باتت.. صالة المغادرة بمطار الخرطوم، إحدى أهم المعابر التي يقصدها الصحافيون السودانيون وصولاً الى المنافي الاختيارية. فخلال الشهرين الماضيين فقط، تفاجأ الوسط الصحافي باختيار رئيس تحرير صحيفة (الصيحة) السابق د.ياسر محجوب الحسين للإقامة في العاصمة البريطانية (لندن) بعد ان مُنح اللجوء السياسي، وبالأمس علت حواجب الدهشة في عيون معظم الصحافيين بعد أن سرت شائعة مغادرة زميلهم رئيس تحرير صحيفة (الجريدة) إدريس الدومة الى لندن بعد ان منحته السلطات الانجليزية حق اللجوء السياسي كزميله ياسر، الصحافيان يعتبران من أبناء الحركة الإسلامية البارين وعضوين فاعلين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حيث شغل د.ياسر رئيس تحرير صحيفة (الرائد) الناطقة باسم الحزب الحاكم فترة من الزمن، بينما شغل الدومة مدير إعلام وعلاقات عامة بوزارة الاوقاف زهاء عقدين ونيِّف قبل رئاسة تحرير (الجريدة). يقول الكاتب الصحافي مكي المغربي عن زميله ياسر محجوب: ما حدث له اعتبره نتاجاً لتراكمات صراع كان داخل حزب المؤتمر الوطني وقتها، فالرجل كان رئيساً لتحرير صحيفة حزبه، ثم نشبت خلافات بينه والحزب في عهد القيادي د.نافع علي نافع فُصل بموجبها من موقعه وتوترت الامور جداً حتى تقدم ياسر بشكوى ضد الصحيفة». ويضيف :»اجتهدت وقتها للتوسط بينهما ولكني اكتشفت أن الطرفان بينهما ما بين الحديد والنار، ويردف مكي:»ما حدث لياسر في الصيحة يعتبر جزءاً من صراعات رحلة معه من (الرائد). فالبلاغات القانونية التي دونت ضد الصحيفة أكثر من عدد أيام صدورها». عدَّ مراقبون ظاهرة اتجاه رؤساء تحرير الصحف السودانية الى المغادرة صوب العواصم الغربية طلباً للجوء السياسي، ظاهرة خطيرة وتستحق الوقوف عندها، كما اعتبروها ايضاً سابقة لم تحدث من قبل تحت سماء الصحافة السودانية، رغم مغادرة عدد كبير من الصحافيين الشباب في رحلات هجرة عبر اللجوء السياسي الى عواصم أوروبيه لأسباب مختلفة. سبق الدومة وياسر فراراً من جحيم الصحافة السودانية وأزماتها. الصحفيان السابقان بصحيفتي اجراس الحرية والايام سهل آدم الذي غادر وزوجته الصحافية أمل مؤمن ووالصحافي خالد عبدالله الى العاصمة الهولندية امستردام، بينما كانت الاسبق للجميع الصحافية السابقة بصحيفة (الصحافة) أمل شكت التي غادرت الى العاصمة الفرنسية باريس ومنها اختارت دولة أخرى، ثم الصحافية صاحبة قضية (البنطال) الشهيرة لُبنى احمد حسين التي مُنحت اللجوء السياسي من جمهورية فرنسا، ثم غادرتها فيما بعد الى كندا وحصلت على جنسيتها، ثم الصحافيتان اللامعتان بصحيفة (الرأي العام (أميرة الحبر التي تخصصت في ملفات دارفور لسنوات، وهنادي عثمان المتخصصة في ملف الحركة الشعبية وحكومة الجنوب وقتها. أما الصحافي عباس حسن الذي غادر برفقة صحافيين آخرين لتلقي دورة تدريبية في العاصمة البريطانية (لندن) ولم يعد بعدها الى بلاده، ثم راجت اخبار فيما بعد انه حصل على اللجوء السياسي واستقر به المقام هناك. جزم الصحافي أحمد يونس الذي شغل منصب مدير التحرير لعدة صحف سودانية ويعمل حالياً مراسلاً لصحيفة (الشرق الاوسط) الصادرة في لندن في افادته: ل(الوطن) بأن الصحافة مهنة مرتبطة بالحرية. إذا انعدمت الحرية تبخرت الصحافة. واضاف:»الصحافيون الذين غادروا البلاد عبر طلب حق اللجوء السياسي، تعرضوا لمضايقات وتضييق، ومن حقهم أن يعيشوا في أجواء حرة». وأردف يونس:» المفروض كل الصحافيين يغادروا الصحافة،لأنها بقت طاردة وما عندها مستقبل»، مشيراً الى حالة ياسر محجوب الحسين قائلا:»ياسر رغم إنه جزء من النظام، إلا أنه تعرَّض لانتهاكات كبيرة بداية من إيقاف صحيفته حتى تفتيش مكتبه ومصادرة وثائق منه». اختلف معه الكاتب الصحافي ورئيس المنظمة السودانية للحريات الصحافية مكي المغربي في حديثه ل(الوطن) الذي يرى إن اللجوء السياسي للصحافي يستفيد منه احياناً صحافيون ليسوا ضحايا انتهاكات، بل أشخاصاً يسعون لتحسين ظروفهم المعيشية، بينما يرفض الصحافيون ممن يعتبرون ضحايا حقيقيين ممارسة هذا الامر. ويضيف المغربي بقوله:» مثل هذه الممارسات صارت تسبب أضراراً للصحافيين السودانيين عندما يطلبون تأشيرة دخول للدول التي تمنح اللجوء وإن كان سبب طلب التأشيرة حضور مؤتمر أو ورشة عمل أو دورة تدريبية». -- مليار جنيه حقوق ومتأخرات العاملين والمتعاونين حكمت بها المحكمة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون البحث عن حلول عاجلة تقرير: حمزة علي طه 1300 عامل بالإذاعة القومية والتلفزيون القومي يصرفون مرتبات من الدولة تتكفل بها وزارة المالية، وهؤلاء العاملين بالهيئة من موظفين وفنيين ومهندسين وسائقين وحرس، ينالون أجراً إضافياً حسب التكاليف من الإدارة بإعتبار أن العمل يستمر حتى منتصف الليل ثلاث ورديات هذا خلاف العمل الميداني، وهنالك عدد كبير من المتعاونين من خارج الحيشان من فنانين وشعراء وموسيقيين ودراميين وكتاب ومقدمي برامج وصحفيين ايضاً يقدمون أعمال إذاعية وتلفزيونية وينتظرون المكافآت بعد نهاية البرامج أو آخر الشهر. فترة الأستاذ محمد حاتم سليمان حدثت فيها معوقات كثيرة في ما يتعلق بالدمج ثم الفصل لأكثر من مرة ومحمد حاتم فشل في مهمته وحدثت مشكلات عديدة بينه وبين العاملين لم تؤثر على سير العمل لكنها أثرت على نفسيات العاملين بالهيئة بمختلف الوظائف والتخصصات، فهنالك من لزم بيته غاضباً وهنالك من يحضر داخل الحوش ولا يلتزم بالتكاليف والعمل وقد لجأ البعض لإثارة القضية عبر الصحافة لتتحول من قضية حقوق داخل مؤسسة لقضية رأي عام، دارت حولها نقاشات عديدة كلها صبت في ضعف شخصية محمد حاتم مقارنين بفترة الطيب مصطفى والتي كانت ثرة في الهيئة ووفرت أموالا كثيرة ويقول البعض إن الطيب مصطفى كان قريباً من المؤسسات المالية والسياسية وكانت كلمته مسموعة بموقعه السياسي وقتها، في حين أن الأستاذ محمد حاتم جاء للهيئة بدون تخصص ومعرفة بخباياها مما صعب عليه امر تفكيك اللوبيات داخل الحيشان وحتى عندما تم الفصل وبقي على التلفزيون لوحده تردي التلفزيون بسبب ضعف التمويل وهذا ما أقر به العاملون داخل إداراته المختلفة. الأستاذ السموأل خلف الله تم تعيينه مديراً عاماً للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بقرار دمج كمنقذ للموضوع وللعاملين بالحوشين الإذاعة والتلفزيون، وقد كان من قبل وزيراً إتحادياً للثقافة والهيئة تحت إدارته بل واحدة من الإدارات والملفات الصغيرة لدى وزارته، ووقتها كان يعاني من التعامل مع وزارة المالية في تمويل البرامج الثقافية والفنية ومن ضمنها الإذاعة والتلفزيون وكان الوزير علي محمود جافاً في تعامله مع البرامج الثقافية، وقد لجأ السموأل كوزير للشركات الراعية لتمويل الأنشطة الثقافية القومية، وفشل في الوصول لوزير المالية إلا في قليل من البرامج والوزير حتى التبرعات التي كانت تتم بشخصيته لدى فنانين وموسيقيين ما كان يلتزم بها ناهيك عن الإلتزام بتمويل برامج ثقافية. الآن السموأل تحول من وزير لمدير عام وهو رجل لا يبحث عن الوظائف والمقامات إنما يعمل متى ما طلب منه في حل الملفات الصعبة وتم إختياره لملف العاملين بالإذاعة والتلفزيون في جانب الحقوق، وإذا تفرغ لأمر الحقوق القديمة سيتوقف العمل ، لذا سعى للموازنة بجدوله القديم مع إستمرار العمل بتسويات يجب أن يقبلها العاملون، والسموأل نفسه وجد مشاكل في المعدات والأجهزة القديمة التي تحتاج لتغيير للمواكبة فهنالك أجهزة إنتهى عمرها الإفتراضي وتوقفت الشركات عن صناعتها ولا توجد لها قطع غيار وهنا لابد من التجديد حتى تواكب الأجهزة المتغيرات في الإعلام العالمي والمالية لن تجتهد لحل هذه المعضلة الصعبة، والسموأل لابد من طرق أبواب أخرى حسب خبرته القديمة في جلب التمويل ودخل موازنات في ما يتعلق بالغرض الصيني ولو وجد ما يوازيه من الداخل لما وقف في ذلك والعاملون بالهيئة يطالبون بمبلغ 9 مليون جنيه حسب ما أقر بذلك السموأل خلف الله المدير العام وهو يسعى لحلها لكن المطالبة بالسرعة في الحل ستوقف جهود المدير العام وهنالك إتجاهات لدخول بنوك في التمويل وشركات للرعاية توفي بجزء من الديون وتسيير العمل في ما يتعلق بالمتعاونين والمدير العام قال سنفتح الباب للمتعاونين ونمنحهم حقوقهم حتى لا تتراكم خاصة أن هنالك عدداً من المتعاونين حكمت المحكمة لصالحهم في ما يتعلق بالحقوق والهيئة ملزمة بالدفع، وهنا لابد من تدخل الدولة لا الحكومة للحل لأن الكثيرين ينادون بقومية الإذاعة والتلفزيون وهنا على وزارة المالية الإتحادية أن تفي بجدولة الحقوق حتى ترفع الغبن عن العاملين والمشتكين.