هذا الحزب ولد بأسنانه, ورضع لحولين كاملين , وقد وجد العناية الفائقة , حيث أن الثدي الذي رضع منه طاهر , ومن أم لها من العشيرة الحسب والنسب ,وترعرع في مناخ مليء بالطمأنينة , ومن حوله الصلاح, الذين أصبح التقوى ديدنهم وتلاوة القرآن قبلتهم , الذاكرين الخاشعين الذين يبتغون مرضاة الله , الذين يخافون الله ويتذكرون ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم 0 التف حول هذا الحزب أناس تجمع بينهم وحدة الكلمة والصف وشهادة إلا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)0 أيمانهم القاطع بأن هذا الوطن يسع الجميع , وكلنا من آدم وآدم من تراب. لا فرق بين عربي وعجمي ألا بالتقوى , كانت الرغبة بالانتماء لهذا الحزب العملاق الإرادة الشخصية والقناعة الراسخة في أن هذا الحزب مبتغى أهل السودان , ويلبي طموحاتهم المستقبلية , وقناعتهم بالبرامج الهادفة التي عرفها الأعداء قبل الاصدقاء , والتي تنداح يوماً بعد يوم الى الآفاق , حيث ظلت ظلالها شجرة وارفة جذورها في الأعماق وفروعها في عنان السماء 0 هذا الحزب الرائد يسير بخطى سريع التفاعل , وبمعيته الكثير المثير , وأصبح واقعاً داخل وجدان الجماهير , وله من العبق الفواح ما يملأ كل الساحات , ونتيجة لهذا الاستلهام الربانى والاستفراد الذي تميز به دون سواه أصبح رقماً لا يستطاع تجاوزه بعدد الأصفار على يمناه 0 وأيماناً منا بالمسيرة القاصدة والتوجه الانساني والانتماء المتميز يستبين للكل مدى انفتاح العضوية لهذا الحزب والتماسك المنقطع النظير , ويشهد على ذلك تلك التظاهرة في المؤتمر الرابع العام والذي جمع كل أهل السودان في أرض المعارض ببري , وبقي مسرح الأحداث رمزاً يشار إليه بالبنان، ودليل تؤكد مصداقية أهل السودان 0 ولابد لي أن أعير النظرة الفاحصة الى أخواني في بقية الأحزاب وهم الحجل في الرجل وأناشدهم في أننا أمة واحدة نسعى بمختلف مشاربنا وآراءنا في أن نمهد الخطى ونمضي في بناء هذا الوطن الذي تجري فيه دماؤنا ونخلد تاريخ الذين دفعوا المهر ووهبوا أنفسهم في سبيل تحرير البلاد من الدنس , وبجهدهم نلنا الاستقلال , وبقيت لنا الارادة القومية رئة يتنفس منها الكل , وامتدت الاواصر الى نفوس الامة لتوحيد كلمتها , وفي ظل ذلك تسابق إخوان الصفاء ليلة العرس , وكل إناء بما فيه ينضح, واستوجب الأمر الى ضرورة الرؤى والاحتفاء بمظاهر هذا المشهد ومن ثمة استبان المقصود والسعي الحثيث , وانشطر العقد الفريد , واسترعى القوم الانتباه في قوس قزح ذات ألوان الطيف , وبتمايز الالوان استفرد إخواني كل على حد وظل ينادي أنا مع الحزب الفلاني , وبهذا التنادي بقي حزب المؤتمر الوطني وحيداً , فيما أكدت بقية الأحزاب مصداقية تلك المقولة التي تقول, أنا وابن عمي على الغريب , ومن هنا يستلزم بنا أن نقول إن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية , وأن نسعى الى كلمة سواء للحفاظ على العرض والارض وأن يبقى السودان دوماً دولة المؤسسات ذات القيادة الرائدة في مصاف دول العالم أجمع، وأن تبقى سيادته منارة في علياء السماء