مدينة تحتضنها الضفة الغربية لسواحل البحر الأحمر الساحرة في حميمية بالغة العذوبة وتبعد عن مدينة بورتسودان حوالي (56) كيلو متراً، حيث لا يعرف تاريخ محدد لتأسيسها، وقديماً أطلق عليها اسم (سواجن) لاعتقاد ما يفيد بأن سيدنا سليمان كان يسجن فيها الجن المتمرد على سلطاته.. ويطلق عليها أيضاً بلغة البجا (أوسوك) وتعني السوق. يقول مؤرخون إن المدينة بنيت فوق جزيرة مرجانية قبل أن تتحول منازلها إلى آثار وأطلال، وحسب أونور عمر علىي المختص في الآثار مرت على سواكن حضارات كثيرة كانت في يوم من الأيام هي ميناء السودان الوحيد لخدمة الصادرات والواردات.. ويؤكد أونور أن مباني المدينة تتكون من (3) طوابق.. يتجسد فيها فن العمارة الإسلامية.. ويوجد بها مسجدتن ومبنى البنك الأهلي والتلغراف.. يفصل الجزيرة كبري عن بعض المناطق الأثرية ومحاطة بسور بناه كتشنر وبه بوابة تحمل اسمه.. قصة البوابة وشهدات إحدى بواباتها المعركة الشهيرة بين عثمان دقنة والمستعمر والإنجليزي، وتاريخ المدينة ربطه البعض باليونانيين والبيزنطيين والهنود والعثمانيين والرومان وبلاد الأحباش وشبه الجزيرة العربية وجذور تاريخية ربطت المدينة بالعهدين الأموي والعباسي.. وتأخد المدينة نماذج بين الماضي والحاضر، حيث يوجد فيها البنك الأهلي وقصر خورشيد وبوابة كتشنر وقصر الشنّاوي ومبنى الجمارك الذي يعود تاريخه إلى أيام الحكم العثماني.. منطقة تاماي التي تقع بالقرب من سواكن هي أيضاً لها حكايات تروى عن بسالة سودانية خالصة في معركة صمدت فيها قوات الأمير عثمان دقنة في وجه مدافع الاستعمار الإنجليزي ودافعت دفاعاً مستميتاً عن البلاد.. وتشهد على ذلك مقابر الشهداء ونصب تذكاري للجندي المجهول صممه عالم آثار بريطاني يدعى (بول). ويؤكد محمد أبو آمنة عمدة قبائل القرعيبان أن آثار سواكن شهدت عمليات ترميم عبر خبرات تركية تعاونها إياد سودانية وفق مقاييس عالمية إضافة لرعاية رسمية وفّرتها السلطات بولاية البحر الأحمر، يضاف إليها اهتمام بالغ من والي الولاية د. محمد طاهر إيلا بالآثار في محلية سواكن وهذا ما أكده محمود محمد محمود، معتمد سواكن الذي قال إن الترميم والتطوير بدآ بمبنى الجمارك القديم والجامع الحنفي وتعتبر بداية مبشرة ستعم كافة آثار سواكن لتشمل المباني الآثرية بسواكن. في العام 1910 قام الاستعمار البريطاني بنقل الميناء الرئيس إلى مدينة بورتسودان ليتم هجر المدينة العريقة.. الآن تم إحياء الميناء مرة أخرى ليصبح مخصصاً للركاب عبر البواخر وكذلك تم إنشاء ميناء آخر لتصدير البترول السوداني.. وعادت الحياة لها مرة أخرى بفضل جهود السلطات والمدينة تعج الآن بالسياح من كل العالم لما تتمتع به من آثار عربية وإسلامية قديمة وقصور فخيمة مثل قصر الشناوي الذي يحتوي على 360 غرفة، ويقال أن مالكه كان يقضي كل يوم في غرفة وعندما يكمل إقامته في الغرف كلها تكون السنة قد انقضت.. وقد صمم القصر ليناسب كل فصول السنة وهو قمة في الهندسة المعمارية تظهر عظمة المعمار الإسلامي.. بالمدينة مرفأ لليخوت الصغيرة لهواة ركوب البحر كما توجد به أماكن جيدة لممارسة هواية الغطس والصيد البحري.. وتنتشر بالمدينة الآثار منذ ما قبل دخول الإسلام السودان وكذلك العصور الإسلامية المختلفة حيث يوجد بها أقدم المساجد والأسبلة والبيوت العربية القديمة.. تتوفر بالمدينة مجموعة من الفنادق والخدمات وبأسعار زهيدة تمكن السائح من قضاء وقت ممتع.