الابتلاءات حكمة ربانية وكونية , تتدثر فى جسد الأمم فى شتى بقاع العالم بلونية تختلف فى تكويناتها , وتظل الظروف المحيطة بها بعدة عوامل , منها المناخية والمكانية , وتكتمل بوجود بنى البشر فى طياتها , أحيانا تستصحب الدوافع النفسية , وتمتد حتى تصل الى الكوامن , وتتم أيقاظ الدواخل , وتبقى الأنفس شاردة لأمر كان . تستجمع المآلآت , وتستوحى الأنفعالات العابرة والدائمة . ونتيجة لكل هذه الأفرازات تستبطن ألايجابيات وتبقى السلبيات , ردود للآفعال مرده , وتعجل بنسف وتدمر الآمال المستقبلية , وهذا يتمركز فى الأفراد ' وتنتقل هذه العادة الى المجموعات المتمركزه , والتى تجمعها وحدة القبيلة , وتتميز كل العشائر فى سلوكياتها وتعاملها تختلف , وتظل الجهوية سيد الموقف , تتساوى الكتوف ويقل المعروف , وفجأة تتولد عظمة الغرور,ويتحاشى زيد من عبيد, وفى سبيل ذلك يستفحل بالجهلاء عصبية القبيلة ويتبارى الفراس , وينفرط العقد وتزداد الشرارة بحماس الحكامات ويصبح مسرح الحدث لظى مستعر وتمتد تلك الحرائق الى ما لا نهاية . وتظهر الجفوة بين العناصر المتحبين, ويظل الأنقسام فى الحسب والنسب وتغتل كفة الميزان , ويتحمس الأنفس , ويبقى الصراع شرافه , وتقضى على اللين واليابس فى لحظة وتبقى الحسرة فى الصدور , وتزداد العنف يوما بعد يوم , وتعج المنطقة وتصبح أرض للنزال والانتقام والانعزال وتمتد الوتيرة وتنقطع العلاقات , وتبرز فى السطح المكايدات و السلبيات ودواعي الفرقة والشتات , وبين عشية وضحاها تنفصم القوم فى أتون الغيب , وفى غياب الحكماء والعقلاء , وتظل هذه الصراعات بصورة مستدامة ,وتخلق ازمات مفتعلة دون أسباب واهية تستهجن الاستمرارية فى هذه الدوامة التى تولدت فى رحم الغيب . ومن هنا وهناك يحدونا الأمل فى ان تعي العشائر الدور المناط بهم دون الأخذ بالاسباب الواهية واللآاهية والتمسك بشعار الأمن والامان , هو الصمام الواقي لجسد القبيلة , والحكمة والتروى , التريث , الصبر , المناشدة , والصراحة والوضوح وقبول الآخر , الاحترام المتبادل والمسامحة , الحفاظ على العرض والارض بأعتباره المعصم والجبيرة ادوات الاستحكام فى وحدة القبيلة والمفضي لدوامة العيش بين سائر المجتمع ولايفوتني أن انوه ببعض الكلمات التي نحسبها وقاية للافصاح المتزن . أن شئت ان تحيا سليما من الاذى , وحظك موفور وعرضك صين , لسانك لاتذكر به عورة أمريء , فكلك عورات وللناس ألسن . وعينك ان ابدت لك معايبا , فقل ياعين للناس أعين ولابد لنا ان نتعظ بغيرنا , ونحافظ على علاقاتنا التى تميزنا من غيرنا , ونتجاوز صغائر الامور , ونسمو بالنفس الأنسانية الى مرافىء السلام ووحدتنا فى كلمتنا , ونسعى فى الانسجام وبناء الجسور والتأخى المحمود حتى تبقى هذه الكلمات رسالة مستدامة لاجيال الغد ورمزا فى سجل التاريخ .