ابان الحرب العالميه الثانيه مشاركا فيها مع جنود السودان في شمال وشرق افريقيا وهو مشهود له بالانضباط والانجاز في سجلات وزارة الصحة ، كانوا يتجهون لمدينة الابيض مكان عمل الوالد المنقول اليه، من مدينة الدويم، فخلفية الوالد التي صقلتها تجارب الحرب والعمل في فترة الاستعمار وكان سمتها الاخلاق والانضباط والانجاز هو الجو الذي تربي فيه جميع افراد الاسره والذين يجيدون جميعا كل الاعمال والحرف مع تركيز كامل علي القراءه والدروس وقبل ذلك محبة النبي والصلوات، وكما هو معروف في تاريخ السودان ان خلدت قوة دفاع السودان اشعارا وغناء عبر عائشة الفلاتيه واخرون كذلك خلدت تجربة مشاركة ابناء النيل الابيض كالتجاني محمود وسيد الصول غناء في المناسبات وغيرها بواسطه اهل الفن كمغنيات الحماسه: ما بمثلوه الدور وما بكسفو الدكتور حكم الاله مقبول ياالتجاني ود محمود وسيد الصول لم تكن عروس الرمال تدري انها تستقبل في تلك الايام احد فرسانها والذين سيكتبون اسمها في سفر المجد بعد سنوات قليله في المناسبة السودانيه الاشهر الشهاده السودانيه ، حيث كان المرضي في قائمة العشره الاوائل علي مستوي السودان في العام 1976 من مدرسة الابيض الثانويه وهو الوقت الذي تم فيه رسميا تأسيس شركة سكر كنانه وتوقيع اتفاقية السكر مع حكومة السودان واتفاقية طلمبات المشروع والقناة الرئيسية وبداية العمل في انشاء المصنع. فكانت فرحة النيل الابيض فرحتان، ولم نقل فرحة الدويم او الابيض فحسب لان لعموم النيل الابيض حكاية في تنشئة ابنهم محمد المرضي ،فلقد شكل النيل الابيض والسودان الكبير وجدانه منذ الصغر وذلك لطبيعة عمل والده كما ذكرنا في وزارة الصحة السودانيه فوالده من اوائل الدفعات التي تخرجت من مدرسة المساعديين الطبيين (مدرسة النهر) ابان فترة الاستعمار الانجليزي،حيث عمل في كل اصقاع السودان من كادقلي جنوبا الي عطبره شمالا وشمال كردفان غربا وتنقل في جميع مدن وقري النيل الابيض كام جر والهشابه ومعتوق وعمل ايضا في عدة مناطق بالجزيره، لذلك كانت فرحة كل هذه المناطق والنيل الابيض كبيره ايضا عندما اختير بالاجماع عضوا منتدبا ومديرا لكنانه في مرحله لاحقه حيث احتفل الكل مع النيل الابيض وليس الدويم فحسب فحملت الاخبار احتفالات منطقة معتوق بابنها محمد المرضي التي قضي فيهابعض صباه ابان عمل والده هناك. قضي الطالب محمد المرضي فترة الدراسه الجامعيه بجامعة الخرطوم في كلية الاقتصاد وادارة الاعمال وكان كعادته من المتفوقين في كل السنوات حتي اختير لتفوقه لسنة الشرف وهي السنه الخامسه وكان ذلك في العام 1980 وهي الفترة التي تمت فيها انطلاقة المرحله الاولي لكنانه وبداية التصنيع ، وبتخرج محمد المرضي التجاني من جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف في العام1982 الذي وافق بداية المرحله الثانيه وبداية الانتاج التجاري في كنانه. فكانت مراحل انشاء كنانه ومحطات حياة المرضي متلازمتان حيث توافقتا في كل مراحل تطورهما في مشيئة الاهية واضحه حتي صارتا ايقونة للنجاح وتمت تسميته العضو المنتدب للشركة بجدارة بدأها من الألف بقصة نجاح و صار مع الأيام والشهور والسنين حقيقة من الحقائق الكبري في حياتنا الإقتصادية فصارت كنانة ومحمد المرضي متلازمتان كلما ذكرت كنانة ذكر محمد المرضي والعكس كأنهما تؤأمان لا ينفصلان ولا غرابة إن تطورت هذه المؤسسة المنظومة علي أكتاف هذا الرجل الصامت في رحلة نجاح مستمرة لاكثر من اثنان وثلاثون عاما.