شنَّ الآلاف من مشاة البحرية الأميركية، حملة عسكرية واسعة النطاق على معاقل حركة طالبان في إقليم هلمند في جنوبأفغانستان خلال وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الخنجر". وأعلنت البحرية الأميركية أن نحو 4000 جندي أميركي و650 من قوات الجيش والشرطة الأفغانية يشاركون في الهجوم الذي انطلق بعد الساعة الواحدة من فجر اليوم، حسب التوقيت المحلي لإقليم هلمند، حيث استخدمت نحو 50 طائرة مروحية لنقل الجنود، إضافة إلى المدرعات البرية، ما دفع ضباطاً عسكريين الى وصف العملية بأنها أكبر عملية نقل جوي لمشاة البحرية منذ حرب فيتنام، التي خاضها الجيش الأميركي في ستينيات القرن الماضي. العملية تهدف لتطهير وادي نهر هلمند " سلاح البحرية الأميركية يصف عملية الخنجر بأنها مختلفة عن ما سبقها، نسبة لحجم القوات الضخم والسرعة التي ستتحرك بها "وكان العميد في سلاح البحرية الأميركية لاري نيكلسون صرَّح الأسبوع الماضي بأن الهجوم سيستمر في أولى مراحله 36 ساعة، وأن هدفه هو تطهير منطقة وادي نهر هلمند من مقاتلي طالبان وإحلال الأمن في المنطقة قبل انتخابات الرئاسة الأفغانية في العشرين من الشهر المقبل. وذكر نيكلسون في بيان أن ما يجعل "عملية الخنجر" مختلفة عن ما سبقها، هو الحجم الضخم للقوات المشاركة فيها والسرعة التي ستتحرك بها، وأكد أن القوات ستحتفظ بالمناطق التي تستولي عليها إلى أن يتمكنوا من نقل مسؤوليات الأمن فيها إلى القوات الأفغانية. وأعلن المتحدث باسم مشاة البحرية الكابتن بيل بيليتر اليوم، أن القوات المشاركة في العملية أرسلت إلى المنطقة تحت جنح الظلام بهدف الضغط على المسلحين في الإقليم، و"كي نُري الشعب الأفغاني مدى التزامنا بأننا عندما نأتي نبقي الوقت الكافي لتأسيس مؤسساتهم الوطنية". لا تقارير عن وقوع ضحايا وأضاف المتحدث أن أحد مشاة البحرية المشاركين في العملية أصيب في انفجار لغم مزروع على جانب الطريق، إلا أنه كان قادراً على مواصلة مهامه، بينما لم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع ضحايا. ويقول قادة الجيش الأميركي إن "عملية الخنجر" ستسعى لإقناع السكان المحليين بأن القوات الأفغانية المدعومة من القوات الدولية ستقدم لهم مستقبلاً أفضل على المدى الطويل، وهو ما يمكن أن يتاح لهم تحت سيطرة المسلحين. وأرسلت الولاياتالمتحدة 8500 من مشاة البحرية الأميركية إلى إقليم هلمند على مدى الشهرين الماضيين، في أكبر موجة من حشد ضخم للقوات سيرفع عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان من 32 ألف جندي في بداية هذا العام إلى 68 ألفاً بحلول نهايته، وهو ما يشكل ضعف عدد تلك القوات عام 2008. هلمند أكبر منتج للأفيون عالميا " منطقتا جارمسير وناوة قرب الحدود الباكستانية من الأهداف الرئيسة للعملية "ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها في وادي نهر هلمند، أنه شاهد طلقات كاشفة في السماء فوق بلدة ناوة إلى الجنوب من لشكركاه عاصمة إقليم هلمند الذي يعد كذلك من أكبر المناطق التي تنتج الأفيون في العالم، حيث تقول الولاياتالمتحدة الأميركية إنها المصدر الرئيسي لتمويل حركة طالبان التي تشن عليها واشنطن حربا منذ أحداث سبتمبر 2001م. وتعد منطقتا جارمسير وناوة الواقعتان إلى الحدود الجنوبية مع باكستان من الأهداف الرئيسة التي تستهدفها العملية، حيث يعتقد أن العديد من مقاتلي طالبان يلجأون اليها، كما يتوقع ضباط أميركيون أن يجدوا ما بين 300 و500 من مقاتلي طالبان في منطقة ناوة.