طالبت الأممالمتحدة ودول غربية، إسرائيل ببدء تحقيقات "جديرة بالثقة" في الاتهامات الموجهة لها بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني، في حين هددت تل أبيب بعدم استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا -أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي ناقش ملف الشرق الأوسط أمس- إنه ينبغي على إسرائيل أن تحقق في الاتهامات التي وردت بتقرير غولدستون. وخلصت إلى أنها ارتكبت جرائم حرب أثناء عدوانها على غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي. وأبلغ نائب السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة أليخاندرو وولف، مجلس الأمن، أن واشنطن لديها مخاوف خطيرة بشأن التقرير من بينها ما قال إنه "تركيزه غير المتوازن على إسرائيل"، لكنه طالب إسرائيل بأن تتعامل معه بجدية. تحقيقات ملائمة في الاتهامات ومن جهته، دعا السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة جون ساورز إسرائيل إلى بدء تحقيقات ملائمة في الاتهامات التي حددها التقرير، وقال: "نحث الحكومة الإسرائيلية على أن تجري تحقيقات كاملة وجديرة بالثقة ومحايدة في الاتهامات". وبالمقابل حث السفير الفرنسي جيرار أرو الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على الشروع في "تحقيقات مستقلة تتماشى مع المعايير الدولية". وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من جانبه، إسرائيل والفلسطينيين على إجراء تحقيقات داخلية ذات مصداقية ودون تأخير، إزاء الطريقة التي تمت بها إدارة النزاع. ووفقاً لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو فإن "بان كي مون يرغب بأن تتم مثل هذه التحقيقات في أي مكان من العالم تقدم فيه دلائل ذات مصداقية على وجود انتهاكات لحقوق الإنسان". تهديد بوقف المفاوضات وعلى هامش اجتماعات مجلس الأمن، هددت مندوبة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف، بأن تل أبيب لن تقبل استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إذا أصروا على الاستمرار في طرح تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون على الطاولة. وقالت شاليف إنه "طالما أن تقرير غولدستون لا يزال مطروحاً وهناك من يقتبس منه ويدعمه في كل مكان حتى داخل دول نعدها صديقة، فإنه لن يكون بمقدورنا إحداث أي تقدم في عملية السلام". وأضافت: "لن نجلس إلى طاولة واحدة لنتحدث إلى جهات أو أشخاص يتهموننا بارتكاب جرائم حرب، فهذا غير مقبول". ومن جانبه، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظيره البريطاني غوردون براون بالعمل على منع إحالة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن الدولي. وأقر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في مقابلة مع "الجزيرة" الليلة الماضية من رام الله بأن السلطة الفلسطينية أخطأت فيما يتعلق بتقرير غولدستون، لكنه قال إنها سارعت إلى إصلاح ذلك وطرحت الموضوع في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان.