تعرضت مئات الأفدنة بمشروع الكتياب الزراعي في محلية الدامر بولاية نهر النيل، لأضرار ماحقة جراء العطش، أدت إلى تلف 25% من المساحة المزروعة، ما يعادل خمسة آلاف فدان، وخسائر مادية بمتوسط 15 ألف جنيه للمزارع الواحد. وعزت إدارة المشروع أسباب المشكلة التي أدت إلى تيبس الثمار وحرق الأشجار لتوقف مفاجئ لوحدات الري قبل أكثر من شهر، دون أن تتم المعالجة بشكل جذري. وشن المزارعون، في استطلاع للشروق، هجوماً على سلطات المنطقة، مؤكدين أنها صمت آذانها وانصرفت عن حل المشكلة التي عانى منها قطاع كبير، مشبهين وضعهم بحال الصومال، قائلين: "نعاني فقراً وجوعاً ومرضاً". وقال أحد المزارعين: "العطش لم يترك لنا خياراً سوى أن نرفع أيدينا تضرعاً لله سبحانه وتعالى وأن نشكوه المسؤولين، مضيفاً: "هجرنا بيوتنا لنراعي الشجر، لكننا لم نحرك ساكنا ولا نملك مالاً لتغيير الواقع المرير". تراكم الطمي وأفاد المزارع أحمد الأمين، أن انسياب المياه منخفض للغاية والطمي أقفل القنوات ويحتاج إلى إزالة، مضيفاً أن كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى احتضار الزرع في وقت باكر. وقال المزارع ياسين الطيب، للشروق، إنه بدأ في حل مشكلة العطش، ولكن بصورة فردية، وبدأ بمعاونة أبنائه حفر بئر بلغت كلفتها 8,5 ملايين، وهو مبلغ لا يمتلكه البعض، موضحاً برغم بقائنا بالمشروع صباحاً ومساءً إلا أننا لا نستطيع أن نغطي جميع الأفدنة التابعة لنا". وصب المزارع النور أحمد النور، جام غضبه من انصراف السلطات عن حل أزمة المشروع، مع علمها بكل تفاصيله، وقال نمرُ بأوقات عصيبة ونرى بأم أعيننا جهدنا يحرق ولا نستطيع أن نفعل شيئاً، وزاد: "أصبحنا في حالة نزوح بين البيت والمزرعة وحالنا أشبه بالصومال". يبس الزرع وأضاف مزارع آخر، عثمان بلال، نسقي الزرع بالبوابير، ولكن الفواكه يبست وحرق العطش معظمها، متسائلاً أين نذهب بهذه الثمار التالفة وليس أمامنا سوى أن نقف أمام الله ونشكي له المسؤولين، مردفاً: "ديل شكيناهم لي الله لأنهم عارفين الحاصل". بالمقابل، قال مدير مشروع الكتياب محمد الشايقي، إننا ساعون لحل المشكلة ووفرنا عدداً من البوابير، ولكن المشكلة كي تحل جذرياً لا بد من إدخال الكهرباء بالمشروع الذي يعد من أعرق المشاريع بولاية نهر النيل. وانتقد سليمان المكسور، من اتحاد المزارعين، إهمال السلطات للأمر، وقال طرقنا جميع الأبواب ولم نترك المحلية أو المجلس التشريعي ومكتب الوالي، ولكن لم يستجب أحد لصوت المزارعين. وأطلق المكسور نداءً للنائب الأول، علي عثمان محمد طه، لتبني الأمر باعتباره راعياً للنهضة الزراعية في الدولة. وينتج مشروع الكتياب الذي يقع بالضفة الغربية لمنطقة الدامر، أنواعاً كثيرة من الثمار "الموالح والفاكهة والأعلاف والخضروات".