سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حديث الأشواق والشجون بين عبدالمحمود إسماعيل المتعافي وشخصي الضعيف«2» عيد بطعم رائحة «الطين المهدوم» والأرض المجرفة والكرامة الإنسانية
Email :[email protected]
0912304554 Tel:
لأننا التقينا في العمل العام وعبر هذه الصحيفة التقيت الأخ عبدالمحمود المتعافي حتي تمكننا سوياً من خلق نوع من الصداقة والتوادد غير المرتبط بمصالح او حديث حول الخاص او تدخل منه فيما انشره ولا مجرد تعليق او دفاع عن زيد او عبيد، ولم يزد أكثر من الذي قاله وذكرته بالأمس. بدأت المساجلات برسالة العيد الصغير عيد رمضان والتي أحسست فيها بطعم مختلف المذاق عن الرسائل التي وصلتني وتوقفت عندها كثيراً لاحساسي أن بها معانٍ تعبر عن العيد والخريف ونصها يقول: أخي يوسف: أهديك أماني العيد وكل المنى، وبما أن العيد بمذاق وعبق الدعاش ورائحة الطين المهدوم والارض المجرفة والكرامة الانسانية المسكوبة في مجاري السيل من أهلنا العزاز بوديانهم والكثبان، حيث الخير الوفير من الزرع والضرع والمساهمة في الدخل القومي وجلب العملات الحرة من عائد صادر ما تجود به هذه الأرض المعطاءة وجهد الرجال ومن خلفهم بالأمس، فهل طلبنا ما هو أدنى من الذي هو خير، ورضينا بالعيش في أطراف المدن والسكن العشوائي وعشوائيات السكن الشعبي البائس والفقير والأعمال الهامشية بدلاً عن فلاحة الأرض وعمار قرانا وريفنا.. وهل من سبيل أخي يوسف لهجرة عكسية بدل العتب على والي الخرطوم ندعوه ليقود العودة الطوعية شرقاً او قل شمالاً كما يجب حتي تعود الخرطوم ام المدائن ام درمان التاريخ التليد والعبق الفواح والجمال الساكن حواريها وانغام البلبل الصداح، وبحري أرض الملوك والجزر والديوم والاولياء الصالحين، أما اذا سألتني عن نفسي فلقد عقدت العزم على الرحيل والرحيل وسوف أبين لك أسبابه وأكشف لك دروبه. ولا أريد أن أدعوك«لترحل» لأنني أعلم أنك فاقد الدابة والدرب.. وهل لي أن أواصل أحاديث الأشواق والشجون؟.. وكان ردي: أخوي عبدالمحمود صباح معطر بذكر الله وسيلاً من الدعوات لك وأفراد الأسرة. كيف ترحل وإن من أسباب بقائنا في هذا الوحل.. نخوض مع الخائضين وننوم في مجرى السيل ونتوسد طينه، وعلى أنغام صوت الضفادع.. ولتستمتع البعوضة بنهش ما تبقى من أجسادنا النحيله قليلة الحيلة. أخي.. لست بفاقد الدابة والدرب.. لأنني تفتحت عيناي وأنا أملك كل هذه المقومات للرحيل ومنذ نعومة أظافري.. ورثت الدابة والدرب من أبي وأمي عرابين الرحيل والترحال شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ليبيا والصومال، والسعودية وقطر والكويت ولندن وجيبوتي وإرتريا وإثيوبيا. أنا أملك الدابة والدروب، ولكني لا أملك القرار.. الأولاد الحبوبة والأعمام والخالات والجيران والأصدقاء والصديقات، كل هؤلاء يجعلوني أسأل نفسي بالصمت العاجز الذي ليس بعده قرار.. وأي قرار. وغداً نواصل...